السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مشاهير التواصل يحتفون بـ«زايد التراثي» في الفضاء الرقمي

مشاهير التواصل يحتفون بـ«زايد التراثي» في الفضاء الرقمي
31 ديسمبر 2016 23:44
هناء الحمادي (أبوظبي) يظل لمشاهير مواقع التوصل دور بارز في تسليط الضوء على هذا المحفل التراثي الذي ذاع صيته في العالم العربي، فمع توافد الكثير من الجنسيات والثقافات المختلفة بمختلف الشعوب، استطاعوا بمشاركتهم أن يبرزوا المهرجان بشكل عالمي من خلال حساباتهم التي يتابعها الملايين من الناس بمختلف الأعمار. حضارة وتاريخ يسلط الضوء على الحرف التقليدية، يزور جناح ذاكرة وطن، ويزور الأحياء التراثية العالمية، إنه إبراهيم الذهلي خبير السياحة، الذي يجول دوماً في أروقة المهرجان، ويعترف بأن المهرجان بالفعل جمع الكثير من الدول المشاركة في مكان واحد وأصبح الوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة، وقد جسد المهرجان تلك المقومات في أكبر تظاهرة فنية ديناميكية في العالم فمن الوهلة الأولى لمن يجول داخله يجد التفاعل الكثير من الدول المشاركة في تقديم فلكلورها الشعبي ليثير كل منها فضول الزائر للتعرف إليها، مبيناً: «لا يخفى على أحد أن كثيرين منا لا يعرفون حضارات وتاريخ دول نعرف أسماءها ولا نعرف ثقافتها وحضارتها، لكن بزيارة واحدة نجح المهرجان في تحقيق التواصل بين الحضارات والتآخي بين الدول، فالجميع جاؤوا سفراء لبلادهم لعرض منتجاتهم وتراثهم». قالب تراثي وبتفاعل الصغار بترديد النشيد الوطني استطاع الإعلامي منذر الزكي أن يجذب ويتفاعل مع الحضور من الأطفال في مهرجان زايد التراثي، حيث ارتسمت البسمة على الوجوه، بترديد النشيد الوطني لدولة الإمارات. ويقول المزكي: «زيارتنا لمهرجان زايد التراثي تأتي من باب تسليط الضوء على أهميته، حيث يعكس اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالتراث الإماراتي خاصة والعالمي بصفة عامة، ودورنا نحن مشاهير مواقع التواصل هو تسليط الضوء على المهرجان، خاصة الحي الإماراتي الذي يعكس أجواء التراث الوطني من العادات والتقاليد والأهازيج الشعبية والمنتجات والمطاعم الإماراتية المشاركة التي تبرز الكثير من الأكلات الشعبية بقالب لذيذ وتنسيق جميل وإحياء هذه الأكلات، ليتعرف إليها جيل اليوم بالإضافة إلى السياح الأجانب وزوار المهرجان». ويضيف: «مهرجان زايد التراثي هذا العام جاء بقالب تراثي عالمي فقد استطاع بمشاركة 17 دولة، أن يعكس من خلال كل حي لمحات من التراث العمراني والموروث الشعبي من المأكولات والمنتجات والحرف التقليدية والأهازيج الفلكلورية، وأن يكون بالفعل «ملتقى الإمارات.. أرض الحضارات»، حيث من خلال زيارة الزوار باستطاعتهم التعرف إلى مهارات وحرف متخصصة في زيارة واحدة تنقلهم إلى حضارات وثقافات مختلفة محلية وخليجية وعالمية». محبة وتسامح من جانبه، عبّر معضد الرميثي أحد مشاهير مواقع التواصل، عن سعادته بمشاركته في «مسيرة الاتحاد» بمشاركة أبناء القبائل في مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة بأبوظبي، التي جاءت متزامنة مع احتفالات اليوم الوطني الـ45 للدولة، والتي جسدت معاني التلاحم والتعاضد بين المواطنين، ويقول الرميثي: «خلال المسيرة كانت قلوب أبناء القبائل تتوحد وحناجرهم تصدح بحب الوطن لتطلع العالم أجمع على نموذج فريد في الانتماء والوفاء والإخلاص للوطن والقيادة الرشيدة، ولتعكس فنون التراث والأهازيج الشعبية، والتي تعكس عادات وتقاليد أبناء الإمارات وموروثهم الثقافي والشعبي». ويضيف: «بالتعاون مع إدارة المهرجان سلطنا الضوء على جميع الثقافات التي اجتمعت على أرض الإمارات في هذا الحدث العالمي الفريد والذي يستعرض لمحات من تراثنا وحضاراتنا في ظل مناخ مثالي يجسد أجواء المحبة والتعايش السلمي بين الجميع في دولة الإمارات». مشيراً إلى أن المهرجان يعد من أرقى الأحداث التراثية التي يتم تنظيمها على مستوى العالم ويعكس نهج دولة الإمارات في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب. موضحاً أن المتتبع لتفاصيل المهرجان يجد أن «التسامح» بمثابة علامة جودة إماراتية يتم تأكيدها يومياً في جميع الفعاليات المصاحبة لهذا الحدث الرائد، فأجنحة الدول المختلفة توجد جنباً إلى جنب في ساحة المهرجان وتنفذ عروضها التراثية والفلكلورية في أجواء مثالية ليجتمع الزوار من مختلف الجنسيات للاستمتاع بها والتعرف إليها. كما أن الثقافات تتمازج على أرض الإمارات، وتجتمع الحضارات وسط أجواء من المحبة والتآلف ويلتقي الزوار من مختلف الجنسيات للتعرف إلى ثقافات الدول المختلفة. تناغم وتجانس أما خالد الخالدي فخلال زياراته المتكررة لمهرجان زايد التراث، فقد استطاع أن يوثق أنشطة وفعاليات المهرجان عبر حسابه في «السناب شات»، وذلك لإبراز دور تاريخ الإمارات في جمع العديد من الحضارات في مكان واحد، حيث تنوع وثراء الموروث الشعبي والثقافي لأبناء الإمارات. ويضيف: «بالفعل استطاع مشاهير مواقع التواصل إبراز العديد من العروض الفلكلورية العالمية التي توزعت على أكثر من عشرة مسارح حية لتشكل في مجموعها أكثر من 50 عرضاً يومياً متنوعاً يجمع بين أصالة التراث الإماراتي وتنوع التراث العالمي، بجانب الموسيقا العسكرية التراثية التي تضم نخبة من أفراد الشرطة بالزي العسكري القديم ومعزوفات عسكرية إماراتية قديمة مصحوبة بأغانٍ وطنية في تشكيلات تتنوع بتنوع الموسيقا والأغاني». ويضيف الخالدي: «رغم أن المهرجان يعد وجهة تراثية دائمة، فإنه في الوقت نفسه يمثل أبواباً عالمية لكل من يطرقها بفنه الخاص ومنتجاته وبضاعته التي يعرضها على الزوار، في تناغم فريد لا تجد نظيره إلا في بلد وفر هذا التجانس والتعايش العالمي، اسمه الإمارات». «الجامي».. طبق تراثي شعبي يجذب الزوار هناء الحمادي (أبوظبي) «الجامي».. يعتبر من الأطباق الشعبية التراثية التي اشتهرت بها دولة الإمارات، يتم تناوله في فترة الصباح مع حبات «السح» التمر، ويستخلص من لبن الماعز أو البقر، حيث يتصف بطعمه اللذيذ خاصة حين يضاف عليه السمن العربي. من يزور مهرجان زايد التراثي سيتوقف قليلا أمام سيدة إماراتية تقوم بإعداد الجامي بالطريقة التقليدية في ساحة المهرجان، تعمل في صمت وتنجزه بحب، من خلال مقادير سهلة. تلفت المتطوعة بدرية سعيد، المشاركة في مهرجان زايد التراثي، إلى أنه درجت العادة أن يؤكل الجامي مع التمر صباحا ليكون وجبة متكاملة العناصر تمنح متناولها الطاقة والحيوية طوال اليوم. وتضيف أن «الجامي» كما يطلق عليه باللغة العامية، يعتبر من الأكلات الشعبية المعروفة في الماضي عند الأسرة الإماراتية، حيث يؤكل مع التمر «السح»، ويضاف إليه السمن، وغالبا ما يؤكل في الصباح الباكر أو وقت العصر خاصة حين يكون الطبق باردا. طريقة التحضير حول طريقة تحضير «الجامي»، تؤكد بدرية أنها بسيطة للغاية ولكنها دقيقة، فحليب المواشي هو المصدر الذي يستخلص منه اللبن الرائب أو الروب، حتى يتم سكب اللبن في وعاء، ويوضع على نار هادئة لمدة لا تتجاوز العشرين دقيقة، ويجب ألا يصل إلى درجة الغليان حتى يبقى متماسكا، وتبدأ المادة الصلبة تطفو على سطح الوعاء منعزلة عن الماء حتى يتكون طبق الجامي، ثم يترك حتى يفتر ثم يصفى ويضاف إليه السمن العربي أو الدهن الخنين ويقدم مع التمر». وتشير بدرية إلى أنه يتم حفظ «الجامي» لفترات طويلة تحت درجة برودة متوسطة، ونظراً لعدم توفر أجهزة تبريد في الماضي، فقد كان السبيل الوحيد أمام الأجداد للاستفادة منه لفترات طويلة وحمله كمؤونة رئيسة أثناء السفر، التجفيف وتحويله إلى «يقط»، وهو عبارة عن «جامي» مجفف، يحضّر من البقايا الزائدة عن الحاجة، موضحة «كانت النساء في السابق تضعه في إناء كبير، وترش عليه قليلاً من الملح، ثم تضع غطاءً شفافاً يحميه من الحشرات والغبار وتتركه تحت أشعة الشمس لمدة تصل إلى أيام، حتى يجف. وبعد ذلك يمكن حمله وحفظه لفترات طويلة تصل إلى عام، وعند الرغبة في تناوله، لا يتطلب الأمر سوى نقعه في الماء لنحو 20 دقيقة، ليأخذ بعد ذلك الشكل الطبيعي لـ«الجامي». عامل جذب للزوار تعترف فاطمة خميس (طالبة جامعية) أنه لفت انتباها طريقة إعداد الجامي في مهرجان زايد التراثي حيث استطاعت تصويره عن طريقة كاميرا الفيديو وستقوم بنشره عبر حسابها في «السناب شات». بينما خالد البلوشي (رب أسرة) فهو يعشق الجامي خاصة في وقت الشتاء. ويقول «يعتبر الجامي من الأكلات التراثية التي لا غني عنها، فهي تمدنا بالطاقة في وقت البرد، وتتفنن أمهاتنا في إعداده خاصة حين يوضع فوقة السمن العربي ذو الرائحة الفواحة، ولا يحلو تناول الجامي إلا مع «السح» (حبات التمر)، خاصة نوع «الخلاص». البرقع.. زينة المرأة الإماراتية على مر العصور أبوظبي (الاتحاد) بلونه الذهبي الزيتي، يُشِع البرقع الإماراتي بسحر الماضي وعبق التراث الأصيل الذي توارثته بنات الإمارات عن الجدات. فالبرقع كان يُعد جزءاً مهماً من ملابس المرأة الإماراتية وزينتها، وهو يُصنع من قماش مستورد، ويحاك بطريقة تخفي الفم ومعظم معالم الوجه فوق العينين والخدين، فيما تبقي للعينين فتحتان كبيرتان تلتقيان فوق الأنف بقطعة تسمى السيف، ويربط الجزء السفلي من البرقع بالجزء العلوي المحيط بالجبهة بخيوط فضية أو ذهبية خاصة بالمناسبات وحسب حالة المرأة المادية. تفصيله صناعة البرقع كانت حاضرة ضمن الحرفة اليدوية التي تنوعت في مهرجان زايد التراثي، فأنامل خبيرات التراث أبدعت في صناعته على مرأى من الحضور، حيث تقول مريم محمد (متطوعة في مهرجان زايد التراثي): «يتكون البرقع من الجبهة وهي الخط المستقيم الذي يقع في بداية البرقع من أعلى والذي يقطعه السيف إلى قسمين متساويين، وهناك عيون البرقع الخاصة بالعينين، والخرّة وهي الانحناءات النازلة والممتدة من الجبهة وحتى آخر فتحة العين من الجانبين». وتتابع: «السيف عبارة عن عصا مصنوعة من عذق النخيل أو جريدة تهذَّب جيداً وتدخل من منتصف الجبهة إلى آخر البرقع ويكون موقعها في منتصف البرقع، وخدّ البرقع وهو القطعة التي تغطي الوجه وتكون كبيرة أو صغيرة حسب طلب المرأة، وأخيراً الشبوق وهي الخيوط التي تُثبَّت على طرفي البرقع من جهتي اليمين واليسار وغالباً ما تكون من شعر الماعز أو صوف الغنم، وقد تكون من خيوط البلاستيك أو من خيوط الرزي الملونة». ألوانه وتضيف مريم: «يتميز البرقع بألوانه المتعددة الأصفر والأخضر والفضي والأحمر والبنفسجي والأسود، وهذه الأقمشة كانت تدهن البشرة بألوان لكونها غير مبطنة، فكانت حُمرة القماش تعطي الخدود لوناً جميلاً، لذا كان من العيب أن تخلع المرأة أو الفتاة برقعها حتى لا يبدو وجهها مصبوغاً بالألوان». وتوضح مريم أن البرقع يعد في كثير من مناطق الدولة من المظاهر التي لا غنى عنها بعد عقد القران أو بعد إتمام مراسم العروس، حيث يكون البرقع من الأمور المهمة والتي يجب على الفتاة بعد الزواج أن تضعه على وجهها أمام أهل زوجها وفي المناسبات والولائم، أما برقع العروس فيتم تحضيره قبل وقت كافٍ من قِبل أهلها، ويتم التنسيق مع مَن لهن دراية بتفصيل البرقع ويتم تصميمه بإتقان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©