الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله عبدالرحمن يعمل على مشاريع جديدة لتوثيق ذاكرة المكان

عبدالله عبدالرحمن يعمل على مشاريع جديدة لتوثيق ذاكرة المكان
16 مايو 2012
يعد الكاتب والباحث عبدالله عبدالرحمن من المساهمين الأوائل في البحث والتقصي والتنقيب داخل مسارب وأغوار الذاكرة الشعبية الإماراتية ورصد كل ما يرتبط بهذه الذاكرة من خصوصية اجتماعية وجغرافية، ومن مرويات شفهية وملامح آيلة للتلاشي والنسيان، ومن خلال بحثه الميداني الشيق والشائك ومن خلال غريزته الصحفية المستندة على روح المغامرة والفضول والاكتشاف استطاع عبدالله عبدالرحمن ومنذ ما يزيد على الثلاثين عاما أن يوثق لمنظومة إنسانية ومكانية شاملة كانت مهددة دوما بالضمور والتبخر والغياب الكلي الموصول بغياب كبار السن أنفسهم والذين كانوا أشبه بكنوز بشرية تنتظر من يفتح لها مسارب القول والتعبير والسرد واستدعاء الماضي المحتدم بالتجليات والانكسارات والمشتبك أيضا بتفاصيل مغسولة بماء الحنين ومكسوة برائحة الزمن وانشغالاته الزاهية. حظي عبدالله عبدالرحمن قبل أيام بتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ــ رعاه الله ــ ، عندما تسلم من سموه جائزة الصحافة التخصصية في حفل توزيع جوائز الصحافة العربية ضمن فعاليات الدورة الحادية عشر لمنتدى الإعلام العربي الذي أقيم مؤخرا في دبي. وللتعرف على حيثيات فوزه بهذه الجائزة المهمة وتتبع مشاريعه الجديدة التي سيساهم هذا الفوز دون شك في تفعيلها ورفدها بحماس مختلف ومتأجج، التقت “الاتحاد” برائد الصحافة الميدانية في الإمارات عبدالله عبدالرحمن، الذي أشار بداية إلى أن فوزه بهذه الجائزة ــ والتي شهدت منافسة قوية مع صحفيين وكتاب عرب ضليعين في هذا المجال ــ ، جاء من خلال تقديمه مجموعة مقالات للهيئة المشرفة على الجائزة، وهذه المقالات كان قد نشرها ــ كما أشار ــ في مجلة “ الظفرة” التي تصدر في أبوظبي، وحملت المقالات عنوانا شاملا هو: “ذاكرة البحر” وظلت تنشر في المجلة بشكل متتابع لأكثر من ستة أشهر. تقدير لعمل طويل وأضاف عبدالرحمن “فوزي بالجائزة أعتبره تتويجا وتقديرا لجهد مضن ولمرحلة ممتدة وشوط طويل من العمل والانغماس الشخصي والذاتي المرهق والشيق أيضا في الصحافة الميدانية، وهي مرحلة بدأتها قبل سبعة وثلاثين عاما، وما زال شغف البحث والاكتشاف يلاحقني حتى الآن لتغطية ما لم يسعفني الوقت لتغطيته في بيئة وذاكرة المكان والإنسان الإماراتي، وبكل ما تحمله هذه البيئة من غنى وثراء وتنوع في أقاليمها الثلاثة: البحر والجبل والصحراء”. “ذاكرة البحر” وفي سؤال حول التفاصيل التي رصدها في سلسلة المقالات الفائزة بالجائزة والتي حملت عنوان “ذاكرة البحر” أشار عبدالرحمن إلى أن هذه المقالات أعدت أساسا كمشروع لكتاب يحمل ذات العنوان، وهي نتاج لروح المغامرة التي أخذته لرحلات بحرية عديدة تضمنت زيارة للجزر الإماراتية الشهيرة والتعرف عن قرب على مغاصات اللؤلؤ والمشاركة في رحلات الغوص الحديثة مع أشخاص لهم خبرة في هذا المجال مثل فرج المحيربي وعلي صقر السويدي، وأوضح أنه شارك أيضا في رحلات بحرية كانت ممولة من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. دافع للجيل الجديد وتمنى عبدالرحمن أن تشكل هذه الجوائز والمبادرات التكريمية التي تصدر من القيادات العليا في الدولة، حافزا ودافعا للجيل الجديد من الصحفيين الإماراتيين كي يخوضوا وبشكل فعلي وملموس في العمل الميداني، والذي أعتبره الساحة الحقيقية والتحدي الأجمل في مهنة الصحافة وفيما تتضمنه هذه المهنة من تحديات ومن اكتساب لخبرات وظيفية وحياتية جديدة ومدهشة. وأكد أن سر نجاح الصحفي وتميزه هو الميدان لأنه يشتمل على كم هائل من المواد والمعلومات المباشرة والطازجة، كما أن الميدان ــ كما أضاف ــ يعتبر مكانا حيويا ومتحركا ويحتاج لرصد ومتابعة لتفاصيل وحيثيات هذه الحراك المستمر الذي يجب توثيقه كي لا يتلاشى ويذهب إلى النسيان. وحول مشاريعه البحثية والتوثيقية الجديدة، أشار عبدالله عبدالرحمن إلى أنه يعمل حاليا على إعداد مشروع كبير ومتشعب يحمل عنوان “موسوعة عجمان التراثية” بتكليف من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وبإشراف ومتابعة حثيثة من قبل الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان، ويهدف المشروع وضمن محاور مختلفة ومتعددة ــ كما أوضح عبدالرحمن ــ إلى أن تكون الموسوعة شاملة وتغطي جانب التراث الحضاري والأثري الممتد لنحو ستة آلاف سنة قبل الميلاد، كما يهدف المشروع إلى إبراز مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إمارة عجمان، حتى تكون مرجعا يستعين به الباحثون في تراث الإمارة عبر المراحل التاريخية والعصور المتواصل وتتبع سيرة المكان والإنسان في الإمارة والمحافظة على تراث الإمارة والتذكير بالفنون والآداب التي أنتجها الأجداد والآباء في الإمارة منذ القدم وفي الحاضر، وإعداد موسوعة تاريخية ومرجعية تتضمن معلومات وبيانات مدققة وموثقة عن الإمارة. ونوه إلى أن الموسوعة تهدف أيضا إلى إبراز أنماط الحياة والعادات والتقاليد والسلوكيات الاجتماعية، إضافة إلى توثيق المنتجات الثقافية والفنية من شعر وقصص وفنون تشكيلية وأعمال يدوية ترسيخاً للهوية الوطنية. ذاكرة المكان وحول مشاريعه الأخرى أشـار عبدالرحمن أنه بصدد إصدار كتاب بعنوان “ذاكرة المكان في الإمارات” الذي كتبه بأسلوب أدب الرحلات كي يوثق للرحلات الميدانية البحثية المصورة التي قطعها في أوائـل التسـعينات من القرن الماضي نحو القـرى والمناطق النائية والجزر البحرية وفي مراكز الاستقرار والانتشار السكاني للبادية والحضر بين الماضي البعيد والقريب، وبداية متغيرات الحاضر والنهضة الثقافية والاقتصادية الجديدة والمتجددة. من سيرته برزت مساهمات عبدالله عبدالرحمن منذ العام 1977 في مجال تغطية ومتابعة وتوثيق شؤون وشجون المناطق النائية والمنسية إعلاميا عبر أرجاء الإمارات، وكان من أوائل المبادرين لرصد وجمع وتوثيق التراث الشفهي والثقافة الشعبية من خلال الحوارات المكثفة والمباشرة مع المعمرين وذوي الخبرة من أبناء الإمارات بمختلف شرائحهم وفي كافة أرجاء الدولة وبيئاتها الساحلية والصحراوية والجبلية، وكان من أوائل من سعوا إلى التوثيق الإعلامي الصحفي والتليفزيوني والإذاعي للتراث الحضاري والتاريخ المبكر للإمارات متمثلة في المواقع والمكتشفات الجيولوجية والآثارية عبر الحقب الزمنية المختلفة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©