الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفتي مصر يدعو إلى تجديد عرض السيرة النبوية ودورها الحضاري

مفتي مصر يدعو إلى تجديد عرض السيرة النبوية ودورها الحضاري
6 فبراير 2009 00:12
أيد عدد من علماء الدين وأساتذة التاريخ دعوة الدكتور علي جمعة - مفتي جمهورية مصر العربية - إلى تجديد عرض السيرة النبوية بشكل يركز على إظهار دور السيرة في بناء الحضارة، وما تجسده من جوانب إنسانية وأخلاقية تدحض الشبهات التي تثار ضد الإسلام، خاصة أن تشويه الإسلام في الغرب راجع إلى المغالطات التي يبثها أعداء الدين في أذهان الشعوب الغربية من خلال وسائل الإعلام، مما يساهم في تكوين انطباع سيئ عن الإسلام لدى الرأي العام العالمي· وأوضح الدكتور علي جمعة، في الدعوة التي وجهها إلى المؤسسات الدينية والبحثية ومجامع الفقه في العالم الاسلامي، أنه يوجد كم كبير موروث في رواية السيرة النبوية يربو على آلاف المجلدات، مؤكداً حاجتنا في هذا العصر إلى تجديد عرض سيرة نبينا محمد ''صلى الله عليه وسلم''· وأضاف: نحتاج إلى دراسات متعمقة حول البيئة التي نشأ فيها النبي، وكيف كان حال العالم في تلك السنين سواء في الشرق أو الغرب، خاصة خلال الفترة من قبل بعثة النبي محمد ''صلى الله عليه وسلم'' بمئة سنة وحتى بعد بعثته بمئتي سنة ليتعرف الناس إلى حال أمم الأرض وكيف كانت أحوال البشرية حينئذ، وكيف تحولت من النقيض إلى النقيض بفضل الله تعالى ثم بفضل بعثة هذا النبي الذي غير وجه التاريخ· وقال إننا في هذا الأمر ندعو إلى تنفيذ مشروع علمي ضخم، سوف يوضح بجلاء للبشرية عظمة رسالة الإسلام التي يجهل الكثيرون في العالم فحواها ومقاصدها اليوم، وكيف أن هذا النور محمداً ''صلى الله عليه وسلم'' فضل من عند الله، ورحمة للعالمين من خلال بيان القيم الإسلامية الإنسانية التي تتضمنها السيرة النبوية· ونوه إلى أننا نحتاج إلى دراسات متعمقة لتوضيح العلاقة بين السيرة والسنة النبوية، لافتاً إلى أن دراستنا للسنة تحتاج إلى ربطها بالسيرة وكذلك دراستنا للسيرة تحتاج إلى ربطها بالسنة· وقال الدكتور علي جمعة: إننا في احتياج إلى عرض السيرة من جانب تنموي حياتي إنساني يكون له دور المشاركة في بناء الرؤية الكلية للكون والإنسان ومع إظهار دور السيرة النبوية في المشاركة في بناء الحضارة الإنسانية، مشدداً على أن مشروع تجديد عرض السيرة مشروع أمة وليس فرداً· ويؤيد الدكتور عبدالله جمال الدين - أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة ـ دعوة مفتي مصر، ويطالب الجهات المعنية في عالمنا الإسلامي بالتعاون والتضافر من أجل إنجاح هذا المشروع الكبير وتحقيقه على أرض الواقع؛ لأن هذا العمل أكبر من جهود وطاقات الأفراد· وقال: لكي ينجح هذا المشروع يجب على العلماء المسلمين المتخصصين في السيرة النبوية إعداد بحوث في السنة النبوية تظهر المعاني الجميلة في حياة النبي محمد ''صلى الله عليه وسلم'' وتثبت أنه نبي الرحمة ورسول الإنسانية وتؤكد دعوته للعدل والمساواة بين البشر جميعاً· ترجمة السيرة النبوية وأكد ضرورة أهمية ترجمة السيرة النبوية في وصفها الجديد، خاصة أن كثيراً من القيم والمبادئ الرفيعة مثل العدل والمساواة والرحمة بالمسلم وغير المسلم والمواقف الإنسانية التي تجسد قيم الرحمة والسمو الخلقي والإنساني في حياة النبي ''صلى الله عليه وسلم'' لم تكن موجودة في سيرة العظماء غير نبي الاسلام محمد ''صلى الله عليه وسلم''، موكداً أن الإسلام تضمن العديد من القيم الإنسانية العالية التي سبق بها عصره وما تلاه من عصور، وقد جسدها الرسول ''صلى الله عليه وسلم''، منها أن الناس في كل أنحاء العالم سواسية كأسنان المشط وأن الرحمة مقدمة على العدل أو العقوبة وغير ذلك من القيم الجميلة التي تحفظ للإنسانية تقدمها ورقيها· وأيد الدكتور عبدالمعطي بيومي -الأستاذ بجامعة الأزهر- دعوة الدكتور علي جمعة إلى تجديد عرض السيرة النبوية، مؤكدا أن الرسول ''صلى الله عليه وسلم'' كان إنسانا كاملا في تعاطفه مع الضعفاء ومع المسيئين ومع المحسنين، وهذا الذي أكدته السيدة خديجة ''رضي الله عنها'' عندما جاءها من غار حراء يرتعد، فقالت له: إنك امرؤ تصل الرحم وتكرم الضيف والله لن يخذلك الله أبدا· فقد أخذت السيدة خديجة من أخلاقياته دليلا مبكرا على أن ما رآه في الغار بشارة خير وأن الله لن يخذله، لذلك يجب علينا أن نأخذ من سيرته ''صلى الله عليه وسلم'' ما أشارت إليه السيدة خديجة ''رضي الله عنها''، وليس هناك أدق تعبيرا من أحاديث السنة الصحيحة، فهي كافية وكفيلة ببيان تفاصيل حياته ''عليه الصلاة والسلام''· ويقول الدكتور عبدالحليم عويس -أستاذ التاريخ والحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر- إن السنة النبوية تحتاج إلى إعادة عرض من جديد لإبراز كثير من المواقف في سنة النبي ''صلى الله عليه وسلم'' التي تتعلق بالعلاقات الإنسانية بين المسلمين وغير المسلمين وتؤكد حرص النبي ''صلى الله عليه وسلم'' بشدة على دعم أواصر الأخوة الإنسانية لتكون ردا عمليا على من يهاجمون الإسلام ويتهمونه في وسطيته وسماحته ويصفونه بالتطرف والعنف والإرهاب· الروايات المغلوطة كما أن بعض كتب السنة غير الموثقة والتي وضعها المستشرقون والمؤرخون غير الأمناء مليئة بمواقف ونماذج خاطئة تعطي انطباعا سيئا عن الإسلام ورسوله الكريم، حيث اعتمد هؤلاء على الروايات المغلوطة عن الرسول ''صلى الله عليه وسلم''، والتي تتنافى مع عصمته الثابتة بالكتاب، فضلا عن القصص الخرافية والأوهام والأساطير· وأضاف: إنه لابد أن نظهر للآخر مواضع التسامح والرحمة والإخاء الإنساني والحب والتعاون في حياة الرسول، فضلا عن جوانب الرحمة في حياة النبي ليس بالإنسان فقط بل بالحيوان أيضا، كما أنه ''صلى الله عليه وسلم'' جعل حرمة النفس البشرية تفوق حرمة بيت الله الحرام· ويقول المؤرخ الإسلامي الدكتور عبدالرحمن سالم إن السنة النبوية تحتاج إلى إعادة عرض من جديد، خاصة أن هناك من يهاجم الإسلام ويتهمه في وسطيته وسماحته ويصفه بالتطرف والعنف والإرهاب مع أن مبادئ الدعوة الاسلامية قامت على مبادئ النص القرآني الذي يوجه الله رسوله به إلى تبليغ الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة غير المسلمين بالتي هي أحسن· وأضاف: يدعم ذلك التوجه القرآني نصوص كثيرة في السنة النبوية وتاريخ السلف الصالح، حيث لم يقاتل رسول الله أحدا دون إعطائه خيارات، رافعا راية ''لكم دينكم ولي دين''· حقوق الإنسان وتعجب الدكتور عبدالرحمن سالم من الذين يكتبون المؤلفات في حادثة الإفك وحرب صفين والجمل ويتجاهلون مواقف الرحمة في حياة الرسول مع غير المسلمين الذي قال ''من آذى معاهدا فقد برأت منه ذمة الله وذمة رسوله''· وكان يتفقد جاره المشرك الذي يؤذيه بوضع القمامة أمام عتبة داره· ورفضه الدعاء على المشركين، قائلا ''اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون''· وأضاف: السيرة النبوية بها ما نتباهى به، خاصة في مجال حقوق الإنسان، فالإسلام هو الدين الذي أعتق العبيد وجعلهم ملوكا، والسيرة النبوية بها مئات القصص التي تبرز الجانب الحقوقي للعبيد والإماء والمرأة والطفل، حيث كانت المرأة قبل الإسلام يقع عليها الاضطهاد الواضح الذي يلغي شخصيتها، فجاء الإسلام وحررها من تلك القيود· كما أن السيرة النبوية التي يكتبها هواة لا علاقة لهم بعلوم السيرة والسنة النبوية لا تنصر قضية الدعوة الإسلامية، بل تعد عائقا ضد انتشارها، حيث يشوبها كثير من الخرافات والأساطير والأوهام
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©