الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشعاب المرجانية تختنق

الشعاب المرجانية تختنق
4 فبراير 2006
يعيش في عالم قاع المحيطات شعاب مرجانية جميلة تلقب بـ 'الغابة الاستوائية في البحور' و'السور العظيم في المحيطات'، وتعتبر من أقدم وأجمل وأندر التكوينات البيولوجية على الكرة الأرضية· وحافظت على حيوية قوية خلال مائتين وخمسين مليون سنة من التطور، واجتازت عواصف عنيفة وانفجارات بركانية وارتفاع وانخفاض سطح البحار· ولكن تواجه الشعاب المرجانية اليوم خطر الانقراض سبب استغلال الانسان المفرط للموارد البحرية والتلويث الشديد وصيد السمك البحري الكثيف، واستخراج الشعاب المرجانية و··· تسونامي·
وأشارت تيللي المديرة العامة للمختبر البحري في بليموث البريطانية الى أن عشرين بالمائة من الشعاب المرجانية قد تعرضت لتخريب شديد لا يمكن تغييره، وخمسين بالمائة منها قد أصبحت على حافة الموت· وإذا لم نتخذ إجراءات فورية لانقاذ هذه الشعاب المرجانية فسوف تموت كل هذه الشعاب بسبب التأثيرات الحمضية الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة في العالم كله·
وقد تسببت موجات المد البحري التي ضربت سواحل جنوب شرق آسيا في سلسلة من الأضرار البيئية وكانت الصخور والشعاب المرجانية التي تتميز بها هذه السواحل هي الأكثر تضررا·
ويقول الخبير البيئي مايكل كيوغ الأستاذ بجامعة ملبورن الأسترالية إن اختفاء الشعاب والصخور المرجانية المنتشرة على شواطئ سريلانكا وتايلند سيلحق أكبر الضرر بهذه البلاد التي تعتمد السياحة فيها على هذه المناطق الجمالية·
ويشير الخبير الأسترالي إلى أن هذه الشعاب تنمو بمعدل نصف سنتيمتر تقريبا كل عام، وأن الأمر في حاجة إلى سنوات عديدة قبل أن تستعيد هذه السواحل جمالها الطبيعي مرة أخرى·
من جهته اعلن وزير البيئة في سيشيل روني جومو امام 80 اخصائيا في الشعاب المرجانية ان 'الخطر الذي يهدد الشعاب المرجانية لم يعد مشكلة محصورة بالجزر بل مصدر قلق للعالم اجمع'·
وشدد على وجوب ان تقوم الاسرة الدولية بمزيد من الجهود من اجل حماية الشعاب المرجانية التي تعتبر 20 في المئة منها مهددة، و24% تواجه تهديدا مباشرا و26 % تهديدا على المدى الطويل· وتفيد التقارير التي طرحت على المؤتمر بأن اضرارا لحقت بالشعاب المرجانية في مياه 93 بلدا·
وكان باحثون قد أعلنوا أن الشعاب المرجانية التي تعاني من الوهن بسبب سوء استغلال البشر لها، قد تختفي خلال هذا القرن· ويعتقد هؤلاء أن انتشار ظاهرة اصابة الشعاب المرجانية بالأمراض، وبهتان ألوانها لهما خير دليلين على ما تتعرض له من أذى·· ووجد الباحثون دليلا على أن موت الشعاب المرجانية يحدث نتيجة إصابتها باختناق بسبب الكميات الهائلة من الطحالب الضوئية الصغيرة التي تسد مسام التنفس عند الشعاب المرجانية فتصيبها بالاختناق فضلا عن النباتات المائية المنتشرة لمئات الكيلومترات·
ويقول الباحثون إن نحو 30 بالمائة من الشعاب المرجانية قد أصيب بأذى بالغ وأن ما يقرب من 60 بالمائة منها يحتمل أن يختفي بحلول عام ،2030 فلن تبقى شعاب مرجانية بحالة جيدة·
وقال الباحثون إن العلاقة بين قصور لون الشعاب المرجانية والتغير المناخي، وهو الأمر الذي شكك فيه كثير من العلماء خلال العقدين الماضيين، أصبح الان واضحا ولا يقبل الشك·
وتتراوح درجة الحرارة المثلى لنمو المرجان ما بين 25 إلى 32 مئوية لذا فإنها تعيش في المياه الدافئة الاستوائية والمدارية بين خطي عرض 30 شمالا و 25 جنوبا وتوجد هذه المياه في المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأحمر والخليج العربي وبالقرب من خليج المكسيك وجزء من الهند الغربية وتنمو الشعاب رأسيا ببطئ شديد بمعدل يتراوح من 0,2 إلى 0,7 سم في السنة ويستمر نمو المرجان لمئات السنين مما يجعله من اكثر المخلوقات المسنة في المملكة الحيوانية، وتبلغ مساحتها في العالم 660,000 كم أي ما يعادل 0,2% من مساحة البحار والمحيطات·
اما أشكال الشعاب المرجانية فهي:
الحيد المرجاني، ويقع بشكل عام في البحر الأحمر ويمتد من الساحل بمسافة عرض متوسط 60 مترا والحافة الخارجية لهذا الحيد شديد الميل وتنمو بها مستعمرات المرجان أفقيا، ويعتبر الحيد المرجاني الممتد على طول ساحل البحر الأحمر وبطول يزيد عن 4500 كيلومتر أطول حيد مرجاني في العالم وقد توجد الحيود المرجانية بعيدا عن الشاطئ وتتمثل في الأجزاء الخارجية حول الجزر·
الحواجز المرجانية، وهي شعاب مرجانية على أشكال مستطيلة تنمو بعيدا عن الشاطئ وغالبا ما توجد في البحر الأحمر آخذة تجاه شمال جنوب، وقد تكون قريبة من الشاطئ وبهذا يكون بينهما وبين الشاطئ مياه هادئة، قممها تكون قريبة من سطح الماء وقد تكون مستوية وتميل حوافها وتنمو فيها مستعمرات المرجان توجد الشعاب المرجانية في المياه الاستوائية التي تقل أعماقها عن 50 مترا وهي ذات شفافية عالية حيث تحد من وجودها قلة الإضاءة ودرجات الملوحة العالية ونسبة التعكير والتغير الكبير في درجات الحرارة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©