المنقذ

شكل دخول مهاجم السنغال مامادو نيانج بديلا لمواطنه سليمان كامارا في الشوط الثاني من مباراتهم أمام غينيا نقطة تحول هامة في سير المباراة ولعب دورا كبيرا في تغيير نتيجتها لصالح أسود الترنجة بتحركاته المزعجة التي أدت إلى تشتت الدفاع الغيني وتفرقهم أيدي سبأ وفوز بلاده 3/2 وتأهلها لنصف النهائي للمرة السابعة في تاريخ مشاركاتها في البطولات الأفريقية·
ويعتبر مامادو نيانج من أبرز مهاجمي المنتخب السنغالي ولطالما ساهم بدخوله في إنقاذ الموقف في كثير من الأحيان من قبل مثلما حدث أيضا في بطولة الأمم الأفريقية في تونس 2004 حينما أحرز هدفين في مرمى كينيا وقادهم بعدها إلى التأهل للدور التالي· ويتميز نيانج بالقوة البدنية الهائلة والسرعة في الانطلاق من العمق والأطراف والمراوغة والالتحام والتهديف، وهو هداف لا يشق له غبار من خلال أدائه في الدوري الفرنسي حيث لعب في أربعة أندية كان آخرها أولمبيك مرسيلية الذي انتقل إليه الصيف الماضي·
ولد مامادو نيانج في بلدة ماتام في السنغال وصقل موهبته الكروية بالعلم والتدريب الجيد في مركز التميز الكروي في العاصمة داكار،وبعد فترة وجيزة من اللعب على المستوى المحلي انتقل شأن معظم اللاعبين السنغاليين والأفارقة بوجه عام إلى أوروبا بحثا عن الشهرة والنجومية والثراء، حيث انضم في بداية مشواره الاحترافي إلى نادي تروا الفرنسي في عام ·1999 وتحت إشراف المدرب الين بيران تطورت موهبته الكروية وأصبح أحد أبرز لاعبي الفريق وهدافيه وساهم في احتلال الفريق المركز السادس في ترتيب الدوري وحجز بطاقة التأهل لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية في عام 2001 وفوزه أيضا على نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في كأس الانترتوتو الأوروبية· ولفت نيانج بأدائه المتميز انتباه مدرب المنتخب السنغالي الفرنسي الجنسية برونو ميتسو في عام 2002 الذي سارع بضمه إلى أسود الترنجة وتحقيق حلمه الذي ظل ينتظره منذ نعومة أظافره في ارتداء القميص الأبيض للمنتخب الوطني، وقال في معرض حديثه عن ذلك 'كنت أرغب دائما في اللعب لمنتخب بلادي، ولم يخطر على بالي مطلقا تمثيل فرنسا دوليا، وأشعر الآن بالفخر والاعتزاز وسأناضل من أجل تحقيق طموحات المنتخب'· وبعد ثلاث سنوات من اللعب في صفوف تروا انتقل نيانج إلى نادي ميتز في يناير 2003 في إعارة لمدة ستة أشهر شارك خلالها في 12 مباراة وأحرز خمسة أهداف، عاد بعدها لناديه القديم تروا لكنه لم يمكث فيه وانتقل إلى نادي ستراسبورج، حيث شكل ثنائيا متفاهما وخطيرا مع الصربي دانييل لجوبوجا قبل أن ينتقل الأخير إلى باريس سان جيرمان· وأحرز نيانج 9 أهداف في موسم 2003/2004 مع ستراسبورج، ثم 12 هدفا أخرى في الموسم التالي قبل انتقاله إلى نادي اولمبيك مرسيلية في صفقة لمدة أربع سنوات بقيمة 7 ملايين يورو حيث التأم شمله مجددا مع مدربه السابق في ميتز جان فيرنانديز· وأعرب نيانج عن سعادته لذلك ووصف فيرناديز بأنه سبق أن أنقذ مشواره الكروي وأعاد إليه الثقة بنفسه حينما انتشله من نادي تروا حيث لم يحرز سوى 3 أهداف في 20 مباراة في عام 2003 وضمه إلى ميتز حيث استعاد حاسته وخطورته التهديفية مما أدى إلى لفت الانتباه إليه وانتقاله إلى ستراسبوج· وشكل انضمام نيانج قوة دفع هائلة لهجوم مرسيليا وساهم في صعود الفريق إلى نهائي كأس الانترتوتو أمام ديبورتيفو لا كورونا الأسباني بعد أن قادهم للفوز على فريق يونج بويز ثم لاتسيو الإيطالي في أول موسم له فريقه الجديد·
انضم مامادو نيانج لمنتخب السنغال بعد بطولة الأمم الأفريقية ونهائيات كأس العالم في عام 2002 ، وشارك في بطولة الأمم الأفريقية 2004 في تونس وأبلى حسنا، كما ساهم في تأهل بلاده لبطولة أفريقيا الحالية 2006 بإحرازه ستة أهداف في التصفيات إلا أنها لم تكن كافية لانتزاع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ الكرة السنغالية· وتعول السنغال كثيرا على نيانج في المباراة المصيرية امام المنتخب المصري في الدور نصف النهائي والتي ستحدد الفريق الذي سيصعد للمباراة النهائية·
مكاوي الخليفة