السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يستذكر عشقه للعدسة: الصورة رسالة تروج لفكرة

يستذكر عشقه للعدسة: الصورة رسالة تروج لفكرة
22 نوفمبر 2008 01:26
نشأ الفوتوغرافي المغربي وهب مبخوت في الدار البيضاء وترعرع في ميلانو، هاوياً وموهوباً بالفطرة، عشق العدسة منذ نعومة أظفاره فأشبعت شغفه اللامتناهي بلعبة الظل والضوء، وحركت فضوله الملّح لتفاصيل البشر والحياة، فدّرب عينيه على رصد الجمال أينما كان، مستكشفاً مع الكاميرا ما وراء تعابير الملامح، ومستقرئاً من خلالها لغة العيون، ومدركاً بها فن حوار الجسد· ويستعد مبخوت المقيم في دبي لمشروعه الخاص الذي سيرصد فيه ''وجوهاً معبرة'' يؤرخ من خلالها لذاكرة التصوير في الدولة· اكتشف مبخوت موهبته في التصوير الفوتوغرافي عندما اشترى له والده كاميرته الأولى وهو ما زال في سن الثالثة عشرة، فأصبح مهوساً بحملها مصوراً كل ما استطاع التقاطه من مشاهد الزمن، غير مدرك لحقيقة ما ستلعبه هذه العدسة الصغيرة في التغير الذي سيطال كل مسارات حياته· يقول مبخوت:'' كان الأمر في البداية مجرد لعب وفضول حول صوت الكاميرا ووميض الفلاشات· ثم تطور إلى انتقائية في رصد اللقطات وروية في اختيار المشاهد· ولطالما استوقفتني وبهرتني فكرة توقف الزمن لومضة من الضوء الخاطف لتسجّل حدثاً، تعبيراً، أو منظراً وتخلده في أرشيف الذاكرة حتى أطول من عمر الحياة نفسها وكأنه نوع من السحر''· من أمام الكاميرا إلى خلفها توقف مبخوت لفترة عن التصوير ولم يستمر فقد فرض الزمن ملامحه على حياة هذا الفتى· واضطر كغيره من الشباب العرب للاغتراب بعيداً عن الوطن ليثبت ذاته ويجد فرصة عيشه؛ فهاجر إلى إيطاليا، وقبل كل ما توفر إليه من فرص العمل غير مكترث بشيء سوى النهل من كل ما تجود به الحياة من تجارب ودروس· ويستذكر مبخوت هذه السنوات بحب، فيقول:'' لم أجد في غربتي وقتاً لممارسة هوايتي في التصوير، فاضطررت للعمل كسائق عند مصمم أزياء إيطالي كان يصطحبني معه إلى الأسواق، ومصانع الأقمشة فتعلمت معه ومنه شغف الإحساس بملمس الخامات والنظرة الثاقبة في اختيار الألوان، وتناغم الأشكال مع الزخارف، وهو ما حرك في داخلي روح الفنان من جديد فقررت أخذ كورسات خاصة في مدارس تصميم الأزياء المتخصصة وهي كثيرة في ميلانو''· ويضيف:''عملت بعدها كمصمّم لفترة من الزمن، ثم ''كموديل'' أو عارض للأزياء مع أكبر دور الموضة في إيطاليا، وهذا العمل الأخير عرفنّي على أفضل مصوري الأزياء العالميين، ووقوفي لساعات أمام عدسات الكاميرا استفزّ كل مشاعري الدفينة وأضرم عشقي القديم لفن التصوير، فتعرفت للتقنيات الحديثة في هذا المجال وتشربت كل أبجديات فن تصوير الأزياء، وبدأ فصل جديد من حياتي فتحولت بمكاني من الوقوف والاستعراض أمام الكاميرا إلى التصوير وراءها، مستعيناً بعلاقاتي الشخصية وصداقاتي مع المصمّمين الإيطاليين الذين فتحوا لي الأبواب ومنحوني فرصة عمري فصّورت حسب رؤيتي و بأسلوبي الخاص منتقيات من أعمالهم، و أعجبهم عملي ونشرت صوري على أغلفة المجلات· وهكذا تحولت بين ليلة وضحاها إلى مصوّر أزياء''· سر النجاح: موهبة وشغف وتقنيات وعن كيفية إتقانه لهذا الفن دون دراسة متخصصة في معاهد التصوير، يقول:''إن التصوير يعتمد بالدرجة الأولى على الشغف الكبير وحب العدسة، ثم العين الجيدة والموهبة الفطرية في اختيار اللقطة الأفضل من الزاوية المناسبة، والباقي تقنيات وأساليب يمكن دراستها وتعلمها، وأنا بحكم هوسي القديم بالكاميرات فقد كنت تواقاً لتعّلم كل مستجدات هذا الفن ولا أبالغ إذا قلت بأني قرأت معظم ما ألفه أفضل خبراء التصوير، وكنت حريصاً على الإطلاع على أشهر أعمال مصوريّ الموضة في العالم، لقد اشتغلت على نفسي بنفسي وثقفت ذاتي ولاحقت كل جديد في عالم التصوير الضوئي لأتعلم أصول العمل كما يجب''· ويضيف مبخوت:''اتجاهي لتصوير مواضيع محددة (الموضة، والبورتريه، واللايف ستايل) جاء بسبب احتكاكي بمصمّمي الأزياء وعملي معهم كموديل وعارض، وبالتجربة والخبرة تعلمت أدق أسرار المهنة ومتطلباتها، وفن التصوير عموماً لا يقف عند كبسة زر الكاميرا فقط، ولكنه حوار متواصل لخلق صورة تتكلم وتعبر عن المشهد· فالتصوير رسالة، وقوة وفعالية هذه الرسالة تتلخص بوصول المعنى للمتلقي فيقرأها ويفهم المضمون وراء اللقطة، ودائما الفكرة الجيدة هي التي تحدد قوة الرسالة أو الصورة وموضوعها''· ويتابع:''عموماً أنا أحب كل أنواع التصوير الفوتوغرافي ولكني مؤمن بالتخصص، وتصوير الإعلانات التجارية عالم خاص بذاته وهو محور مهم جدا وفن راق من فنون التصوير الضوئي له مدارس وأصول تدرّس على مستوى العالم، فكونك تصّور منتج ما ترغب بتسويقه لعين المتلقي، أولاً لتشد انتباهه ثم لتداعب حواسه فتغريه ليقع في حب الصورة ويفكر بشراء المنتج وكأنك تلعب على حواسه وتدغدغ خياله وأفكاره وهذا هو سر جمال الصنعة في التصوير التجاري أن تبيع الفكرة''· وجوه معبرة وعن أشهر من صوّر لهم من بيوت الأزياء العالمية يذكر مبخوت:'' لقد عملت لثماني سنوات كمصّور خاص لدار (دولشي أند جابانا) Dolce and Gabbana للأزياء، كما صوّرت لأعمال المصممّ الشهير ( كلافن كلاين) ، والمصممّ (جيان فرانكو فري) وللكثير من دور الأزياء ومجلات الموضة كمجلة ( فوغ )''· ويبدو مبخوت راضيا عن مسيرته حيث يقول:'' أنا محظوظ بالاستقرار أخيراً في الإمارات بعد غربة استمرت لأكثر من عشرين عام تنقلت فيها ما بين أوروبا وجنوب أفريقيا، واتطلع قدماً للعمل على فتح إستديو فني خاص بي لأنطلق من دبي وأمارس عملي وهوايتي وحب حياتي· وحالياً أحضر لفكرة مشروع تصوير خاص لوجوه معبّرة من الإمارات وبالأبيض والأسود بكاميرا (فيلم) مع استخدام الرتوش اليدوية باحتراف بالفرشاة والقلم وبأسلوبي الخاص وحسب رؤيتي الفنية لعرضها في معرض فني يؤرخ لذاكرة التصوير في الإمارات'
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©