الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما أجمل أن نكون نساء

22 نوفمبر 2008 01:29
رفعت إحدى الزميلات المناضلات يدها عالياً وسط مؤتمر دولي، فالتقطنا أنفاسنا إلى أن نطقت الزميلة مدافعةً عن حقوق المرأة، مشددةً على المساواة بكل منظوماتها الفكرية والعملية· دوّى التصفيق عالياً في القاعة ورحنا نداخل ونستشرس في التأييد مطالبين الرجل أن يقف معنا بكل جوارحه لنهضة المجتمع بكل أفراده، رجالاً ونساء وأطفالاً· أذكر، ولم يمض زمن طويل كي أنسى، أنني فقدت من صوتي درجات لكثرة ما تحدثت وفي بالي كل الأمل والتفاؤل بمستقبل زاهر للمرأة في مجتمعاتنا العربية· ولا يزال كفّاي ملتهبين محمرّين لكثرة تصفيقي لمداخلات مماثلة لمداخلة الزميلة العزيزة· رأيت العالم كله يشاركنا في النضال وفي المطالبة بحقوق للمرأة مساوية لحقوق الرجل· وكنا مجموعة من النساء قد قررنا أن نبدأ من أنفسنا بتحقيق ما نطالب به، معتبرات أن الحق لا يُطالب به لأنه حقّ وبالتالي سنأخذه من دون ''منة'' من أحد وسنمارسه فعلياً على أرض الواقع في مسرح الحياة· مضت أيام وكانت لي فرصة جميلة أن ألتقي بتلك الزميلة نفسها في وزارة الخارجية، كانت وكنت نود تصديق التواقيع من الوزارة· دخلنا سوية بعد أن رأينا طابورا من الرجال من كل الجنسيات والألوان، مواطنين ووافدين ومقيمين مستديمين وهلمّ جرّا··· ابتسامة لطيفة من أحد الموظفين أشارت لنا الطريق وأنارته، فصنعنا طابورنا النسائي الخاص، أو بالأحرى التحقنا بالطابور الذي تألف من اثنتين، من زميلتي ومني· شعرت بنظرات قاتلة من أحد الرجال فتطلعت مستفهمة، ورأيته متعباً منهكاً وتجرأ وسألني إنجاز معاملته لأنه لا يمتلك الكثير من الوقت· أخذت المعاملة منه، وأنجزت صديقتي معاملتها وكذلك فعلت بأوراقي وأوراق الرجل فخرجنا فرحتين لأننا لم نتكلف عناء الانتظار في طابور الرجال· ورحنا نتذكر أيام المؤتمر وأيام النضال مصرّتين على تكملة المسيرة حتى النهاية، معلنتين كم نلمس من الحكومات العربية في غالبيتها تشجيعاً لنا كما يشجعنا العالم كي نتحرر من قيودنا· ولم ننسَ أن نبدي امتناننا للنظام المتبع في دولنا العربية الذي يفصل الطوابير كي نتمكن من إنجاز معاملاتنا بالسرعة المطلوبة ومن دون أي عناء يذكر·· ما أجمل أن نكون من فصيلة النساء في عالمنا· أمية درغام oumaya.durgham@admedia.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©