الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يسهل الحلم بالبيت الزوجي لكن التحقيق صعب

يسهل الحلم بالبيت الزوجي لكن التحقيق صعب
22 نوفمبر 2008 01:29
بالرغم من أن الزواج أقدم علاقة بشرية ظهرت على وجه الأرض، إلا أنها مازالت من أكثر العلاقات إثارة للجدل خاصة فيما يتعلق بالعوامل التي تكفل إقامة حياة زوجية سعيدة، لا سيما في ظل المصاعب الحياتية المتزايدة التي تجابهنا هذه الأيام، والتي من شأنها أن تهدد استقرار الكثير من الأسر إذا لم يكن هناك من الروابط القوية ما يكفل لها التغلب على تلك المشاكل والعقبات· من خلال استطلاع أجريناه على عينة من الأفراد للتعرف على آرائهم وجدنا من يرى أن الزواج القائم على الحب قادر على الاستمرار وأن الحب هو الأساس القوي للزواج الناجح، على العكس من ذلك هناك فريق آخر يقول إن التفاهم هو الأصل في أي علاقة ناجحة وعلى رأسها العلاقة الزوجية· في البداية تحدثت عتاب بن مراد فقالت إن الزواج القائم على الحب أحياناً ينجح، وفي الغالب يكون نصيبه الفشل نظراً لظهور مشاكل عديدة تصاحب الزواج من تغيير للوضع القائم من حيث وجود عائلتين وأولاد ومشاكل اقتصادية كثيرة، ومن هنا فإن عدم وجود تفاهم وأسس عقلانية ومنطقية واضحة يقوم عليها الزواج يعجل بنهايته· سماح هلال قالت إن ما يجعل الزواج ناجحاً هو مزيج من التفاهم والحب مع بعض الثقة المتبادلة بين الطرفين، وهذا المزيج صعب الحدوث ولابد للطرفين من أن يبذلا بعض الجهد حتى يشعر كل طرف بأهميته لدى الطرف الآخر وكذا أهمية الحياة الزوجية السعيدة لكليهما معاً، هذا من شأنه أن يكون قاعدة يبني عليها الزوجان حياتهما بعيداً عن أي منغصات أو مشاكل· أما زينا الرزنامجي فقد أوضحت أن الزواج القائم على التفاهم هو الأكثر استقراراً ودواماً، لأنه يخضع للعقل وليس مجرد بعض المشاعر الفياضة التي قد تخبو مع الوقت مع تقدم العمر وتزايد الأعباء والمسؤوليات، وتؤكد على أن أهم أسس الزواج الناجح تتمثل في التعاون والإحساس بالمسؤولية المشتركة، وكذا التقارب الفكري والتعليمي، وهو ما يساعد على حدوث التفاهم وليس هناك شرط لوجود تقارب اجتماعي لأن الإنسان دائماً في حالة حراك اجتماعي ويمكن أن يتغير وضعه الاجتماعي بسهولة، ولكن ما لا يمكن تغييره بسهولة هو نمطه الفكري والتعليمي، وتشير زينا إلى أن قليلاً من الحب مع العوامل السابقة كفيل بوجود بيت مستقر وسعيد· دنيا السامرائي ترى أن الزواج القائم على التفاهم أنجح بكثير من المبني على الحب، لأن الحب غالباً ما يفسد بعد الزواج خاصة إذا كان الزوجان صغيرين في السن ويفهمان الغرض الرئيسي من الزواج، باعتباره السكن والاستقرار والمودة، وليس مجرد التعبير المتبادل عن العواطف، كما أن الزواج تصحبه مسؤوليات عديدة، وهو ما يستلزم وجود قدر من النضج والتفاهم العقلي والشعور بضرورة إيجاد حوار عقلي بين الطرفين يمكنهما من مواصلة الحياة فيما بينهما· سامح هلال يقول إن الزواج عن حب شيء رائع إذا كان الحب حقيقياً، لأن الحب الحقيقي لابد وأن يكون مبنياً على التفاهم والتعاون، ولكن هناك حبا مؤقتا يظل متوهجاً حتى يقام الزواج ثم ينتهي هذا الحب، ومن ثم يبدأ تسرب الروتين إلى الحياة الزوجية، ولذلك هو يرى أن من أهم أسباب فشل الزواج القائم على الحب هو برود العواطف التي اعتادها كل منهما من الآخر بعد الزواج، ذلك أنَّ من اعتاد على شيء لا يقوى الاستغناء عنه· الزواج هو بيت يسهل الحلم به، لكن يصعب تحقيقه إلا بالصبر والعقل، وهنا تظهر أهمية التفاهم في الحياة الأسرية، هذا ما يضيفه سامح الذي يردف ذلك بقوله إن الزواج القائم على تفاهم هو الأصل، ولا تعتريه أي سلبيات· لأن التفاهم ضروري في كل مجالات الحياة ، وصعب أن نحقق ما نريده أو نتعامل مع أقرب الأشخاص إلينا بلا تفاهم· عائشة السويدي قالت لا نستطيع فصل الحب عن التفاهم، لأن الحب الحقيقي يجب أن يكون مبنياً على أساس التفاهم والمحبة، ولكن إن وجد الحب بلا تفاهم فلا يوجد داع لهذا الحب لأنه سيفشل غالباً، فالتفاهم والحب عاملان مكملان لبعضهما، وهي ترى أن نجاح الزواج مرتبط بعدة عوامل منها: التفاهم والتعاون- الاحترام المتبادل- التغيير من العادات السيئة إذا وجدت· تذكر خديجة حسان أنه لابد أن نفرق جيداً بين الزواج القائم على تبادل المصالح والزواج القائم على التفاهم، لأن الزواج القائم على مصلحة لابد أن ينتهي بمجرد الحصول عليها سواء كانت مادية أو حتى مجرد الشكل الخارجي لأحد الطرفين، ولذلك هي تعتقد أن الزواج القائم على التفاهم وشيء من الحب هو الأكثر إدام، وأن المواقف المختلفة الكثيرة التي يمر بها الزوجان هي التي تزيد الحب وتقرب بين الطرفين· حسناء أبو شمالة تؤكد أن الزواج عن حب يؤدي إلى اختيار خاطئ في معظم الحالات وأن الحب الحقيقي هو ما يتولد بعد الزواج، وما عداه هو مراهقة وتفريغ للمشاعر في غير مكانها الصحيح وهذا قد يؤدي لمشاكل كثيرة لطرفي العلاقة خاصة بالنسبة للبنت· خالد محمد يرى أن استمرارية الزواج ونجاحه يرتبطان بالزواج التقليدي القائم على التفاهم لأن الطرفين فيه يبحثان عن المزايا المتوافرة لدى الآخر والتي من شأنها المساعدة على استمرارية الحياة الزوجية مثل الأخلاق الحسنة والقدرة المادية والتكافؤ الاجتماعي، ويرفض خالد الزواج الذي يكون أساسه الحب فقط، لأن علاقة الحب قبل الزواج قد تأتي بأشياء كثيرة يرفضها مجتمعنا مثل كثرة الكلام في التليفونات والخروج مع الحبيب من وراء الأهل، كما أن كلا منهما يحاول التجمل أمام الآخر ويظهر بصورة مغايرة تماماً للواقع الذي هو عليه، وهذا كله يؤدي إلى فشل الزواج إذا ما تحقق من الأصل· على الجانب الآخر تعتقد إلهام الحسيني أن زواج الحب المشحون بالعواطف هو الأنجح لأن الحب وحده هو الذي يساعدنا على تحمل صعاب الحياة ومشاكلها خاصة في ظل هذا الزمن الملئ بالماديات، وهو ما يجعلنا نعطي أهمية خاصة للحب في الزواج، وتؤكد إلهام على أن الحب هو الذي يخلق التفاهم بين الطرفين وهنا فقط يمكن أن يصير الزواج مثالياً· محاور الزواج الناجح المستشار عيسى المسكري الخبير في العلاقات الأسرية يقول إن الزواج الناجح يقوم على ثلاثة محاور أساسية: الأول يتعلق بفترة ما قبل الزواج، بالنسبة للرجل إذا ما أراد أن يكون الزواج ناجحاً عليه أن يستند إلى الدين بإعتباره الأساس للزواج الناجح، وبالنسبة للمرأة حدد الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ويقول المسكري: ''إذا تتبعنا هذه التعاليم كانت حياتنا ناجحة بنسبة 100%·'' المحور الثاني يتعلق بالمرحلة التي تسبق الزواج مباشرة، وهنا تظهر قضية مهمة وهي ما يعرف بالاستشارة وعدم الركون إلى العاطفة في اتخاذ القرار، ووجوب الرجوع إلى الأهل واستشارتهم والاستفادة بما لديهم من خبرة ورؤية في اختيار شريك الحياة، ومن المفيد للفرد في هذا المرحلة أخذ بعض الدورات الخاصة بالحياة الأسرية والتي تساعده كثيراً على اختيار شريك حياته بالشكل الصحيح، أو قراءة بعض الكتب المتعلقة بثقافة الزواج الناجح، وهذه المرحلة ينبغي أن يتوافر بها ثلاثة معايير أساسية وهي (أنس العين- راحة القلب- قناعة المنطق) وهي أمور لا يمكن أن نغفل أهميتها بين الزوجين· كما يجب على الطرفين الالتزام بالوضوح التام في كافة المسائل المتعلقة بالزواج من مهر ومسكن وما إلى ذلك وعدم ترك هذه الأمور للمجهول· أما مرحلة ما بعد الزواج وهي المرحلة الأهم في حياة الزوجين، فلابد وأن تشمل عدة عناصر لا يمكن التغاضي عن أي منها·وعلى رأسها: 1-التفاهم في جميع القضايا· 2-وجود حوار ناجح بين الزوجين· 3-ضرورة توافر المودة والرحمة والسكن بين الزوجين إنطلاقاً من قوله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ أزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)· وفي النهاية يقول المسكري إنه اذا ما تتبعنا هذه الأسس فهذا وحده يكفل قيام حياة زوجية سعيدة يملؤها التفاهم والحب، لأن الزواج من أقدس العلاقات والروابط بين البشر وهو ما عبر عنه سبحانه وتعالى بقوله :(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) ولذلك ينبغي علينا جميعاً أن نعرف مدى قدسية هذه العلاقة ونعمل على إنجاحها
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©