الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدرك الزيتون موسمه فسال الزيت دمعاً

أدرك الزيتون موسمه فسال الزيت دمعاً
22 نوفمبر 2008 01:29
الشجرة المباركة التي ورد ذكرها في جميع الكتب السماوية، ''يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار'' الشجرة التي تقاوم الظروف البيئية الصعبة، والتي يعتمد عليها اقتصاد معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تبلغ المساحة المزروعة في العالم 9 ملايين هكتار (98 بالمئة في منطقة حوض البحر الابيض)، تنتج حوالي 10 ملايين طناً من الثمار، يستخدم منها مليون طن كزيتون مائدة، ويخصص الباقي لاستخراج حوالي مليوني طن زيت، يستهلك معظم الانتاج من قبل الدول المنتجة· معظم العلماء اجمعوا على ان الموطن الاصلي لشجرة الزيتون هو منطقة الشرق الاوسط، وقد شكل الزيتون، ولا يزال يشكل، عاملاً مهماً في الاقتصاد والحضارة لجميع الدول العربية، كما ساهم المحصول بشكل مميز في رفع مستوى مساهمة الزراعة في الموارد الاقتصادية الذاتية· كما يحصل حالياً في فلسطين، حيث ساهمت وفرة الثمرة المباركة في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في كل الحروب التي مرت بها هذه الارض الطاهرة، وتعرضها للاحتلال اكثر من مرة عبر تاريخها الطويل، صمد شجر الزيتون وسحب صموده على جبال وتلال فلسطين· تتميز شجرة الزيتون بقدرة صمود غير اعتيادية، بحيث لم تستطع ضربات الطبيعة وسنوات الاضمحلال او إهمال العناية بها ان تضرها· ناهيك عن قدرة الزيتون على التجدد الذاتي وحماية نفسه من الانقراض، ولا غرابة في ذلك فالزيتون شجرة مباركة من الله تعالى، وهي التي ورد ذكرها ايضاً كرمز للسلام والطمأنينة في الكتب السماوية· الاكتشافات العلمية الطبية ما زالت تتوالى وتؤكد أهمية زيت الزيتون لصحة الانسان وقيمته الغذائية الكبيرة، فهو أفخر الزيوت النباتية، ويشهد على ذلك سعره الذي يبلغ ضعف او اكثر من سعر اي زيت نباتي آخر· وفي معرض دولى للغذاء اقيم في باريس عام ،1982 علق الشعار: ''زيت الزيتون هو صديق لصحتك''· وفي عام 1984 تبين نتيجة لأبحاث طويلة، ان معدل الوفيات الناتجة عن امراض اجهزة الدم تقل كلما زاد معدل استهلاك زيت الزيتون، ولابد من التذكير هنا ان استعمال الزيتون لا يقتصر في لبنان على ناتجه من الزيت، فأيضاً تصنع من خشبه التحف كتذكارات مثل تذكارات الاراضي المقدسة، اضافة الى اهمية زيته في صناعة الصابون المعروف بجودته العالية· موسم القطاف يقترب موعد موسم قطف الزيتون الذي يتميز هذا العام بجودته كماً ونوعاً، ويمكن الاستدلال على نضج الثمر من مظهره الخارجي ولونه· فالزيتون للكبيس ينصح بقطفه عندما يكتمل حجم الثمار، ويتغير لونه من الاخضر الى الاخضر الفاتح، أما القطف للعصر والحصول على الزيت، فمن الافضل ان يقطف بعد ان يتلون الثمر ببنية عالية (60 بالمئة) من الثمر باللون الاسود· للحصول على زيت ذي جودة عالية وصالح للتخزين، من الضروري الاهتمام بالملاحظات التالية: -جمع الثمار الساقطة على الارض، والمصابة وعصرها لوحدها مبكراً، وعدم تخزين الزيت الناتج منها، بل استهلاكه مباشرة· -تنظيف الثمار من كل العوائق كالأوراق والقش، واستعمال المفارش منعاً لحدوث الرضوض والخدوش، عند سقوط الثمار على الارض اثناء عملية القطف· -يجب تجميع الثمار في صنادق أو أكياس ذات تهوية جيدة، ومن الافضل تقليل وقت التخزين في هذه الاوعية والإسراع في عملية العصر· -عدم استعمال العصي للقطف لما في ذلك من اضرار جسيمة على الاشجار والمواسم القادمة، ويستحسن استعمال السلالم الآمنة، او الآلات نصف الآلية إن توفرت· -التقليم اثناء القطف مفيد جداً، وهو من اهم العمليات الزراعية في حقول الزيتون، ويمكن من خلال التقليم التحكم بالانتاج وحجم الثمار والوقاية من الآفات الزراعية، وزيادة القدرة الانتاجية، ويدعم ذلك القول الدارج ''من يقلم الزيتون يجبره على عمل المنتوج''، وللتقليم اهداف في الحفاظ على التوازن بين النمو الخضري (هيكل الشجرة) وشبكة الجذور، وكذلك منع العلو غير المناسب والذي يجعل القطف صعباً، ويجب القيام بالتقليم للتهوية ودخول الضوء، ودون ايذاء جسم الشجرة، وعدم الاقتراب اكثر من اللازم للقاعدة، ويستحسن التقليم كل سنتين· -لتخزين الزيت اهمية بالغة في المحافظة على جودته ومذاقه ومظهره، وتعتبر أواني الزجاج المعتمة هي الافضل للحفظ، ويليها آواني البلاستيك ويجب ان تتم عملية الحفظ في مكان بارد وجاف، ومن الضروري ان تعبأ الاواني بشكل كامل لعدم ترك كمية الهواء منعاً للتفاعلات غير المحبذة· توازن الألوان يتم قطف الثمار بغرض التخليل الاخضر عندما يكتمل حجمها ويتحول لونها من الاخضر الغامق الى الاخضر الفاتح، او قبل بدء تلون الثمار مباشرة، ويتم القطف بغرض التتبيل الاسود عندما يكتمل تلون الثمار باللون الاسود، ويصل عمق اللون الاسود داخل الثمرة الى اكثر من ثلث سماكة اللحم (اللب)· ويتم قطف الثمار لاستخراج الزيت عندما يكتمل حجم الثمار، ويتحول لونها الى الاصفر المشوب بالاحمرار، او الاسود واللب زهري، ويصاحب ذلك عادة بدء تساقط الثمار طبيعياً، وفي كلا الحالات يجب أن يتم القطف في المرحلة التي يتحقق فيها التوازن، بين كمية الزيت وجودته العالية
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©