الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دريد لحام: في أيام الولدنة قلت انتبهـوا!

دريد لحام: في أيام الولدنة قلت انتبهـوا!
22 نوفمبر 2008 01:31
فاز مسلسل ''أيام الولدنة''، الذي شارك فيه النجم دريد لحام، ومنع عرضه في سوريا، بخمس جوائز في مهرجان القاهرة الرابع عشر للإعلام العربي، حيث حصل على جائزة الإنتاج والإخراج والسيناريو وأحسن تمثيل رجال دور أول وثان· وقد حاز المسلسل على هذه الجوائز ضمن فئة المسلسلات الكوميدية، فهو كوميدي سياسي في إطار حلقات متصلة الشخصيات، منفصلة في موضوع كل حلقة، ويحكي في عدد من حلقاته قصة رجال مسنين يقعون في الحب في سن متأخرة، مما يجعلهم يتصرفون كالصبية، فتنتبه لهم أجهزة المخابرات، وتجد فيهم صيداً ثميناً، فترى في تجمعهم البريء تجمعاً إرهابياً، وتوجه لهم تهمة الانتساب إلى ''تنظيم إرهابي''! وتحت التعذيب يدلون بالاعترافات المطلوبة، وتثبت عليهم تهمة الإرهاب؟! يبدو واضحاً أن المسلسل عكس قدراً كبيراً من مشاكسة أجهزة الأمن العربية، وتصوير ألاعيب بعضها، وعدم مجاملتها، لكن دريد لحام لم يكن بين المسنين العشاق هذه المرة، بل كان يجلس في مقعد ضابط المخابرات الكبير! وعن هذا الدور وما الذي قدمه من خلاله يقول :''لقد أردت أن أقول انتبهوا؟! فقدمت صورة هذه الشخصية التي تحاول عقلنة ما يحيط بها من تكلس؛ لأنها مقتنعة بعبثية ما تفعل، وقد أردت أن أحدث صدمة كي ينظر المسؤولون للناس ومصائرهم، وكي يروا الوجه الحقيقي لهم، وأعتقد أن صرخة التنبيه وإحداث الصدمة ضروريان لإحداث الإصلاح، وهذا هو دور الفنان''· وفي حديث من القلب، عفوي وحار، قال الفنان الكبير دريد لحام إن شخصية ''غوار الطوشة'' ستبقى صالحة لعقود قادمة، وأنه سيعود إليها عندما يجد لها عملاً مقعناً! أما عن شخصية ''أبو الهنا''، فيقول إنها محببة إلى قلبه ومطابقة لأفكاره· أما جديد الفنان دريد لحام، فهو فيلم ينهمك في تصويره حالياً مع الفنانة اللبنانية مريام فارس، بإدارة المخرج حاتم علي، ويحمل عنوان ''سيلينا''، وهو مأخوذ عن مسرحية الرحابنة ''هالة والملك''، فلماذا اختار دريد ''هالة والملك''؟! يقول: ''إن قيامنا بتحويل عمل الرحابنة الكبير من عمل مسرحي إلى فيلم سينمائي هدفه إتاحة المجال كي يشاهده أكبر عدد من المواطنين العرب؛ لأن هذا العمل ينتمي إلى هموم الأمة ويعالج قضاياها ولو بالالتفاف عليها، وفي قناعتي الشخصية إن مهمة الفنان أن ينغمس في هذه القضايا، ولأن دوره الحقيقي أن يعالجها ويتفاعل معها، ويطرحها أمام الجمهور العربي''· ويرى دريد لحام أننا نحن العرب نعاني الجهل والتخلف والاستبداد والتبعية بكل أشكالها، ومهمة الفنان أن يكون في الخط الأمامي لمواجهة هذه المظاهر ومقاومتها· وعن سبب انسحابه من مسرحية ''عاش لب البطيخ''، التي عمل عليها الفنان بسام كوسا، والتي ستعرض قريباً، قال دريد لحام إن انشغاله بتصوير دوره في ''سيلينا'' حال دون استمراره في المسرحية، حيث حل مكانه الفنان نضال سيجري· ابتعد دريد لحام عن شخصية ''غوار الطوشة''، التي بدأ حياته الفنية بها، والتي لا تزال تتمتع بجاذبية كبيرة في الأوساط الشعبية، ولم يعد يقدم هذه الشخصية منذ عقود، لكنه يقول لنا الآن إن شخصية غوار لا تزال تصلح لعقود قادمة، ولا تزال مناسبة طالما أن حال العرب ما هي عليه الآن!· ولكن ''غوار'' يأبى العودة إلى الشاشة الصغيرة ما لم يجد العمل المقنع الذي يناسب شخصيته، ويعكس ما يريد قوله، فدريد يسلم بأن غوار طيب ومحب، لكنه ينفي أن يكون غبياً أو ساذجاً، هو مثل كل مواطن عربي يعاني الفقر والظلم والتهميش والإحباط، فيلتف على هذه الظروف ويتعامل معها بذكاء الناقد والرافض للظلم· وعلى ذكر ''غوار''، فإن دريد لحام يتوقف أيضاً عند شخصية ''أبو الهنا'' في المسلسل التلفزيوني الذي حمل الاسم نفسه، ويقول إنها الشخصية المحببة إلى قلبه والأقرب إلى شخصيته، فأبو الهنا مسالم وطيب إلى أبعد الحدود، لكنه شرس وعنيد في الدفاع عن الحق، وفي مطاردة اللصوص وكشفهم· دريد لحام الذي كرمه مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر مؤخراً، وبعد حوالي نصف قرن من العطاء الفني في التلفزيون والمسرح والسينما، ونجومية كبيرة في سوريا والبلاد العربية يقول إن الفن قدم له محبة الناس، ويكفيه ذلك كما يرى، ويضيف: ''إن هذه المحبة غاية لا يدركها أي فنان أو مبدع أو زعيم، وهذا هو الكنز الذي حصلت عليه، إنه محبة الناس العاديين الطيبين والأذكياء· أما ما قدمته للناس من خلال الفن، فأعتقد أنني قدمت لهم ما يدور في نفوسهم وفي ضمائرهم· لقد كنت ملتزماً بالناس والوطن وعبرت عنهما بصدق شعروا به دائماً''· بمناسبة انهماكه في تصوير فيلمه الجديد ''سيلينا''، فإن دريد لحام يبدي تفاؤلاً وأملاً بأن تحقق السينما السورية نهضة على غرار ما حققته الدراما التلفزيونية السورية، وهو يملك هذا الأمل رغم إقراره بأن الأفلام السورية لم تصل إلى حد القول إنها يمكن أن تنافس الأفلام العالمية، أما حول مفهوم العالمية في الفن عموماً وفي السينما خصوصاً، فإنه يعتقد أن المحلية المعبرة عن البيئة المحلية، عن المدينة والقرية، هي العالمية، ويضيف: ''بقدر ما نكون صادقين في عكس بيئتنا، بقدر ما نقترب من العالمية'
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©