الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

باحث مصري يقدم بانوراما للسينما الأفريقية تحت الاحتلال وبعد التحرر

باحث مصري يقدم بانوراما للسينما الأفريقية تحت الاحتلال وبعد التحرر
22 نوفمبر 2008 01:33
رصد باحث مصري تأخر ظهور السينما الأفريقية في الدول الواقعة جنوب الصحراء نحو 60 عاما عن مثيلاتها في العالم بما في ذلك مصر· ويقول أحمد شوقي عبد الفتاح في كتابه ''سينما اللؤلؤة السوداء'' إن فيلم أفريقيا على نهر السين الذي أخرجه السنغالي بولين ''سومانو فييرا'' هو أول فيلم أفريقي من منطقة جنوب الصحراء وتم تصويره بالكامل في باريس في عام ·1955 وبعده بثماني سنوات قدم أبو السينما الأفريقية الأديب والمخرج السنغالي عثمان سمبين (1923-2007) فيلم ''بوروم ساريت'' أو سائق العربة الخشبية (الكارو)، كأول فيلم أفريقي يتم تصويره في القارة السوداء· ويضيف في كتابه الذي أصدره مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثاني والثلاثون أن السينما البيضاء سادت في مرحلة ما قبل استقلال الدول الأفريقية· وكانت ترى في أفريقيا خلفية كبيرة جميلة وهادئة للمغامرات العاطفية والبحث عن الثروات· أو سينما تعليمية ساذجة كانت تستخف بالشعوب وتحرمها من رؤية العالم على حقيقته· في حين عني الرواد الأفارقة بإخراج أفلام تنهض بشعوبهم نحو المستقبل· وينظم مهرجان القاهرة ندوة بعنوان ''السينما الأفريقية·· دعوة لفك العزلة'' بمشاركة أفارقة ضمن محور للأفلام الأفريقية تعرض فيه أفلاما من جنوب أفريقيا وغينيا وموزامبيق ونيجيريا ومالاوي· ويقول عبد الفتاح في كتابه الذي يقع في 286 صفحة كبيرة القطع إن فرنسا التي مثلت أكبر قوى الاحتلال الأوروبي في القارة السوداء أتت بالسينما إلى جنوب الصحراء· وعرض في عام 1900 فيلم الأخوين الفرنسيين لوميير بعنوان (ري الحديقة) في سوق بالعاصمة السنغالية دكار· ويضيف أن الفيلم الذي صور عام 1895 نبه الاستعمار إلى ما يمكن أن يثيره من بلبلة إذا ''شعرت الأوساط الاستعمارية بالقلق من أن يرى الأفارقة ما يحدث في بلدانها على حقيقته، وبالتالي قد يتعرضون بسبب هذا لمشاكل هم في غنى عنها''· وفي تلك المرحلة المبكرة من تاريخ السينما في العالم لم يكن السؤال عن إمكانية إنتاج الدول الإفريقية لأفلامها مطروحا· وأيد المؤلف ما ذهب إليه مؤرخون من أن السينما كانت ''أداة لشرعنة ومساندة المشروع الاستعماري الأوروبي'' في القارة السوداء من خلال أفلام أظهرت البطولات الأوروبية في غزو أفريقيا· والتي بدت في تلك الأفلام ''نموذجا للتخلف الحضاري والعرقي'' كما في أفلام ''الفوز بقارة'' عام 1916 و''رمز التضحية'' عام ·1918 ويضيف أن أفريقيا بدت في الأفلام الأوروبية ''كأنها قارة بلا تاريخ أو ثقافة''، وفق نظرة استشراقية ترى أفريقيا مجرد غابات وأحراش وتسودها الروح البربرية· وهو ما أثار الكتاب والمخرجين الأفارقة إلى ضرورة تغيير تلك الصورة الذهنية النمطية عن بلادهم وشعوبهم· ويقول الباحث إن القارة الأفريقية بعد الاستقلال ظلت تعاني من الجهل والفقر· وكان على السينما أن تبحث عن بدايات مختلفة عن مسارات السينما في العالم· إلى أن تمكن المخرجون الرواد من إنجاز أفلام اكتسبت ''مكانة مهمة'' عالميا رغم هويتها الأفريقية، بما تحمله من أجواء ساحرة وقصص أسطورية تعبر عن الثقافات المحلية· وباستخدام أساليب سرد ذات إيقاعات بطيئة ميزت السينما الأفريقية· وأضاف أن التاريخ كان ''بوابة واسعة أمامهم ليقدموا صورة حقيقية عن ماضيهم وما حدث لهم'' على يد الاستعمار الأوروبي الذي نهب الثروات بعد أن تم قنص ملايين الأفارقة وترحيلهم بأساليب غير آدمية إلى الأمريكتين منذ القرن الخامس عشر· وأشار إلي أن الجيل الثاني من المخرجين الأفارقة ''أفاق من دهشة التحرير'' وتنبه إلى أهمية أن يكون لكل منهم بصمة وتفرد· ولم يرفضوا الغرب أو يتصالحوا معه بل رأوا أنه يمكن التعايش معه ''وفق المعادلة الحضارية التي وجدوا أنفسهم طرفا فيها''· وكان هذا التوجه بداية تعدد الهويات في السينما الأفريقية· ووصل عبد الفتاح إلى الجيل الحالي قائلا إنه يعبر عن ''المأزق الحضاري الذي يعيش فيه''، حيث ينتمي هؤلاء المخرجون إلى عوالم أفريقية لكن الجانب الأوروبي هو مصدر تمويل إنتاج أفلامهم· ولأنهم يعتمدون في استمرارهم على الغرب اتجهت الأعمال الجديدة إلى رصد المعاناة الفردية لأبطال سود بدلا من التركيز على جموع الأفارقة· وأشاد الباحث بتجربة السينما الرقمية في نيجيريا والسينما الأكثر تطورا في جنوب أفريقيا قائلا إنهما الدولتان الوحيدتان اللتان تمتلكان صناعة سينما مستقلة لا تعتمد على التمويل الخارجي لإنتاج الأفلام
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©