الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أذربيجان.. جذور ضاربة في التاريخ

أذربيجان.. جذور ضاربة في التاريخ
23 أغسطس 2017 09:52
نسرين درزي (أبوظبي) أذربيجان، التي تضاعف عدد المقبلين عليها من أنحاء العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تحتفي هذه الأيام بنمو نسبته 338% في عدد السياح من الإمارات بلغ ذروته خلال إجازة الصيف، حيث استقطبت العاصمة باكو، بحسب تقرير هيئة السياحة، 44196 زائراً من الدولة. وهذه الوجهة الفتية العريقة الغافية في بحر قزوين لم تكن لتبرز على خريطة الاستقطاب لولا الاهتمام المتزايد بتجهيزها بالخدمات العصرية، والتي تلبي مختلف التطلعات إلى جانب حفاظها على رموز أصالتها الطبيعية. طبيعة بكر زائر أذربيجان المعروفة بـ«أرض النار» لا بد أن يطلع على تاريخها الحديث الذي سيجذبه بالتأكيد لاستكشاف معالمها من اليوم الأول لنزوله فيها. هنا الأحياء ضيقة والشوارع مرصوفة بالحجارة والرخام، ويكفي العلم بأن بلدة باكو القديمة وهي عاصمة البلاد، وضعت أكثر من مرة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي حتى يكون دافع الزيارة التجول في أحيائها العتيقة مشياً على الأقدام مروراً بقصر الشرفنشاهات من العهد الشرواني، والذي شيد في القرن الـ 15، ويعد نموذجاً للهندسة المحلية الخاصة بالأسرة المالكة. ومن جناح ديوان خانا الحجري إلى مسجد الشاه الذي يعكس كل منهما الوجه الأثري للمدينة، يشمخ النظر في باكو إلى مركز حيدر علييف الثقافي. والصرح الأسطورة صممته المهندسة العالمية زها حديد كمرآة للعمران الحديث في أذربيجان وفيه متحف مهيب بالمعلومات عن تاريخ المنطقة وتطورها الحضاري. ووسط طبيعة خلابة بكر تخيم على المكان من أعالي جباله الخضراء يصبح الحديث عن باقي احتياجات السائح تفصيلاً قياساً بالسكون الكوني الذي يبحث عنه المسافرون. وهذا ما تنبهت له أذربيجان التي تعمل على تعزيز أهدافها السياحية في دول مجلس التعاون الخليجي، في الوقت الذي تسعى فيه إلى التقدم بقطاع خدمات التسوق الفاخرة مع توافر خيوط التطور في البلاد الغنية بإمكاناتها. ويبحث المكتب التمثيلي لوزارة الثقافة والسياحة في أذربيجان ومقره دبي، كيفية الترويج للسياحة الترفيهية والصحية والرياضية في الوجهة المقبلة على صناعة التسوق والمعارض والمؤتمرات. نمو مطرد وذكر راشد النوري، رئيس المكتب التمثيلي لوزارة الثقافة والسياحة الأذربيجانية في دول مجلس التعاون الخليجي، أن الإقبال على السياحة في «أرض النار» كوجهة سفر جاذبة للخليجيين ينمو بشكل مطرد. ومن الأسباب التي تضع أذربيجان على قائمة البلدان المختارة، قرب المسافة والتوافق التاريخي وميزاتها الطبيعية والثقافية، إضافة إلى توافر الطعام الحلال فيها والأجواء المشجعة لممارسة الطقوس الدينية بحرية. وأشار إلى أنه تم بذل جهود كبيرة لترسيخ مكانة أذربيجان السياحية عبر تعزيز التواصل مع صناع السفر وتجهيز أجندة سنوية شاملة للفعاليات والأنشطة. بما فيها الحملات الإعلامية التي أدت إلى السماح بمنح الخليجيين تأشيرات الدخول عبر الإنترنت أو عند الوصول إلى أذربيجان. وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد تزايد عدد المسافرين إلى باكو ولاسيما مع التطورات المتعاقبة للبنى التحتية فيها وإطلاق مهرجان التسوق وبرامج المجازفات التي تستهوي عشاق المغامرات في الطبيعة. وتحدث النوري عن الشعور بالتفاؤل لمستقبل السياحة الأذربيجانية في ظل تسهيل العقبات أمام المسافر مع التركيز على منظومة السلامة والأمن باعتبارهما قاعدة أساسية للخطة التنموية والاهتمام بتجسيد مبدأ القيمة مقابل المال. والتي تشمل الإقامة والخدمات الحصرية والتسهيلات المريحة والكثير من التفاصيل التي باتت ضرورة لنيل ثقة الضيوف الجدد. تداخل غير مألوف قضاء الإجازة في أذربيجان في مختلف الفصول تعني التجول في شوارع غير مألوفة التكوين لا في الشرق ولا في الغرب. فهي تحتفظ لنفسها بتصنيف لا يمكن فهمه إلا بخوض التجربة كأن تنهي للتو جولة في قلعة أثرية وتجد نفسك على مسافة خطوات داخل قاعة عصرية براقة. وهذا التداخل الواضح ما بين القديم والجديد يروي قصصاً عن طبيعة البلاد المتصابية حتى آخر رمق ويظهر ذلك عند حارات «زينالي» وصولاً إلى برج العذراء الذي شيد في القرن الـ 12 ووضع عام 2011 على قائمة مواقع التراث العالمي وهو يظهر على فئات من العملة الورقية للبلاد لكونه أشهر معالمها على الإطلاق. ولعشاق الموسيقى والفنون الراقية ملاذ في باكو التي تعج بمرافق ثقافية مرموقة بدءاً من القاعة الوطنة للأوركسترا إلى دار السينما والمسرح الأكاديمي للأوبرا والباليه. وتستضيف المدينة على مدار السنة باقة من الأحداث الدولية المهمة مثل مهرجان باكو السينمائي الدولي ومهرجان المسرح الوطني ومهرجان باكو الدولي لموسيقى الجاز ومهرجان عيد النيروز ومهرجان الزهور. ويساعد أذربيجان على استقبال أفواج السياح في أشهر مختلف من السنة تميزها بمناخ معتدل وشبه استوائي في الصيف لا يتعدى 34 درجة، وبارد نسبياً في الشتاء. وتحلو في كل الأوقات زيارة المتنزهات الخضراء كمتنزه حيدر علييف و«صمد وركون» و«ناريمانوف» ورواق الشرف. رحلات يعمل المكتب التمثيلي لأذربيجان على زيادة عدد الرحلات الجوية من دول الخليج. وفيما تشغل شركة طيران فلاي دبي 6 رحلات يومياً إلى العاصمة باكو ورحلتين إلى منطقة جابالا الطبيعية، تقوم شركة طيران العربية بتشغيل 5 رحلات أسبوعياً. وتسير شركة طيران الجزيرة رحلتين في الأسبوع وكذلك تفعل طيران الخطوط الوطنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©