الهدوء يسود مدينة ليبية بعد مواجهات قبلية

يسود الهدوء مدينة الكفرة في ليبيا التي شهدت في الايام الاخيرة مواجهات قبلية اسفرت عن اربعة قتلى على الاقل بحسب زعماء قبليين· وقال مسؤول محلي لصحفيين رافقوه وتم نقلهم جوا امس الاول الى المدينة التي تبعد الفي كلم جنوب شرق طرابلس ''كما ترون، كل شيء يسير في شكل طبيعي''، وذلك بعد ايام عدة من اندلاع المواجهات في الرابع من نوفمبر· ونظمت السلطات الليبية هذه الجولة لنفي معلومات صحفية تحدثت عن حصار مفروض على الكفرة ومواجهات دموية بين قوات الامن وقبيلة التبو المحلية خلفت العديد من القتلى والجرحى بحسب حصائل متضاربة· وذكرت تلك المعلومات ان قبيلة التبو تتهم السلطات بتهميشها، خصوصا عبر حرمانها حقوقها في التعليم وتلقي الخدمات الطبية· وبدت الكفرة ظهرا شبه خالية مع انتشار عدد قليل من عناصر الامن· واغلقت غالبية المحال التجارية وشوهدت سيارات قليلة تعبر شوارع هذه المدينة التي يقيم فيها 40 الف شخص والواقعة عند المثلث الحدودي بين تشاد والسودان ومصر· واوضح مسؤول اصطحب الصحفيين الى ''قاعة الشهداء'' حيث تجمع ممثلون لقبيلة التبو تنديدا ب''مزاعم وسائل الاعلام'' و''عملاء الخارج''، ''انه وقت القيلولة· المدينة ستسعيد حركتها خلال ساعات''· وصرح جمعة احمد الذي عرف عن نفسه انه احد وجهاء القبيلة للصحفيين ''انها مشادة عادية بين قبيلتي التبو والزوي· سقط ثلاثة قتلى من جهتهم وقتيل من جهتنا· لا تصدقوا كل ما يروى''· واكد محمد سنوسي احد زعماء القبيلة ان ''المشادة تطورت بسبب العدد المحدود لعناصر القوى الامنية· وقد عاد الهدوء بعدما عزز هؤلاء انتشارهم''· وتجمع نحو 400 من افراد قبيلة التبو بعمائم الطوارق البيضاء مطلقين شعارات مؤيدة للزعيم الليبي معمر القذافي ورافعين صورا له· وتوالى زعماؤهم على المنصة لـ''تكرار تمسكهم بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي الموحد لليبيا''، مؤكدين ولاءهم للقذافي الذي بايعوه ''سلطان التبو''· واكدوا في بيان انهم يتبرأون من ''جبهة التبو لانقاذ ليبيا'' ورئيسها عيسى عبدالمجيد منصور المقيم في النروج· واكثر منصور في الايام الاخيرة من ظهوره في وسائل الاعلام الاجنبية منددا ب''القمع'' الذي تتعرض له قبيلته من جانب السلطات الليبية، متهما الاخيرة بحرمان التبو ''حقوق المواطنة والتعليم''· وتوجه الصحفيون ترافقهم القوى الامنية الى احدى مدارس المدينة حيث ''تتواصل الدروس في شكل طبيعي'' مع بداية نهاية الاسبوع في ليبيا، وعلق مسؤول محلي اخر ''كل ما قيل ليس سوى اكاذيب''· واكد المسؤول ان ''عدد التلاميذ في كل صف لا يتجاوز ثلاثين تطبيقا للمعايير الجديدة''، مشيرا الى نحو ثلاثين جهاز كومبيوتر لا تزال جديدة ''كل تلميذ له جهازه الخاص''· وتشكل قبيلة التبو التي تقيم ايضا في النيجر وتشاد عشرة في المئة من سكان الكفرة، المعبر الاستراتيجي لمهربي الصحراء وايضا للمساعدات الانسانية التي ترسلها الامم المتحدة الى اقليم دارفور في غرب السودان