الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عُمَرْ شَبانة ينسج «سيرة لأبناء الوَردْ» بأثواب الغابات والقُبلات !

عُمَرْ شَبانة ينسج «سيرة لأبناء الوَردْ» بأثواب الغابات والقُبلات !
17 أغسطس 2017 23:03
نوف الموسى (دبي) يَصعب أحياناً أن تنظر بعين القصيدة، وتستمتع بقراءتها دون أن تشغل نفسك بالعنوان قليلاً، خاصةً إذا انصهر المعنى تماماً بينهما. فالنسيج الساحر لديوان «سيرة لأبناء الوَردْ» للشاعر والناقد عُمر شبانة، الصادر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، هو التكوين اللحظي للتماهي بين الإنسان والطبيعة الوجودية، الذي شكل وحدة بين روح الشاعر ومصدر الجمال الكوني. فهو الباحث عن اسم يليق به في نهر الحياة عبر ولادة بلا أي حب أو أي حرب. إنها كالطفولة الكاملة التي ترتدي أثواباً من الغابات والقُبلات، معلنةً حالة من التفتح اللانهائي، ومقبلة على تحولات جذرية في قدرتها على رؤية الصفاء الواعي، فهل يستطيع عُمر شبانة، كما أخبرنا في قصائده، بأن يقطف القُبلات مجدداً، وأن يزرع الغابات وحياً، ليرسم وطناً من البّلور، ويدخلنا جميعاً إلى بلاد النور، تلك التي فيها قُبلاتُنا هي جَنّاتُنا. أهدى عمر شبانه ورود قصائده لأبناء الحرية والحب والجمال، وقال لهم في القصائد الباحثة عن اسمٍ يليق به: «عُدْنا، كي نُعيدَ إلى الطَّبيعَةِ ما تَشاءُ، من العُذوبةِ والطّهارَةِ والنَّقاءِ». ويستمر عمر في تربيته لاسمه شعرياً، وهو الذي عرف جميع الدروب والأشلاء وحتى الريح التي تؤدي من وإلى اسمه. واللافت أنه في بحثه يتجاوز «عُمر» الاسم إلى «عُمر» الزمن، وبينهما تستلقي الذاكرة، لتودع تفصيلة حياتية وتأتي بأخرى، ورغم فضاءات الأسماء الكثيرة، التي تتطلب منّا أن نختار عادةً، يقول عمر شَبانة في أبياته الشعرية: «قلتُ: لا الأسْماءَ ما أبغي، فَلي حَقْلٌ  مِنَ الأسْماءِ يَحْميني، أريدُ الآن رسْماً كي أطير، أريد أجْنِحتي لألقي قامتي في الريحْ». أما في «ثوب المَليحة، بُستانُ أشواقِها»، فكتب الشاعر عمر شَبانة: في ثَوبِها أمّي وجَدّاتي إلهَتي الوحيدةُ.. عَشْتروتْ في ثوبها أنا كائنٌ من ياسمين، وابنُ نَعناعٍ، وجذرٌ لا يموتْ. في باب «نهر الحياة»، يقف الشاعر مستبصراً طرق الحياة. واختار النهر، باعتباره المجرى الطبيعي والمسلك المعبد بالحضور التام للإنسان في اكتشافه للحقيقة، فالنهر بأوصافه وميكانيكيته الفائضة، يعكس مجرى الدورة الروحية للقلب، يتغنى الشاعر عمر شَبانة ب «قلبُ الحياةْ: ما بين نرجسَتَين خائنتين قَلْبي، بين آدم والمسيحِ وجدتُني، منذُ الهبوطِ إلى الشّوارع ِهائماً، أمشي على نَهْرِ الحياةِ، إلى الحَياةِ، أكرزُ في البراري والحُقولْ». يشار إلى أن عمر شبانة تجربة شعرية لها صوتها الخاص في الساحة الثقافية الأردنية، ونشر عدة مجموعات شعرية هي: احتفالُ الشبابيكِ بالعاصفة، غُبارُ الشخص، الطِفل إذ يمضي، رأسُ  الشاعر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©