الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضحك رسالة وهدف

الضحك رسالة وهدف
4 أغسطس 2010 20:35
أصبح أحمد مكي منافسا قويا لكل نجوم الكوميديا رغم أن اقتحامه عالم البطولات بدأ منذ سنوات قليلة لكنه اصبح نجما يحقق الملايين، وصنع لنفسه خطا مختلفا بين المضحكين وأهم ما يميزه أنه حدد هدفه وأعلنه بلا مواربة “الضحك” وهو هدف في غاية النبل والأهمية خاصة في زمن عزت فيه البهجة ولا يسمح بلحظات تخيل أو هروب من الواقع، ولعل هذا ما يبرر تصدر فيلمه الجديد شباك الإيرادات ليصبح منافسا على القمة. فيلم “لا تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية” قصة أحمد مكي وأحمد الجندي وسيناريو وحوار شريف نجيب وإخراج أحمد الجندي في ثالث تعاون بينهما وبطولة أحمد مكي ودنيا سمير غانم ودلال عبدالعزيز وماجد الكدواني وعزت أبوعوف ومحمد شاهين وبدرية طلبه وعبدالله مشرف وضيفي الشرف الإعلامي معتز الدمرداش وغسان مطر. نجح السيناريست شريف نجيب في أن يقدم الوجبة المطلوبة لجمهور متعطش لينال استراحة يحظى فيها بمن يطلق ضحكاته من قلبه بلا فذلكة أو أسفاف حتى لو كانت القصة محروقة ومهروسة كما جاء على لسان الأبطال فهو فيلم يحترم عقلية الجمهور ولا يتذاكى عليه، واجتهد صُناعه في تقديم متعة بصرية وتوليفة كوميدية مقبولة من المشاهد فهو يخرج راضيا بعد أن ضحك حتى “القهقهة” مقابل ثمن التذكرة والوقت المستقطع من حياته. تدور الأحداث بشكل كوميدي ساخر ينتمي لنوعية “البارودي” المعروفة في السينما العربية والعالمية وتعتمد على السخرية من سذاجة بعض الأفلام الشهيرة ويحسب له عدم الإساءة لتلك الأفلام ونجومها، حتى مشهد النهاية غير المنطقية عندما نرى البطلة “جيرمين” (دنيا سمير غانم) التي تنتمي الى عالم وشريحة اجتماعية راقية تقع في حب “حزلقوم” (أحمد مكي) وتقبل الزواج منه ولم يغفل صُناع الفيلم انه قد يبدو غير منطقي لكن الجمهور يتقبله طالما أن هناك اقتناعا بأن الفيلم مصنوع لإضحاكه حتى لو كان غير منطقي. أحمد مكي يؤدي شخصية “ادهم” الذراع اليمنى لتاجر مخدرات يتخفى وراء ستار أعماله ومشاريعه السياحية “عزام بك” (عزت أبوعوف) ويصاب بطلق ناري في مطاردة من بعض المجرمين أثناء هروبه بكمية من المخدرات وتعثر عليه الشرطة بعد أن فقد الحياة ويضع المقدم “سراج” (ماجد الكدواني) خطة للقبض على زعيم العصابة “عزام بك” وهي اختيار شخص يشبهه ليدسه على زعيم العصابة، وتقودهم الصدفة لاختيار “حزلقوم” الذي يجسده مكي وهو على النقيض من “أدهم” فهو شاب ساذج وينتمي إلى بيئة فقيرة، ويتم إجراء عملية تشبه تلك التي أجريت لمحمود عبدالعزيز في فيلم “إعدام ميت” حيث يضطر جراح التجميل الأجنبي إلى بتر إصبع قدمه وتطلب الشرطة من “جيرمين” سكرتيرة “عزام بك” المشاركة في الخطة. وتمضي الاحداث مليئة بالمفارقات والمواقف الطريفة التي تفجر الضحك، ويتخللها دائما اعتراف ضمني بعدم منطقية الأحداث مما يجعل المشاهد يتقبل الكثير منها خاصة أنه يجد مواقف وأحداثا مبتكرة اجتهد فيها فريق عمل الفيلم من سيناريو وممثلين لتقديم صورة سينمائية متميزة ومصنوعة بحرفية ومهارة عالية. وبعد فترة تدريب وإعداد يبدأ “حزلقوم” مهمته في التلصص على “عزام بك” ورغم غبائه الشديد وصوته الغريب الذي لم ينجح التنكر في إصلاحه يبتلع “عزام بك” الخدعة، وعندما يقترب موعد القبض على رئيس العصابة “عزام بك” يرتكب “حزلقوم” الخطأ القاتل حيث يأخذ تليفونه المحمول ويجري مكالمة في مكان بعيد عن العيون ويختار الوقوف في أحد أركان الفندق الذي يمتلكه “عزام بك” وهو ركن به أجهزة الصوت، ويعبث بالازرار ليفتح الميكرفون وهو يتحدث إلى والدته “ميار” (الفنانة دلال عبدالعزيز) و”جيرمين” ويكشف تفاصيل الخطة. وعلى طريقة الأفلام العربية القديمة تأخذ العصابة والدته وحبيبته رهينتين حتى تتم صفقة المخدرات ولكن “حزلقوم” ينجح في التحول إلى بطل وينقذ الجميع، وتكون النهاية السعيدة القبض على الأشرار وزواج البطل والبطلة. قدم السيناريست شريف نجيب تفاصيل مشوقة ومحبوكة للقصة المهروسة وصنع مواقف كوميدية تبشر بميلاد كاتب ساخر موهوب لا يقبل الاستخفاف بذكاء الجمهور. اما المخرج أحمد الجندي فقد تميز في اختياره للممثلين وقيادته لهم ليظهر كل منهم في أفضل حالاته وخاصة دنيا سمير غانم التي تبدو اكثر نضجا وتألقا في كل عمل جديد وتكشف عن كوميديانة ذات مذاق خاص، وكذلك ماجد الكدواني ودلال عبدالعزيز ويحسب للمخرج اختياره للستايلست عبير الانصاري التي كانت أحد أبطال الفيلم وراء الكاميرا في رسم ملامح وملابس الشخصيات وكذلك لمسات مهندس الديكور علي حسام الذي أنتقى العديد من “الموتيفات” المناسبة لاماكن الأحداث ويأتي المونتاج كعنصر رئيسي في كسر الشعور بالرتابة أو الملل حيث حقق المونتير وائل فرج تتابع الإيقاع بشكل سريع ومتلاحق رغم أن المشاهد يعرف النهاية مسبقا واستطاع مدير التصوير احمد جبر أن يوظف الإضاءة وزوايا الكادرات لتتناغم مع النسيج الدرامي للفيلم وشاركت الموسيقى التصويرية لعمرو اسماعيل في تعزيز الإحساس بالبهجة. ويبقى على أحمد مكي البحث على فكرة جديدة بعيدا عن الأقنعة والوجوه المتعددة والبديل والشبية حتى لا يقع في مأزق التكرار ولا يكفي أنه تحرر من “دبور” والباروكة المنكوشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©