الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اللبناني يحكم السيطرة على طرابلس

الجيش اللبناني يحكم السيطرة على طرابلس
16 مايو 2012
أحكم الجيش اللبناني فجر أمس سيطرته الكاملة على أحياء مدينة طرابلس التي شهدت اشتباكات مسلحة على مدى ثلاثة أيام، وأسفرت وفق آخر إحصاء لعدد الضحايا عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح بعضهم في حالة حرجة. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن “إطلاق النار توقف في طرابلس، والوضع الأمني الذي ساد خلال اليومين الماضيين انتهى”. وأضاف ميقاتي خلال لقاء له مع صحفيين في مقر رئاسة الحكومة “الساعات الثماني والأربعون الماضية كانت صعبة”، مشيراً إلى أنه اجتمع مع “كل الأطراف السياسيين المعنيين بالوضع في طرابلس ومع قادة سلفيين وتم التفاهم على أمور عدة، بينها وقف النار”. وقال ميقاتي إن هناك “اعتصاماً سلمياً غير مسلح لا يزال قائماً في طرابلس على خلفية مشكلة الموقوفين الإسلاميين”، لكن “حمل السلاح والإخلال بالأمن أمر غير مقبول”. وأوضح أنه تم التوصل إلى وقف النار ونشر الجيش بفضل “حكمة الجيش وتعاون قيادات طرابلس”. وأشار إلى أن اعتقال شادي المولوي غير لائق وفيه انتهاك لمكتب وزير المال محمد الصفدي الذي علّق بدوره على أحداث طرابلس وأكد أن المدينة تجاوزت المحنة. ونفى رئيس الحكومة أن “يكون العنصر السوري” هو سبب توقيف المولوي. إلا أنه قال “لا شك أن هناك انعكاساً للأوضاع في سوريا على لبنان، فإن لبنان وسوريا متداخلان بشكل كبير، وأي سيناريو في سوريا سوف ينعكس على لبنان. لذلك، نعمل على منع أي تأثير سلبي ونضع مصلحة لبنان نصب أعيننا”. وتابع “نحن على فوهة بركان. المتغيرات سريعة في المنطقة وهي بالطبع تؤثر على لبنان”، مضيفاً “لكنني أكثر اطمئناناً من الساعات الماضية، وسنبذل كل الجهد من أجل تدعيم الاستقرار”. وكان الرئيس ميقاتي قد التقى السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي في السرايا الحكومي قبل توجهه إلى القصر الجمهوري، وأعربت كونيللي وفق بيان للسفارة الأميركية في لبنان لميقاتي عن قلق الولايات المتحدة من الوضع في طرابلس، وأثنت على جهود الحكومة لنزع فتيل الوضع الراهن، وجددت التزام بلادها بدعم لبنان مستمر وسيد ومستقل. وأفادت آخر التقارير الأمنية بأن الوضع الأمني في طرابلس ما زال قابلاً للاشتعال. وأشارت إلى أن طلقات نارية متقطعة ما زالت تسمع بين الحين والآخر وتعمل وحدات الجيش مدعومة من قوى الأمن الداخلي على معالجتها وملاحقة المسلحين الذين يتخذون من بعض المنازل أماكن الحماية لأنفسهم. وعمد محتجون على إغلاق المنافذ المؤدية إلى ساحة عبدالحميد كرامي استنكاراً لعدم إطلاق الموقوف شادي مولوي والموقوفين الإسلاميين، وعمد آخرون إلى إغلاق عدد من الطرقات المؤدية إلى مرفأ طرابلس، وعملت القوى الأمنية على إعادة فتحها، كما أقام الجيش حواجز ثابتة في مدينة حلبا والمناطق العكارية القريبة من الحدود السورية في الشمال لمنع الإخلال بالأمن. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان: “استكملت وحدات الجيش فجر أمس عملية الانتشار في المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة في طرابلس وخصوصا في أحياء جبل محسن وباب التبانة وشارع سوريا وأعادت الوضع إلى طبيعته، وهي تقوم بتسيير دوريات وإقامة حواجز في شوارع المدينة لمنع الإخلال بالأمن ولتمكين اللبنانيين من ممارسة حياتهم الطبيعية، كما تم تعزيز قوى الأمن الداخلي في المدينة للمساعدة في تسيير أمور الناس وحفظ النظام” . وأضاف البيان “أن قيادة الجيش إذ تأسف لسقوط الضحايا البريئة في صفوف المدنيين والعسكريين، تؤكد أن فرض الأمن هو حاجة وطنية لكل اللبنانيين وأن الفوضى لن تكون في مصلحة أحد وأن وجود الجيش في طرابلس أو في أي منطقة أخرى هو لحماية الاستقرار فيها، وليس لمواجهة الأهالي أو الاشتباك معهم ولهذه الغاية لا تعنيه المواقف التحريضية أو الاستفزازية الصادرة من هنا أو هناك والتي تدعو الجيش مرة لعدم التدخل ومرة لضرب شعبه وبالتالي توريطه في أوضاع تسيء إلى دوره ولا تخدم أمن الشعب واستقراره” . وختم البيان “أن قيادة الجيش تراهن مجدداً على وعي أهل المدينة ووقوفهم إلى جانب جيشهم، وتؤكد قرارها الحاسم بإزالة كافة المظاهر المسلحة من المدينة بما في ذلك إطلاق النار من دون إنذار باتجاه أي مسلح فور مشاهدته، كما أنها ستقوم بكل ما من شأنه الحفاظ على السلم الأهلي ومنع الفوضى”. وأوضح قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي أنه على رأس قوة أمنية كبيرة تضم 300 ضابط وعنصر من قوى الأمن الداخلي نفذ خطة انتشار في طرابلس تطبيقاً للخطة الموضوعة وذلك بعد سلسلة اجتماعات مع فاعليات عاصمة الشمال. ولفت إلى أنه تم تركيز حواجز ثابتة في المدينة وتسيير دوريات مصفحة بالاشتراك مع الجيش منذ الساعة التاسعة من صباح أمس في المناطق التي شهدت المواجهات. وأشار مصدر أمني في طرابلس لـ “الاتحاد”رلى أن عملية انتشار الجيش والقوى الأمنية لم تواجه بأي مقاومة سوى بعض الخروق التي تمثلت بإطلاق النار في منطقة الزاهرية وكان مصدره القوى الأمنية التي كانت تلاحق مسلحين كانوا موجودين في الأزقة الداخلية وما لبثوا أن تواروا عن الأنظار. وأخليت محاور التماس التقليدية من المسلحين، غير أن أجواء الحذر ظلت قائمة ونشطت حركة السير تدريجياً، فيما ظلت المحال التجارية والمدارس والدوائر العامة والمصارف مقفلة، وعملت جرافات تابعة للجيش على رفع الأتربة والحواجز التي وضعها المسلحون، كما عملت الفرق المختصة على سحب القذائف والقنابل غير المنفجرة من الشوارع والأحياء التي كانت مسرحاً للاشتباكات. وتابع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لقاء عقد في القصر الجمهوري أمس تطورات الوضع في طرابلس ودعا وزير الداخلية والبلديات فعاليات المدينة والقادة العسكريين إلى اجتماع برئاسته يعقد اليوم الأربعاء في طرابلس لبحث الوضع في المدينة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©