ليس هناك أفضل من السرد سبيلا للعودة بالمفهومي إلى أصله الأول، أداة للمحتمل، أي أداة لرفع حالات التجريد وصبّ الفعل ضمن ممكنات زمنية لا يمكن أن ترى إلا من خلال ما يؤثثها من وقائع وأحداث. فنحن من غابر الأزمان نحكي، ولا تفعل ذلك من أجل استعادة ما فات، بل رغبة منا في فهم ما حدث أو ما يمكن أن يحدث، أو نفعل ذلك فقط من أجل الاستمتاع بحالات لا تحكمها قوانين العالم الواقعي.
وتلك مناطق لا تقع تحت سلطان «الخطاطات»، ولا يدرك مضمونها «الفاهم» (بالمفهوم الهرموسي للكلمة).
السرّ
الكلّي
نحن لا نرى من سيرورات الإبداع الفني سوى قطعة الثلج التي تطفو على السطح، أما سره الكلي فمودع فيما يسمى الموهبة، أو القدرة الخلاقة على التقاط ما لا يمكن للعين العادية أن تراه من خلال ما تفرزه حيثيات الزمن والفضاء، أو ما تستثيره الطاقات الوجدانية المتنوعة.