الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صحة أبوظبي» تدعو للحذر عند استخدام المبيدات الحشرية بالمنازل

«صحة أبوظبي» تدعو للحذر عند استخدام المبيدات الحشرية بالمنازل
17 مايو 2013 20:50
إبراهيم سليم (أبوظبي) - دعت هيئة الصحة في إمارة أبوظبي الجمهور إلى توخّي الحيطة والحذر عند رشّ المنازل بالمبيدات الحشرية، حتى لا تتعرّض الأسر لمشكلات صحية خطيرة، قد تؤدي إلى الوفاة، خاصة في حال استخدام مبيدات حشرية محظورة. وأشارت الهيئة إلى تزايد عمليات الرّش مع دخول فصل الصيف، وموسم الإجازات، حيث يفضلّ سكّان رشّ منازلهم ومن ثمّ المغادرة إلى بلادهم لقضاء الإجازة، أو السفر خارج الدولة للسياحة. وفي هذا الإطار، لفتت الهيئة إلى ضرورة ترك المنازل لمدة يوم كامل، لضياع آثار السمّيّة الناتجة عن عملية الرشّ، مع تنبيه الجيران المقيمين بذلك حفاظاً على صحتهم. في السياق ذاته، حذّرت هيئة الصحة في أبوظبي من استخدام مواد غير مرخصة في رشّ المنازل لمكافحة الحشرات والقوارض، مشيرة إلى ما تسبّبه هذه المواد من حالات تسمم قد تصل في تأثيراتها إلى حدّ الوفاة، بحسب الدكتور ياسر شريف رئيس مركز معلومات السموم ورئيس قسم السلامة الدوائية في الهيئة. وأشار شريف إلى تلقّي المركز 27 بلاغاً العام الماضي عن حالات تسمم متنوعة، من بينها بالمبيدات الحشرية، التي تزداد في أشهر الصيف، حيث تتزامن مع موسم الإجازات، وتوجّه البعض لرش منازلهم قبل مغادرة المنزل، أو بعد العودة من الإجازات، منوها إلى أن البعض يستخدمون مبيدات تخترق الجدران لتؤذي الغير. وتقسّم المبيدات الحشرية إلى فئتين، أبرزهما ?المبيدات الزراعية التي تعد الأكثر سمّية، وتشمل مركبات فسفورية عضوية وفوسفيدات يمكن أن تسبب التسمم الحاد ومن ثمّ الموت للبشر والحيوانات الداجنة. وفي هذا الصدد، أشار رئيس مركز معلومات السموم إلى خطورة البيوت البلاستيكية؛ كونها مغلقة وقد يتعرض العمال أو أصحابها لمخاطر عالية تؤدي إلى الوفاة، أو التأثير على الجهاز العصبي، ناصحاً عمال الزراعة ومستخدمي المبيدات بعدم دخول المنطقة الزراعية المرشوشة بالمبيدات قبل 4 ساعات على الأقل. أما المبيدات الحشرية التي يمكن استعمالها في المنازل مثل “البيريثرويد”، فهي ذات سمّية منخفضة عن سابقتها، وتتسبب في شلّ حركة الحشرات، وفي الوقت ذاته فإنها ذات سمية منخفضة في الثدييات، مقارنة مع الفئات الأخرى، بحسب شريف. كوارث المبيدات الآسيوية لفت رئيس قسم السلامة الدوائية في هيئة الصحة بأبوظبي إلى أن بعض العمالة الآسيوية تجلب معها بعض أنواع المبيدات المحظورة بالإمارات لكنها متاحة في بلدانهم، وأن هذه المبيدات تؤدي إلى كوارث عند استخدامها بالمنازل. وأشار إلى أن من أهم أعراض التسمم بالمبيد، التعرق الشديد أو المتوسط والقيء، والإسهال، داعياً من تعتريه هذه الأعراض إلى التوجه لاستشارة الطبيب فوراً لأن التأخير يؤدي إلى التأثير على أعضاء الجسم ويؤدي إلى فشلها أو الوفاة. طفل الشارقة تطرّق الدكتور شريف إلى الطفل الذي تسببت مادة “فوسفيد الألمونيوم” في وفاته بالشارقة مؤخراً، وهي من مبيدات حشرية مستخدمة في الزراعات جلبها عامل آسيوي، حيث قام برش منزله، فيما كانت الأسرة التي تسكن بجوار الشقة لا تعلم شيئاً، بينما كانت الشكوك تدور حول إصابته بتسمم غذائي، موضحاً أنه تبين أن المبيد الحشري في الشقة المجاورة تسرب إلى منزل الطفل الأمر الذي أدى إلى وفاته فيما كانت حالة شقيقته خطيرة، الأمر الذي ينبغي على الأسر التي ترغب في استخدام المبيدات إبلاغ جيرانهم. ولاحظ رئيس مركز معلومات السموم تزايد استخدام مبيدات الآفات شديدة السمية ومنها الفوسفورية العضوية وذلك عن طريق خلطها مع المبيدات المنزلية، خاصة في الدول الآسيوية. ولفت إلى أن الضرر قد ينجم عن آثار غير مباشرة كاستخدام أحد الجيران كبسولات لمقاومة الصراصير، والتي تصدر عنها سموم تقتل الحشرات كالصراصير وتقتل الإنسان أيضاً، حيث تتسرب من مسكن لآخر ويتم استنشاقها، حيث يشعر الشخص عند استنشاقه لها بالتعب، ويذهب للمستشفى دون معرفة السبب الحقيقي، بينما قد تتسبب في إصابته بالفشل الكلوي أو الوفاة. خطر المبيدات الزراعية وحذر الدكتور شريف من التعامل مع المبيدات الزراعية ورشها في المنازل بما في ذلك مادة الأورجانا فوسفيت حيث تضرب الجهاز العصبي عند الإنسان لدى استنشاقها، إضافة إلى مادة زنك الفوسفيد والألمنيوم فوسفيد التي تخترق الجدران وقد تتسبب في اختناق كل من يستنشقها. ودعا الجمهور لدى رش أي مبيدات إلى مغادرة المنزل لأكثر من 5 ساعات وتهويته بعد العودة إليه، وتحذير ساكني الشقق المحيطة من عملية الرش، وفي حال الشعور بأي أعراض من تقيؤ أو صداع أو صعوبة في التنفس أو تعرق يجب التوجه إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى، مع أخذ اسم المادة المستعملة في الرش، لتناول اللقاح الخاص بها قبل تدهور الحالة الصحية. وأكد أهمية أن يكون لدى العاملين في شركات الرش الخبرة الكافية في التعامل مع هذه المواد، مبدياً أسفه من أن معظم عمال الرش غير مؤهلين أو مدربين ولا يدرون خطورة ما يحملونه، بل إن بعضهم لا يستخدم الواقي أو وضع كمامة، وتكون يده غير مغطاة، نظراً لكونهم غير متعلمين ولم يتم تأهيلهم، الأمر الذي يدعو إلى الترخيص لهذه العمالة وحمايتهم من خلال إلزامهم بمعايير صحية ووسائل أمان من الآثار السلبية الناتجة عن عملهم وهم أكثر تعرضاً للخطورة. ترخيص مكذوب تحدّث المسؤول في صحة أبوظبي عن مطالعته إعلاناً يدّعي فيه صاحبه أنه حاصل على ترخيص من الهيئة، بهدف التلاعب على الأفراد والشركات، رغم أن الهيئة لا تصدر تراخيص من هذا النوع. وأرجع إقدام هذا الشخص على هذا الادعاء إلى نتيجة ارتفاع معدل الوعي لدى الجمهور، ونجاح حملات التوعية التي تنظمها الهيئة من خلال المركز، مؤكداً وجود مسؤولية مباشره على المستهلك لوضع حد لحالات التسمم جراء استخدام المبيدات الحشرية. واعتبر أن هذه المسؤولية تكمن في التأكد من كون شركة الرش مرخصة، وأن ترخيصها ساري المفعول، ومعرفة تركيبة المواد التي سيتم استخدامها وضرورة السؤال عن الاسم العلمي للمبيد والتواصل مع مركز السموم، قبل القيام بعملية الرش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©