الخبز الأفغاني يتألق على المائدة العربية

مع إطلالة كلّ صباح جديد، يعرج عدنان، قبيل ولوجه مقر الشركة، على المخبز الأفغاني المجاور لعمله، لشراء بضعة أرغفة، غالبا ما تكون خمسة، يطلبها، محمّرة أكثر من المعتاد، يتناولها من الخباز شاكرا، ويضعها في السيارة، ثم يتوجه إلى العمل· وفور وصوله المكتب، يفرد، الأستاذ عدنان، كما يناديه الزملاء، رغيفين من الخبز على الطاولة، يسقيها بزيت الزيتون، ثم يرشّها بالزعتر الشامي الأصلي، في حين يضع البقية الباقية من الخبز إلى جانب علبة ''اللبنة'' ليختار الزملاء بينها وبين الزعتر·· يتفنن عدنان، المعروف بكرمه الحاتمي، في إعداد ''السفرة'' الصباحية، وبعد الانتهاء يبدأ بمناداة الزملاء الواحد تلو الآخر، والزميلات، وغيرهم، مع التشديد على الجميع بعدم تفويت الفرصة لتناول إفطار شرقي تقليدي شهيّ، والانضمام إلى المائدة التي تجمعهم وتؤلف بينهم منذ سنوات طويلة، ففي هذه المدة البسيطة التي يتناولون فيها الطعام، يتجاذبون أطراف الحديث، بدءا من أنشطتهم اليومية، مرورا بالأحداث المحلية والسياسية، مع قليل من ''النميمة''، التي لا غنى عنها في أي جلسة عربية· وتبدو على الزملاء علامات ''الإدمان'' على تناول الخبز الأفغاني، الشهير باسم ''الباتاني''، يتضح ذلك من خلال تحلّقهم حول المائدة، وعبارات الغزل والمديح التي تقال يوميا في أرغفته الساخنة، بالإضافة إلى سيل الأدعية والثناء التي تنهال على الخباز الأفغاني بشير أحمد لنظافته وجودة عمله، كيف لا، والخبز هو الذي يقيتهم ويقوي أجسادهم طوال النهار لمواصلة العمل، إلى جانب أنه الشيء الوحيد الذي يتفقون على حبه بخلاف القضايا الأخرى· وتتواجد في الإمارات العديد من المخابز الآلية التي تخبز أنواعا وأصنافا مختلفة من الخبز لتناسب تعدد الجنسيات المقيمة على أرض الدولة من بينها الفرنسي والهندي والإيراني والعربي المفرود، غير أن الخبز ''الباتاني''، يسمى المشروح في بلاد الشام، يبقى صاحب النصيب الأوفر من الشعبية بين كافة الجنسيات وخاصة العربية، فهو مناسب تماما للأكل مع مأكولاتها التقليدية من الزعتر والجبنة واللبنة والحمص والفول والفلافل، رغم ارتفاع سعره في الآونة الآخيرة ووصول الرغيف الواحد إلى درهم تقريبا