الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مرتجلة ألما».. و«لِمَ أنتظر؟» عرضان عن معنى المسرح والوحشة العائلية

«مرتجلة ألما».. و«لِمَ أنتظر؟» عرضان عن معنى المسرح والوحشة العائلية
3 أكتوبر 2016 23:55
عصام أبوالقاسم (الشارقة) تواصلت مساء أمس الأول عروض الدورة الخامسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي يختتم مساء اليوم، حيث تابع الجمهور في بداية الأمسية مسرحية «مرتجلة ألما أو حرباء الراعي» تأليف الكاتب الفرنسي يوجين يونسكو وإخراج شعبان سبيت، وتمثيل محمد الحنطوبي «في دور يونسكو» ومحمد حاجي «في دور بارتولوميوس 1» وشعبان سبيت (بارتولوميوس 2). المرتجلة التي تبدو أشبه ببيان نقدي وثقافي حول فكرة المسرح كما يتصورها يوجين يونسكو، كُتبت خمسينيات القرن الماضي، وهي تعكس الأجواء الجدلية بين الكتّاب والمخرجين والنقاد الغربيين في ذلك الوقت حول دور المسرح ولغته وصورته وطرق تشخيصه وتلقيه ومناقشته. ويشير العديد من المصادر إلى أن يونسكو كتبها للسخرية من آراء المنتسبين إلى تيار المسرح البرختي، هذا المسرح الذي عُرف بأيديولوجيته الشيوعية والذي سعى دائماً إلى جعل المسرح وسيلة للتغيير وليس للتفسير، قاطعاً مع الإرث الأرسطي ومع الاتجاهات المسرحية التي استلهمته. في العرض الذي قُدم ضمن عروض مهرجان المسرحيات القصيرة، عمد المخرج إلى تقليص عدد شخصيات المرتجلة إلى ثلاث شخصيات مغيباً «بارتولوميوس» 3. في النص الأصل للمرتجلة، يلعب هذا المثلث من الشخصيات دوراً مقابلاً لدور شخصية الكاتب/‏ أي يونسكو، وثمة جارة يونسكو «ماري» التي غيّبها العرض أيضاً، هي تقف إلى جانبه. إذن، المسرحية القصيرة تركز على المجابهة بين ثلاث وجهات نظر تبدو مشتركة في منظورها إلى شخصية الكاتب ولكنها تختلف في ما بينها في بعض المسائل الأخرى. يبدأ العرض، بمشهد نرى خلاله الكاتب وهو يجلس في مكتبه ويحاول إنجاز نصه الجديد «حرباء الراعي»، فيدخل عليه بارتولوميوس (1 و2)، ويبدآن في انتقاد تأخره وتعثره، ثم ينتقلان إلى مناقشته، على نحو يشبه المحاكمة، حول رؤيته للمسرح. تتطرق المناقشة/‏ المحاكمة، إلى كل المعارف المسرحية تقريباً من التمثيل إلى أسلوب كتابة النص وعنوانه وموضوعه والنقد والأفكار حول الجمهور. لكن ردود الكاتب، مع أنها تعبر عنه وتجسد رؤاه، لا تبدو صائبة بالنسبة للناقدين بارتولوميوس (1 و2) اللذين سيشرعان في تقريعه والسخرية منه وتجهيله، في كل ما يصدر منه وما يبدو عليه، في كلامه وفي مظهره. في مطوية العرض كتب المخرج «مهما حاول النقاد قتل المؤلف، إلا أنه يظل صاحب رؤية..) ويبدو أنه أراد هذا المعنى فأضفى على صورتَي الناقدين ملمحاً هزلياً أو كاريكاتورياً، في حركاتهما وإشاراتهما وحتى في طريقة كلامهما وتنقلاتهما بين مناطق الخشبة، فيما بدت صورة الكاتب رزينة ورصينة ولكن أيضاً مرتبكة وخائفة. وشهد الجمهور أيضاً العرض المونودرامي المستضاف «لمَ أنتظر؟» من تأليف وإخراج حافظ أمان، وتمثيل جاسم الخراز. يعكس العمل وقائع عودة ابن غائب لمدة طويلة إلى والده طريح الفراش. يتداعى الابن أمام والده المريض فيروي له كل ما حصل له في غيبته، ويبدأ الأب في التعرف من جديد على شخص لطالما ظنّ أنه يعرفه جيداً. البحث المسرحي من ناحية أخرى وضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان أمس الأول، احتضن المركز الثقافي بكلباء، الدورة الرابعة من ملتقى الشارقة للبحث المسرحي، بمشاركة الباحثين محمد زيطان (المغرب)، وصفاء غرسلي (تونس)، وأدار الملتقى وقدم له المسرحي السوداني الرشيد أحمد عيسى، الذي قال إن الملتقى منصة للتواصل والتفاعل والنقاش بين الباحثين المسرحيين العرب، الذين تخرجوا حديثاً في كليات الدراسات العليا المختصة. مشيراً إلى أن الملتقى يستكمل سعي مهرجان كلباء لتعزيز البعد الأكاديمي في المسرح. وتحدث محمد زيطان عن مصطلحي «عولمة» و«ثقافة»، والصلة بينهما، مشيراً إلى أنه استعان بالمتون العربية في تحقيق وتعيين مفهومه الخاص لتعبير «عولمة»، مستنداً إلى مساهمات محمد عابد الجابري وطه عبدالرحمن، إضافة إلى الجزائري مالك بن نبي، باعتبار أن هؤلاء اشتغلوا بحياد في قراءتهم وفهمهم لظاهرة العولمة، ولم ينطلقوا من تحيزات مسبقة. من جانبها، تحدثت الباحثة التونسية صفاء غرسلي عن بحثها «مسرح الصورة كتحول لإستاطيقا الجسد»، وقالت إنها سعت إلى الوقوف عند الأثر الذي أحدثته «الصورة» في الحضور الجسدي أو المادي لعناصر خشبة المسرح، مشيرة إلى أن العقود الأخيرة شهدت تطوراً ملحوظاً في استخدام الصور في المسرح، استجابة للمستحدثات التكنولوجية وتناغماً مع الميل الجماهيري، إلى التعاطي البصري مع الأشياء حولنا. وقالت: «الآن نعيش عصر الصورة، لذا فجميعنا نعيش ونحب الصور..»، لافتة إلى الجدل على محور التكامل والتقاطع بين الشاشة والخشبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©