القاهرة (الاتحاد) - أكد وزير الخارجية المصري نبيل العربي أن العلاقات المصرية السودانية في أفضل حالاتها، وتسير وفق تعاون مشترك في مجالات عدة. وشدد - عقب مباحثاته مع نظيره السوداني علي كرتي أمس بالقاهرة - على أن منطقة حلايب المتنازع عليها ستكون منطقة تكامل واستثمارات مشتركة بين البلدين. وكشف كرتي عن تشكيل لجنه اقتصادية سودانية ستزور مصر الأسبوع القادم لمواصلة التعاون في مجالي الزراعة والتجارة. وقال إنه بحث مع العربي الرؤى الجديدة لتنشيط حركة التجارة وفتح المعابر وما يمكن أن يتم في مسألة حلايب في إطار تعاوني خالص.
وقال إن لجنة الحريات الأربع المشتركة بين مصر والسودان ستلتقي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وأضاف أن نظيره المصري نبيل العربي سيقوم بزيارة إلى الخرطوم يوم 14 من الشهر القادم لمواصلة التشاور حول القضايا المشتركة من أجل التأكد من سير خريطة الطريق المصرية السودانية.
وأكد كرتي أن المباحثات بين الشمال والجنوب مستمرة، لكنها تسير ببطء، لكن بشكل إيجابي بخصوص قضايا كثيرة تتعلق بالجنسية والحدود والمسائل الاقتصادية، ونأمل أن تكتمل الفترة الانتقالية وقد انتهت هذه المباحثات بنجاح.
وحول منطقة “أبيي” قال إنها ما زالت عالقة بين الطرفين، مشيراً إلى اتفاق جرى مؤخراً سيساعد على تهدئة الأوضاع بخصوص هذه المنطقة، وإن حل هذه المشكلة قد يكون خارج إطار ما هو مطروح من استفتاء أو تقسيم.
والتقى كرتي في وقت لاحق بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال إن زيارته للجامعة العربية تأتي شكراً وتقديراً لما قام به أمينها العام عمرو موسى خلال فترة عمله في كل المجالات. ونوه كرتي بأن السودان حظي هذه الفترة باهتمام العرب والجامعة العربية، وأصبحت قضاياه محل اهتمام كبير، لأنها ذات طبيعة يتداخل فيها العدو أحياناً في الخفاء واحياناً أخرى في العلن، وبالتالي فإن قضايا السودان كانت الأبرز في الجامعة العربية ووجد السودان في ظل قيادة موسى دعماً من الجامعة سياسياً واقتصادياً وأمنياً. وقال إن الجامعة ساندت السودان بمواقف قوية.
ومن خلال دور الجامعة تجاوز السودان الكثير من محاولات الإكراه والضغط والعزلة.
وأعرب كرتي عن تقديره للتوافق المصري القطري لاختيار الأمين العام الجديد للجامعة نبيل العربي، منوهاً في هذا الإطار بالدورين المصري والقطري في إحداث التقارب والتوافق لاختيار الأمين العام الجديد بحكمة عالية.
وقال إنها المرة الأولى التي تخرج فيها الأمة العربية من دائرة الخلافات عبر هذا المخرج الممتاز بالتوافق على شخصية لها قدرها ومكانتها في الأمة العربية.
وقال كرتي إنه اطلع موسى على نهج السودان الجديد مع القيادة المصرية ومع وزارة الخارجية لزيادة مجالات التعاون بين السودان ومصر، معرباً عن أمله في أن يكون هذا النهج خطوة للوصول إلى أعلى مراتب التعاون وليكون مثالاً يحتذى في كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية والمادية بين دول المنطقة، وأن يصب ذلك في صالح العمل العربي المشترك وترسيخ الثقة في العمل السياسي والأمني ليمتد للتعاون في مجال الاقتصاد وبناء القدرات.
وحول أزمة دارفور أكد إصرار الخرطوم على مواصلة جهودها في التفاوض عبر منبر الدوحة مع كل من يرتضي السلام، في ظل وجود رغبة سودانية عارمة في التوصل إلى سلام مع من يريد تحقيقه. وقال إن هناك أيضاً مجهودات تتم على الأرض من أجل تحقيق التنمية في دارفور في إطار خطط الدولة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة استمرارية الدعم الإنساني الذي تقدمت به الجامعة العربية واستكمال المشروعات التي تم تدشينها في الإقليم.
عدد اليوم
