الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تتدخل في ما لا يعنيك

26 يونيو 2018 21:02
«كنت ذاهباً في طريقي أقضي حاجة لأهل بيتي، صادفني في الطريق أحد الأصدقاء يلوح علي من بعيد حتى أقف له، أوقفت مركبتي في مكان آمن حتى ألقي السلام عليه، ولكن قبل أن أفعل ذلك تفاجأت بسيارة تعترض طريقي، نزل منها شخص همجي لو رأيته لظننت من الوهلة الأولى أنه بطل ملاكمة، أخذ يصرخ علي بكل همجية، راغباً في المشاجرة، كتمت غيظي محاولاً معرفة سبب هذا الثوران اللاطبيعي، فأدركت بأن هذا الشخص كان يظن بأنني سأتشاجر مع صديقي الذي التقيت به في الأول، فجاء مدافعاً عن الحق -حسب ظنه- ولكنني بعد أن أفهمته الموضوع انطفأ غضبه، وأعرب عن اعتذاره، وولى راحلاً مدركاً أنه ارتكب خطأ بتدخله في ما لا يعنيه». حدثت هذه القصة لزوجي بينما كان يقضي حاجاتنا، امتلكه غضب واستغراب من فضول شخص غريب لا يعرفه، الأمر الذي أثار تساؤلاً مهماً في ذهني: هل وصل الأمر بكثير من الناس إلى التدخل فيما لا يعنيهم بهذه الصورة الفجة دون علم مسبق منهم بما يدور من حولهم؟ نعم عزيزي القارئ، للأسف الإجابة تدخل في دائرة أن البعض قد لا يحترم أساسيات الذوق والأسلوب الراقي في التعامل مع الناس، ويهوى التدخل في شؤونهم الصغيرة والكبيرة، وحتى إنْ لم يكن لهم علم بما يجري، فإنهم يعشقون التدخل لإرواء فضولهم فحسب، غير مدركين أن فضولهم هذا قد يؤذي مشاعر الآخرين، ويتسبب في إزعاجهم كثيراً. لكن زوجي استطاع أن يتحمل ويكتم غضبه، وآخرون غيره تمكنوا من ذلك، إلا أن البعض الآخر قد لا يفعل الشيء نفسه، وقد تشب خلافات وشجارات عنيفة تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. مسك الختام: احرص عزيزي القارئ على حسن التعامل مع الناس بالبعد عما لا يعنيك، تمثلاً بحديث المصطفى، صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، فابتعادك عن التدخل في أمور الناس يجنبك شروراً ويبعدك عن مشاكل ويقربك إلى قلوبهم، ويبعد عنك الخلافات ويريح بالك من أمور كثيرة، وقد صدق من قال: من راقب الناس مات هماً، فكن مسالماً تعش سعيد الحال، مرتاح البال على الدوام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©