الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دموع الحلّاج

دموع الحلّاج
17 مايو 2012
يا نسيم الريح خبّر للرشا لم يزدني الورد إلاّ عَطشا 1 أعليتُ دموعي كي تبصرها يا الله وقلت أعيد لك الأمطار فلتنشُرْ غيمك حيث تشاء فإن الغوث يعود إليكْ والحزنَ يعود إليّ وأنا حين ربطت الريح بخيمة أوجاعي جمعتُ ينابيع الأرضِ ففاضت من ألمي هذا ألمي... قرباني لجمالك لا تغضب فأنا لست قوياً كيما تنهرني بالموت يكفي أن ترسل في طلبي نسمة صيف فأوافيك وتحرك أوتار الموسيقى لأموت وأحيا فيك هذا ألمي هذا ألمي خفف من وقع جمالك فوق فمي 2 “كم دمعة فيك لي ما كنت أجريها وليلة لست أفنى فيك أفنيها” لكنني وأنا عانٍ ومُنتَهَبُ وحدي على وحدتي أطوي فيافيها ساءلت بابل عن نار تؤرقها والأرض تنشر موتاها وتحييها فلم تجبني فلما غاب شاهدها أبصرت خيط دماها في سواقيها وجئت بابل محمولاً على فرسٍ والريح تدفع ريحاً في نواصيها فما رأيت على أبراجها قمراً ولا سمعت أنيساً في مغانيها 3 أرسلت غزالاً نحو الشمس لينطحها وأسلت بكائي في القَصَبِ لا ليس نبيذاً ما يعصره العصارون ولكن فيض دمي في العنبِ وأنا لست بعّرافٍ ينظر في النجم ويقرأ ما سطره الأفاكون من الكذبِ هيمان على وجهي أسأل عمن يسقيني الماء فلا أسمع غير طنين ذباب الأعراب على الكتب من حولي سبعة أنهار وبحار تذرعها الحيتان وأذناب يخوت من ذَهَبِ وأموت بصحرائي عطشاً؟ شَرَد العقل وأفلتت الكلمات وجُنَّ المتداركُ في الخببِ وسأقتل أعلم يقتلني نسبي وسأصلبُ ما بين اللدّ وغزّة والنقبِ 4 “للناس حجَّ ولي حجّ إلى سكني تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي” يا عابر الجسد الصحراء خذ بيدي وخفف الوطء إن الوطء في ألمي تمشي وأمشي فهل يدري بنا زَمَن ساعاته الرمل والأيام كالعدمِ يكفي من الأرض شبر أنثر حارسه أقمتَ في البيت أم جاورت في الحَرَمِ تغفو الرمال فأصحوا والرمال مدى جسمي لها البيد لكنّ الهوى سقمي 5 صليت ببغداد صلاة الدَمْ ونثرت بغزّة أوجاعي وعبرت الجسر الواصل ما بين الموت وأضلاعي دمعي أصل الطوفانِ وقرباني جسدي فاقطع إن شئت يدي ستموج الغابة بالأغصانِ ويعلو للأشجار عويل حتى يثقب سقف القبة من لم يعرف وجع الإنسان وغربته في الأرض فلن يعرف ربه 6 آخيت ما بين القفارِ وغربتي في الأرض أضلاعي على خطين يمتدانِ من طرف الحجاز إلى الشامِ فصرخت الريح هذا الخوف لي وأنا الذي حرّكتُ في الشجنِ الرواية وانتدبت أصابع الشعراء كي تثب القصيدة في فراغ جنونهم كالظبي ها إني أنام على الحديد ولا أرى كيما يقبلني القطارُ وغداً ستمتلئ الجرارُ ويفيض دجلة في السوادِ إذا تعمد من دموعي لكنما ظهري حمي ودمي حرام 7 يارب ظبي مشى في التيه مرتحلاً ألفاً وعامين لم يبرح على عَجَلِ تبعتُ خطوته والريح تدفعني من بابل العصر حتى مكة الرُُسلِ لكن من عبر الأيام شيّبه عشق على الجمر منسي على مَهَلِ إن المحبين يُذكي نار لوعتهم سرّ يفور كأصل الدمعِ في المُقَل غَزَل 1 كأنّك الأرضُ التي حلمت أن أعيش فيها وأن أموتَ كي أعيش مرتين يا احتراق دمعتين كي يُضاء ليل الحبّ فيهما ويا ابتكار الله كي يبّدل السأمْ عن روحه القديمة الجديدة ويا حبيبتي التي من أجلها كتبت هذه القصيدة في الليلة التي تسبق موت الزمن القديم في دمي ومولد الصباح في عينيك.. آه 2 مريم جَسَدُك النبيل عرش عرسُ ثوبكِ الجميل نائم عليه مثل السيف نائمٌ على أسيل خذه الصقيل لاجئاً في غمده منتظراً إشارة النشوب في حريره فلو تقدمت نسيمة من الهواءِ نحوه يُجَنُّ ينتضي جنونه ويقطع الهواء قطعتين ربُّكِ الجميل أبدع استدارة النهدين واستكانة العينين والفم المدوّر العجيب مثل خاتمٍ وفوق الذقن تحت الأنف عند خطّ الاستواء في خريطة الوجودِ كانَ.. ثُم كانَ أن جلست دونه وكان أن صَفَتْ له شفاهُك الحمراء مثل دم الطيف نقطة من العسل مسكوبة من شهد نحل قرية من الجنوب واسمها “غَزَلْ” وكان أنه يخاف أن تروحي من يديه مثل ضيف عابر فأطبقت كفاهُ فوقق خصرِكِ النحيلِ وانحنى عليك ناثراً نجومه وناشرً صورتك الزرقاء في سمائه وإنه لكي يتمَّ فيضه على الوجود قال يا حبيبتي انزلي من السماء شعر: محمد علي شمس الدين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©