الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اندثار الأجناس حقيقة قائمة ولكن..

20 مايو 2011 00:19
باريس (ا ف ب) - اندثار الأجناس بسبب النشاط البشري من قطع أشجار الغابات والاحترار المناخي والتلوث وتدمير مواطنها الطبيعية، أمر قائم إلا أنه يتم بسرعة أقل بمرتين على الأقل مما هو مقدر حتى الآن، على ما أظهرت دراسة جديدة. وفي الأعمال التي نشرتها مجلة “نيتشر” البريطانية، تبين أن وسائل القياس التي استخدمت في السابق، أدت إلى زيادة التقديرات التي تتحدث عن اندثار الأجناس المرتقبة مستقبلاً. وأوضح الباحثون في “نيتشر” أن المؤشرات المستخدمة في تقارير الأمم المتحدة، بينها تقييم الأنظمة البيئية للألفية (2005) وتقرير يعود للعام 2007 أعده الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، تستند إلى وسائل “خاطئة في الأصل”، تزيد في تقييم معدلات الانقراض. وعليه، يتعين إعادة النظر في “القائمة الحمراء” للأجناس المعرضة للخطر، والتي أعدها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (او اي سي ان). وقال ستيفن هوبل أستاذ علوم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس) إنه “يجب خفض التقديرات السابقة بنحو مرتين ونصف المرة”، مستنداً في قوله هذا الى “أدلة حسابية ومعطيات تجريبية”. وتابع هوبل، خلال مؤتمر صحفي على الهاتف، “إنه خبر جيد، لان ذلك يمنحنا المزيد من الوقت لإنقاذ الأجناس. لكنه خبر غير مستحسن لأنه سيتعين علينا إعادة جزء كبير من البحوث التي لم تعد بطريقة صحيحة”. حتى الآن، كان العلماء يؤكدون أن الأجناس تندثر حالياً بوتيرة تتراوح بين 100 و1000 مرة أكثر من المعدل العام للانقراض، منذ نشأة الحياة على الأرض. وكانت تقارير للأمم المتحدة قد توقعت أن تتضاعف هذه المعدلات بعشرة أمثال في القرون المقبلة. ورغم التشكيك بهذه التقديرات، فإن معدي الدراسة ستيفن هوبل وفانغليانغ هي، آثرا التوضيح بأن “ذلك لا يعني أن التنوع البيولوجي ليس مهدداً بشدة”. ودعيا إلى إعادة النظر في طريقة قياس معدلات الانقراض. وبسبب صعوبة قياس معدلات الانقراض بطريقة مباشرة، كان العلماء يلجأون إلى طريقة غير مباشرة تسمى “العلاقة بين الأجناس والمساحة”. ومن خلال عدد الأجناس الموجودة في مساحة معينة، يقدر العلماء كيف سيزيد عدد هذه الأجناس كلما زادت المساحة. وعلى المنوال ذاته، من أجل دراسة عدد الأجناس التي ستنجو عندما تتضاءل المساحة، لجأ العلماء إلى الطريقة ذاتها في الحساب، ولكن بصورة معاكسة. وهم يفعلون ذلك منذ 30 عاماً تقريباً. وأوضح هوبل أن دراسته أظهرت أن المساحة التي يتعين أخذها في الحسبان من أجل التأكد من اندثار آخر كائن من جنس معين، هي في الواقع أكبر بكثير من تلك التي يتعين دراستها من أجل اكتشاف جنس جديد للمرة الأولى. وبعدما أعرب عن “صدمته” لعدم اكتشاف هذا الخطأ من قبل، قال هوبل “لا يمكننا ببساطة أن نعكس آلية التفكير من أجل حساب كم سيبقى من الأجناس كلما تضاءلت المساحة”. وبحسب التوقعات الصادرة في أوائل الثمانينات، فإن نصف الأجناس ستختفي عن سطح الأرض في العام 2000. “ومن الواضح لم يحصل ذلك”، كما قال الباحث. وبدل التشكيك في وسائل القياس التي اعتمدوها، حاول العلماء تفسير هذا الفرق بين التقديرات والوقائع بواسطة مفهوم “مديونية الانقراض”، لتحديد الكائنات التي يتضاءل عددها ويتوقع أن تنقرض نهائياً في العقود المقبلة، في حال تواصلت الظروف غير المؤاتية لنجاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©