الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عزة المرزوقي: الإبداع حصيلة عوامل بيئية وفردية

عزة المرزوقي: الإبداع حصيلة عوامل بيئية وفردية
31 مايو 2014 20:54
لكبيرة التونسي (أبوظبي) قالت خبيرة التدريب الإماراتية عزة المرزوقي، مدير عام مؤسسة “إيفوليوشن”، التي قدمت دورة بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، تحت عنوان “الإبداع في بيئة العمل”: إن التطورات السريعة في الإمارات تستدعي تحريك الإبداع في بيئة العمل، وتغيير النظرة إلى الأمور المألوفة، لتصبح أكثر إيجابية وأكثر إبداعاً، حتى تنطلق الأفكار الخلاقة التي تؤدي إلى بيئة عمل أكثر راحة ومرونة. مفهوم ومستويات حول مفهوم الإبداع، تقول المرزوقي لـ”الاتحاد”: إنه أفكار جديدة ومفيدة ومتصلة لحل مشكلات معينة أو تجميع وإعادة تركيب الأنماط المعروفة من المعرفة في أشكال فريدة، مؤكدة أنه لا يقتصر على الجانب التكنيكي، لأنه لا يشمل تطوير السلع والعمليات المتعلقة بها، وإعداد السوق فحسب بل يتعداه إلى الآلات والمعدات وطرائق التصنيع والتحسينات في التنظيم نفسه، ونتائج التدريب والرضا عن العمل ما يؤدي إلى ازدياد الإنتاجية، لافتة إلى أن الإبداع ليس إلا رؤية الفرد لظاهرة ما بطريقة جديدة لذلك فهو يتطلب القدرة على الإحساس بوجود مشكلة تتطلب المعالجة، ومن ثم القدرة على التفكير بشكل مختلف ومبدع ومن ثم إيجاد الحل المناسب. وعن مستويات الإبداع، تقول المرزوقي: إن هناك الإبداع على المستوى الفردي، بحيث يكون لدى العاملين إبداعية خلاقة لتطوير العمل وذلك من خلال خصائص فطرية يتمتعون بها كالذكاء والموهبة أو من خلال خصائص مكتسبة كحل المشاكل مثلاً، وهذه الخصائص يمكن التدرب عليها وتنميتها ويساعد في ذلك ذكاء الفرد وموهبته، والإبداع على مستوى الجماعات بحيث تكون هناك جماعات محددة في العمل تتعاون فيما بينها لتطبيق الأفكار التي يحملونها وتغيير الشيء نحو الأفضل كجماعة فنية في قسم الإنتاج مثلاً. والإبداع على مستوى المنظمات: فهناك منظمات متميزة في مستوى أداءها وعملها وغالباً ما يكون عمل هذه المنظمات نموذجي ومثالي للمنظمات الأخرى، وحتى تصل المنظمات إلى الإبداع لابد من وجود إبداع فردي وجماعي. إلى جانب الإبداع الابتكاري والذي يشير إلى التطوير المستمر للأفكار وينجم عنه اكتساب مهارات جديدة. بالإضافة إلى إبداع الانبثاق وهو نادر الحدوث لما يتطلبه من وضع أفكار وافتراضات جديدة كل الجدة. سمات شخصية عن نظريات الإبداع، توضح المرزوقي أن عددا من العلماء والكُتاب وعلماء الإدارة طرحوا أفكارا أصبحت تعرف فيما بعد نظريات عرفت بأسمائهم، إذ قدمت هذه النظريات معالجات مختلفة حول الإبداع، كما استعرضت ملامح المنظمات والعوامل المؤثرة وهذه النظريات وتتطرق المرزوقي إلى خصائص وسمات الشخصية المبدعة، موجزة إياها في 11 سمة منها: الذكاء والثقة بالنفس، وأن تكون لدى الشخص درجة من التأهيل والثقافة، والقدرة على تنفيذ الأفكار الإبداعية التي يحملها الشخص المبدع. والقدرة على استنباط الأمور فلا يرى الظواهر على علاتها، بل يقوم بتحليلها ويثير التساؤلات والتشكيك بشكل مستمر. وأن تكون لديه علاقات اجتماعية واسعة، ويتعامل مع الأجرين فيستفيد من أرائهم. ويركز على العمل الفردي لإظهار قدراته وقابلياته، غالباً ما يمر بمرحلة طفولة غير مستقرة ما يعزز الاندفاع على إثبات الوجود وإثبات الذات، فقد يكون من أسرة مفككة أو أسرة فقيرة أو من أحياء شعبية. والثبات على الرأي والجرأة والإقدام والمجازفة والمخاطرة، فمرحلة الاختبار تحتاج إلى شجاعة عند تقديم أفكار لم يتم طرحها من قبل. ويفضل العمل من دون وجود قوانين وأنظمة، لافتة إلى أن المبدعين يميلون إلى الفضول والبحث وعدم الرضا عن الوضع الراهن. أساليب تفكير عن الأساليب التي يمكن للمؤسسات اختيار أحدها بما يتلاءم مع طبيعة المشكلة المراد حلها، تؤكد المرزوقي أنها عديدة منها العصف الذهني، والذي ابتكره (أوسبورن) ومن الشروط الأساسية اللازم توافرها لنجاح هذا الأسلوب: تجنب نقد أي فكرة. وتشجيع استعراض أكبر قدر من الأفكار. والعمل على تنمية الأفكار لأن كل فكرة تولد فكرة أخرى. ويتطلب هذا الأسلوب أن تجتمع مجموعة ما من الأفراد ويطلب رئيس الجلسة تقديم أكبر عدد ممكن من الأفكار الغريبة واللاواقعية مع تجنب النقد، ومن ثم تدوين الأفكار فكرة فكرة ليختار الأنسب منها. وهناك أسلوب المجموعات الشكلية أو الصورية، الذي أوجده (دلييك وفان دوفان)، وفي هذا الأسلوب يتم الابتعاد عن تناول العلاقات بين أفراد المجموعة وإن الهدف الأساسي منه هو التخفيف من حدة سيطرة أفكار أحد أفراد المجموعة على أفكار الآخرين، ومن أهم الخطوات المتبعة: أن يسجل كل فرد على حدة أفكاره على قصاصة من الورق حول المشكلة المراد معالجتها. ثم يتم عرض أفكاره التي يدونها رئيس الجلسة ويناقشها حتى ينتهي أفراد المجموعة كافة من سرد أفكارهم. ثم يفتح النقاش ويمنع النقد. بعدها يقوم كل فرد سراً بتقييم الأفكار المعروضة ومن ثم يستعرض رئيس الجلسة الأفكار التي استحوذت على الاهتمام الأكبر ليعاد التصويت مرة ثانية للوصول إلى قرار نهائي. وهناك أسلوب آخر وهو أسلوب دلفي (Delphi) وقد أوجده (دالكي) وفيه لا يتطلب أن يكون الأعضاء من مكان واحد، وهو عبارة عن سلسلة من الأسئلة ترسل إلى عدد من الخبراء ليبدوا آراءهم في مشكلة ما كل على حدة، ثم تعاد الإجابات لتصنف وترتب حسب توافق الآراء والأفكار وتعاد مرة أخرى إلى المشاركين وتكرر الخطوات السابقة حتى يتفق الجميع على الحلول المطروحة. وعن الأساليب التي تشجع على الإبداع والتفكير الجماعي منها: حلقات الجودة، بحيث يتم اجتماع مجموعة من العمال المتطوعين ليعالجوا مشكلة ما ويوصوا باتخاذ الإجراءات المناسبة لحلها. وإدارة الجودة الكلية، وهي عبارة عن فلسفة إدارية تهتم بتحسين المنتج باستمرار من خلال فحص الإجراءات التنظيمية ليكون الهدف الأساسي إرضاء المستهلك، وليصبح جميع الأفراد العاملين في المنظمة الواحدة مسؤولين عن تحقيقه. مبادئ الإبداع وضع كثير من مدراء الشركات والمنظمات العالمية مجموعة من الآراء الرائدة في مجال الابتكار والإبداع، وحتى تكون المنظمات نامية، وأساليبها مبدعة وخلاّقة، ينبغي مراعاة بعض المبادئ الأساسية فيها سواء كانوا مدراء أو أصحاب قرار، وهذه المبادئ عبارة عن النقاط التالية: - إفساح المجال لأيّة فكرة أن تولد وتنمو وتكبر ما دامت في الاتجاه الصحيح. الأفراد مصدر قوة المنظمة، والاعتناء بتنميتهم ورعايتهم يجعلها الأكبر والأفضل والأكثر ابتكاراً وربحاً، ولتكن المكافأة على أساس الجدارة واللياقة. - احترام الأفراد وتشجّيعهم وتنمّيتهم لإتاحة الفرص لهم للمشاركة في القرار وتحقيق النجاحات للمنظمة، وذلك كفيل بأن يبذلوا قصارى جهدهم لفعل الأشياء على الوجه الأكمل. التخلي عن الروتين واللامركزية في التعامل ينمي القدرة الإبداعية، وهي تساوي ثبات القدم في سبيل التقدم والنجاح. تحويل العمل إلى شيء ممتع لا وظيفة فحسب، ويكون كذلك إذا حوّلنا النشاط إلى مسؤولية، والمسؤولية إلى طموح وهم. - التجديد المستمر للنفس والفكر والطموحات، وهذا لا يتحقق إلاّ إذا شعر الفرد بأنه يتكامل في عمله، فالعمل ليس وظيفة للفرد فقط بل يستطيع من خلاله أن يبني نفسه وشخصيته أيضاً، وإن هذا الشعور الحقيقي يدفعه لتفجير الطاقة الإبداعيّة الكامنة بداخله وتوظيفها في خدمة الأهداف، فكل فرد هو مبدع بالقوة في ذاته وعلى المدير أن يكتشف مفاتيح التحفيز والتحريك لكي يصنع أفرادا مبدعين بالفعل ومن منظمته كتلة خلاّقة. - التطلع إلى الأعلى دائماً من شأنه أن يحرّك حوافز الأفراد إلى العمل وبذل المزيد لأن شعور الرضا بالموجود يعود معكوسا على الجميع ويرجع بالمؤسسة إلى الوقوف على ما أنجز وهو بذاته تراجع وخسارة وبمرور الزمن فشل. ليس الإبداع أن نكون نسخة ثانية أو مكررة في البلد، بل الإبداع أن تكون النسخة الرائدة والفريدة. يجب إعطاء التعلّم عن طريق العمل أهمية بالغة لأنها الطريق الأفضل لتطوير الكفاءات وتوسيع النشاطات ودمج الأفراد بالمهام والوظائف. ممارسات إدارية حول مجموعة من الممارسات، التي تؤثر في الإبداع تقول خبيرة التدريب الإماراتية عزة المرزوقي إنه تتمثل في: ? التحدي: عن طريق تعيين الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة والتي تتصل بخبراته ومهاراته، وذلك يؤدي إلى توقد شعلة الإبداع لديه، كما أن التسكين في المكان غير المناسب يؤدي إلى الإحباط والشعور بالتهديد. ? الحرية: وتتمثل في إعطاء الموظف الفرصة لكي يقرر بنفسه كيف ينفذ المهمة المسندة إليه، فذلك ينمي الحافز الذاتي وحاسة الملكية لديه، وفي الواقع نجد بعض المديرين يغيرون الأهداف باستمرار أو أنهم يفشلون في تحديد الأهداف وآخرين يمنحون الحرية بالاسم فقط ويدعون أن الموظفين ليست لديهم المقدرة على التوصل لحلول إبداعية. ? الموارد: أهم موردين يؤثران على الإبداع هما: الوقت والمال، وتوزيعهما يجب أن يكون بعناية فائقة لإطلاق شرارة الإبداع عند الجميع، وعلى العكس فإن توزيعهما بشكل غير عادل يؤدي إلى تثبيط الهمم، كما أن مساحة المكان الذي يعمل فيه الموظف كلما كانت واسعة كلما حركت الخيال المبدع أكثر. ? ملامح فرق العمل: كلما كان فريق العمل متآلفاً ومتكاملاً كلما أدى ذلك إلى مزيد من صقل مهارات التفكير الإبداعي وتبادل الخبرات ويكون ذلك من خلال: الرغبة الأكيدة للعضو في تحقيق أهداف الفريق. مبادرة كل عضو إلى مساعدة الآخرين وخاصة في الظروف الصعبة. ضرورة تعرف كل عضو على المعلومات المتخصصة التي يحضرها الأعضاء الآخرون للنقاش. تشجيع المشرفين: حيث إن معظم المديرين دائماً مشغولون، وتحت ضغط النتائج يفوتهم تشجيع المجهودات المبدعة الناجحة وغير الناجحة، فلابد من تحفيز الدافع الذاتي حتى يتبنى الموظف المهمة ويحرص عليها ويبدع فيها والمؤسسات الناجحة نادراً ما تربط بين الإبداع وبين مكافآت مالية محددة والمفترض أن يقابل المدير أو المشرف الأفكار الإبداعية بعقل متفتح، وليس بالنقد أو بتأخير الرد أو بإظهار رد فعل يحطم الإبداع. ? دعم المنظمة: إن تشجيع المشرفين يبرز الإبداع، ولكن الإبداع حقيقة يدعم حينما يهتم به قادة المنظمة الذين عليهم أن يضعوا نظاماً أو قيماً مؤكدة لتقدير المجهودات الإبداعية واعتبار أن العمل المبدع هو قمة الأولويات، كما أن المشاركة في المعلومات وفي اتخاذ القرارات والتعاون من القيم التي ترعى الإبداع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©