الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيكولوجية الكراهية

31 مايو 2014 20:55
الأزواج الذين بلغوا درجة فائقة من النضج العاطفي، ويتمتعون باحترام متبادل مع زوجاتهم، يمرون أيضاً هم وزوجاتهم بفترة يكتشفون فيها أن الخلاف أمر طبيعي، فقد يحدث لأي سبب من الأسباب، وإن بدت لا تستحق الخلاف في كثير من الأحيان. إن الأزواج والزوجات يكتشفون دون قصد منهم، أنهم عرضة للاختلاف في الرأي، خصوصاً في السنوات الأولى من الزواج. وأي زواج ناجح يكتشف فيه الطرفان أثناء كل مناقشة بعض النقاط التي يختلفان فيها.. هنا نعرف أن الزواج كالتعليم، يجب أن نستفيد من دروسه. إننا نكشف كل ما في أعماقنا لطرف آخر، وهو يكشف لنا ما في أعماقه.. إذن لماذا لا نتعلم من المناقشة؟ إنّ «تعلُمِنا» هو الذي يوفر علينا سوء التفاهم، ويقلل عدد مرات الخلاف، ويزيل أسباب الخلاف قبل أن تنشأ. قد يكتشف أحد الزوجين أنه يملك عادة مستفزة، أو أن رأيه في مسألة ما غير معقولة، إذن فعليه أن يعترف بذلك، وأن يتخذ قراراً حاسماً وصامتاً بأن يتراجع عن هذه العادة. وأن يتنازل عن الرأي غير المعقول أو غير المقبول. مثال ذلك الزوج الذي يصر على شراء ملابس جديدة لنفسه، بينما البيت يحتاج إلى ثمن هذه الملابس، والمثال نفسه يمكن أن ينطبق بقوة على المرأة أحياناً أكثر مما ينطبق على الرجل.. وعلينا أن نعرف أن الحب يحسم الكثير من الخلافات في حالات الزواج الناجح. وعلينا أن نعرف أيضاً أن الحب عندما يختفي من البيت الذي يعيش فيه الزوجان، فإن الخلافات تصبح ضيفاً دائماً في هذا البيت. إن بعض علاقات الزواج تتحول إلى علاقة بين أعداء لا يعلنون عن عدائهم بشكل مباشر، والذي يحدث أن يبحث كل طرف للآخر عن أسباب ليخوض معه معركة ويخلق له توتراً ويسبب له مشاكل. ومما لا شك فيه، أن المسائل التي يمكن أن يثور حولها الخلاف في كل أسرة لا حصر لها، ويمكن أن ينفخ فيها أحد الزوجين لتصبح ناراً تحرق البيت بأكمله!.. إن ذلك يحدث عندما تملأ الكراهية قلب أحد الزوجين، وتصبح الحياة خالية من الود والمحبة، وإذا ما استمرت أصبحت جحيماً بينهما. المسألة تتوقف على أسباب كثيرة في أعماق الزوجين، وأن أغلب الظن أنهم نشؤوا في جو أسري لا يختلف كثيراً عما يعيشون فيه، وفي أسر لا ينتهي فيها الخلاف الذي يتبعه الحب والتسامح، وتستمر الحياة بين أصحاب هذا النوع دون أن يستقر فيها الحب كثيراً، فكل طرف يتمتع بالبحث عن القلق ويجده لذة في هذا السلام الآتي من بطن الحرب، رغم أنهم قد يستنكرون ذلك لو رأوه في غيرهم. إن الأمر المحزن أن نرى الأبناء الذين ينشؤون في مثل هذه الأسر يتبعون أيضاً في أغلب الأحيان الأسلوب نفسه. بل يورثون هذا النمط العاشق للخلافات والمشاكل، وكأن الحب والود والتسامح قيم غريبة عن مكوناتهم «الجينية»، وأنهم يعانون طويلاً إن أرادوا أن يعيدوا رسم سماتهم الشخصية. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©