الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جائزة الشيخ زايد للكتاب تحيي حوار الفنون في أجواء دمشقيّة

جائزة الشيخ زايد للكتاب تحيي حوار الفنون في أجواء دمشقيّة
4 أغسطس 2010 22:44
نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب أمس الأول ندوة بعنوان «الفنون في الكتابات العربية المعاصرة»، برعاية رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري. وشارك في الندوة ثلاثة من حائزي الجائزة، هم: إياد حسين عبدالله من العراق الفائز بجائزة فرع الفنون في دورة الجائزة الرابعة وماهر راضي من مصر الفائز بجائزة فرع الفنون في دورة الجائزة الثالثة، ومحمود زين العابدين من سوريا الفائز بجائزة فرع المؤلف الشاب في دورة الجائزة الأولى. وأدار الحوار محمد المر، عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب وبحضور سالم عيسى القطام الزعابي سفير الإمارات العربية المتحدة في دمشق ومحمود السيد وزير الثقافة السوري السابق ومحيي الدين عميمور وزير الإعلام السابق في الجزائر ومحمد الأشعري وزير الثقافة المغربي السابق، بالإضافة إلى جمع من المتخصصين وممثلين عن اتحاد الأدباء والمجمع اللغوي والمراكز الثقافية والأدبية وإعلاميين. كلمة ترحيبية وافتتح الندوة الدكتور رياض نعسان آغا بكلمة ترحيبية، قال فيها «كل كلامي عن الإمارات مشحون بالعاطفة، فحبنا للإمارات حب عميق وعريق. وأضاف: لعلنا في جيل عاش لرؤية دولة كيف كانت وكيف صارت، حققت إنجازات ضخمة ولم تكن الإنجازات فقط للإمارات، بل لكل العرب، فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله قد امتدت ذراعاه بالخير والعطاء في كل مكان في العالم وجد فيه الضعفاء الذين يحتاجون إلى سند، فكان نعم المعطي فشملهم برعايته. كما أثنى الوزير آغا على جهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وقادة الإمارات ممن تمكنوا من المحافظة على هذه الحركة الثقافية الغنية. وأضاف «إن جائزة الشيخ زايد للكتاب ليست لكتاب الإمارات، بل لكل المثقفين وهي تؤمن بالثقافة العربية الشاملة، بل هي لا تعرف حدودا جغرافية ما دامت العربية هي الأم التي نهلنا مما لديها من عبقرية وإبداع، ونحن أبناؤها من المحيط إلى الخليج. ومن هذا الفضاء الواسع انطلقت الجائزة وانتقلت إلى العالمية. وقال «نشطت دولة الإمارات العربية المتحدة في عدد من المشاريع ذات البعد الاستراتيجي البعيد، فبالإضافة إلى الجائزة هنالك مشاريع اهتمت بالترجمة والمكتبات».وتابع «إن جائزة الشيخ زايد للكتاب لا تأتي من فراغ، بل من وسط بيئة داعمة للثقافة حريصة على تقديم مثال جيد لتوظيف الأموال، فهذه الجائزة ذات أضخم دعم مادي من مثيلاتها في العالم». واختتم كلمته بالقول «يسعدني ويشرفني اختيار الجائزة دمشق لإقامة هذا الحفل، حيث تطلق الجائزة ندوتها وسط حشد كبير من نخب المثقفين العرب الذين يمثلون كافة أقطار الأمة». مكانة دمشق أما في كلمته، فقد أشاد راشد العريمي الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، بمكانة دمشق التاريخية والثقافية وما يعنيه احتضان دمشق للموسم الثقافي لجائزة الشيخ زايد للكتاب لهذا العام. وأشار إلى المكانة الرفيعة التي وصلت إليها الجائزة خلال سنواتها الأربع الماضية، وقال: «اليوم تعتز الجائزة بهذه الكوكبة من الفائزين الذين نقدمهم وأعمالهم إلى الساحة الثقافية العالمية، سفراء الكلمة والقلم الذين يحملون في ثنايا فوزهم بالجائزة أملاً لأمتنا بتجدد الثقافة العربية وتأكيداً لحلمنا بإحياء الإرث العريق لمنطقتنا العربية. وتابع، «في هذا العام تضاعفت سعادتنا مرات ونحن نشارك دمشق نزوعها نحو العلا، ونقترب أكثر من مركز الدولة العربية الإسلامية لنستذكر نهضة الأمة قبل أربعة عشر قرناً، ونستلهم أسساً جديدة لنهضة قادمة. وجائزة الشيخ زايد للكتاب، تضيف إلى نفسها اليوم قيمة جديدة حين تطلق أعمالها في دمشق». كما أعلن العريمي في كلمته عن تمديد آخر موعد للتقدم بالترشيحات للجائزة ليصبح الخامس عشر من سبتمبر القادم، بدلاً عن الموعد السابق في منتصف شهر أغسطس الحالي، وذلك استجابة من جائزة الشيخ زايد للكتاب للرسائل التي وردتها من العديد من الكُتاب والهيئات الثقافية ودور النشر التي تدعو إلى إتاحة الفرصة للمشاركين مع مراعاة شهر رمضان المبارك في هذا العام خلال شهر أغسطس الحالي». المكتبة العربية واستهل محمد المر الندوة معربا عن أن اهتمام الجائزة في عقد ندوة الفنون اليوم يعود إلى فقد المكتبة العربية لجانب من أهم جوانب التأليف، وهو الجانب الفني والاهتمام بالنواحي العلمية والمنتج النهائي كالطباعة الفاخرة والورق المصقول والإخراج ذو النوعية الفنية. وأشار المر إلى أهمية إحياء الوقف لدعم الحركة الثقافية وضرورة إشراك القطاع الخاص في مختلف مراحل إنتاج الكتاب من طباعة ونشر. وناقشت الندوة تناول الكتابات العربية المعاصرة للمفاهيم الفنية ووضعها في منظور علمي وأدبي من حيث النظرية الفنية وأسس تطبيقها في حيّز الواقع. وشرح إياد حسين عبدالله محاور كتابه الفائز «فن التصميم»، الذي يربط بين الفن وأدوات الحياة ويعالج قضايا التصميم على جميع المستويات الفكرية والفنية والتطبيقية من خلال تحليل العلاقة بين عمليات الإنتاج والتوظيف الجمالي في الصناعة بمختلف أشكالها، ما يفضي إلى تعايش بين التحولات النفعية والتطور التقني والفني للمنتجات الحديثة، مما يؤدي إلى تأسيس الفلسفة النفعية للفنون الجميلة. وقال «يتأسس اهتمام الإنسان بفن التصميم لكثرة التحولات التي تشهدها العديد من الفنون ومظاهر الحياة نحو التصميم، حيث الاختزال والبساطة، وسرعة التأثير والاستجابة واشتراكه مع العديد من التقنيات العصرية التي تسد حاجات الإنسان الضرورية». كما شرح عبدالله نظرية الجمال في التصميم، وكيف ترسخت فكرة الجمال وتذوقه في الفنون عبر العديد من المناهج والنظريات والآراء على مر العصور، وصولاً إلى فكرة المتاحف كسجل خالد للتراث الحضاري الإنساني. وتابع بشرح لدور الحاجة للجمال على رأس الأولويات التي تحدث تغييرا كبيرا في نمط التفكير الإنساني و تطور قدرات الإنسان الابتكارية كحاجة مستقلة، واختتم بتفصيل للقيم التي ترتكز عليها نظرية الجمال في التصميم لتحقيق أهدافها الوظيفية والنفعية والتداولية والاستخدامية، وتعيد ترتيب الجمال وفق اشتراطات أهداف التصميم المختلفة في بيئتها العريضة وأسئلة العصر على مستوى المناهج الفكرية السائدة. وأعقب ذلك ورقة لماهر راضي عن موضوعٍ الضوء كعنصر مهم في مجال الإبداع الفني وكقيمة بصرية ترسم المشهد وتحدد جمالياته ليتكامل مع الظلال الناتجة عنه، وشرح القيم العلمية والفنية والجمالية التي تندرج ضمن منهج البناء الضوئي في الفيلم السينمائي. وناقش دور الكتابة في اكتشاف دور الفنان ومناهج تفكيره وتناميها وتطورها مع عمله الفني وتحسس طاقة الفنان الشعورية وأحاسيسه. وأضاف «أصبحت الصورة تشكل عنصرا أساسيا في حياة الإنسان وأصبح عصرنا الحديث يلقب بعصر الصورة؛ لما لها من دور أساسي في الاتصال والتواصل مع المتلقي والتأثير فيه، وبذلك أصبحت أكثر وسائل الاتصال سرعة وأقواها تأثيرا». المساجد العثمانية من جهة أخرى، ناقش محمود زين العابدين كتابه الفائز، «عمارة المساجد العثمانية» ودراساته الميدانية في تركيا وسوريا، حيث شرح فن الزخرفة من حيث النشأة والتطور ومفهوم الزخرفة وأنواعها والفلسفة التي تنطوي عليها، وتابع بوصف لفن الزخرفة في عمارة المساجد من خلال نماذج مختارة شملت المسجد الأموي بدمشق من العصر الأموي، ومسجد السلطان أحمد بإستانبول من العصر العثماني، ومسجد الشيخ زايد بأبوظبي من العصر الحديث. وتابع زين العابدين بمحاور نقاشه، وتطرق لفن الزخرفة في عمارة القصور كقصر الحمراء بالأندلس من العصر الأموي، وقصر طوب قابي بإستانبول وقصر العظم بدمشق من العصر العثماني. وتحدث عن أبرز التحديات التي واجهها خلال عمله من قلة عدد المصادر العلمية المتوفرة في المكتبات العربية ونقص المعلومات والأبحاث المتعلقة بفن العمارة الإسلامية، واختتم باستعراض كيفية مواجهته لتلك التحديات، مما ساهم في فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب. واختتمت الندوة بفتح باب النقاش وطرح الأسئلة ليشارك عدد من الحاضرين في تعليقات واستفسارات أغنت الأمسية وأثارت العديد من النقاط التي ناقشها المحاضرون في حوار فكري سلط الضوء على بعد مهم من أبعاد الثقافة ووضع المكتبات العربية. وأعرب سالم عيسى القطام الزعابي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في سوريا عن سعادته لإقامة ندوة الجائزة في دمشق، قائلا «شعورنا طيب لاستمرار مسيرة الثقافة العربية التي بدأها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي اهتم بالقضايا الثقافية والإخوان الروائيين والكتاب، والجائزة مستمرة إن شاء الله لتعطي حافزا لبذل المزيد من العطاء للكتابة سواء كانت رواية أو قصة أو شعرا ولا يخفى على أحد جهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والتي تحرص على المزيد من العطاء في جميع الأنشطة ثقافية أو اجتماعية أو تجارية أو اقتصادية». ندوات الجائزة سبق لجائزة الشيخ زايد للكتاب عقد العديد من الندوات الثقافية في مختلف العواصم العالمية منها القاهرة، الكويت، بيروت، نيويورك، لوس أنجلوس، فرانكفورت وغيرها من العواصم والمدن، إلى جانب هذه الندوة في العاصمة السورية دمشق على هامش مشاركتها في معرض دمشق الدولي للكتاب هذا العام. وجائزة الشيخ زايد للكتاب هي جائزة مستقلّة ومحايدة تؤمن في خلق محيط فكري للمنافسة الإبداعيّة النزيهة التي تزيد من نهضة الكتاب العربيّ وتجسير علاقته بالقراء عبر الترشح بأعمالهم الإبداعية كل عام، مما يتيح الفرصة لتثمين إنجازاتهم والتشديد على قيمتها في تعزيز التنمية الحضاريّة للشعوب.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©