الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

علي بن ناصر: صنعت «هدف القرن» مع مارادونا!

علي بن ناصر: صنعت «هدف القرن» مع مارادونا!
26 يونيو 2018 22:23
علي معالي (دبي) يرى حكمنا العربي الأسبق التونسي علي بن ناصر، أن مستوى الكرة العربية في مونديال روسيا 2018 يشعرنا بالخجل، مشيرا إلى أن هذا الحال لن ينصلح طالما أن هناك عدم استراتيجية واضحة، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» أن حالنا الكروي لن ينصلح طالما أننا لا نبحث عن العلاج، فنحن نسير في الاتجاه المعاكس، العالم كله يهتم بالقاعدة ونحن خلاف ذلك نهمل الصغار الذين يمثلون كنز ومستقبل اللعبة. قال علي بن ناصر «74 عاماً»: سوف يستمر حال الكرة العربية على نفس المنوال، لأننا لا نهتم بالقاعدة على مستوى الأندية والمنتخبات، والنظام خاطئ في كل الاتحادات العربية، وتكوين اللاعب العربي لا يليق بالتطور المحيط بنا، خاصة في البلدان الأوروبية، ونحن نصرف الكثير من المال، ولكن دون الخدمة المناسبة للقاعدة وعدم تهيئة مدربين على مستوى عال للمراحل السنية التي يجب أن يكون البناء والتطور من خلالها. وأضاف: مستوى الكرة العربية «حاجة تكسف»، وما يحدث من منتخب عربي بتحقيق نتيجة أو تأهل لمرحلة متقدمة على فترات متباعدة، في محفل عالمي كبير يكون في الغالب بضربة حظ فقط دون ترتيب أو تنسيق مناسب. وتابع: اللاعب العربي مشغول بالكثير من الأمور التي تبعده عن حلاوة ومتعة كرة القدم، كما أننا نقوم بتدريبات خاطئة ونجد مثلاً أن المدربين يقومون بالعمل في ركن صغير في جانب من الملعب، وهو ما يجعل مساحة التصويب لديه معدومة وهو ما يؤثر عليه عندما يكبر وينمو، وسياسة كرة القدم في البلدان العربية تسير في الطريق الخطأ. انتقل بنا الحكم المونديالي الكبير إلى نقطة أخرى مهمة قائلًا: متعة كرة القدم انتهت من وجهة نظري، حيث لم تعد هناك أخطاء تحكيمية تؤثر على سير المباريات كثيراً، مثلما كان ذلك في سنوات سابقة، وكان في السابق حكم الميدان هو صاحب القرار والحاكم بأمره في الملعب في كل الحالات الصعبة والسهلة، وكل ما يدور في أرض الملعب، وحالياً هناك جيش من الحكام في الملعب الأساسي والمساعدين على الخط، وآخرون يجلسون في التكييفات لمتابعة كل صغيرة وكبيرة من خلال تقنية الفيديو، وسلطة الحكام التي كانت في الماضي تقلصت. وزاد: متعة كرة القدم انتهت مع تقنية الفيديو «الفار» والتي أرى أنها أوجدت العدالة بين اللاعبين والفرق، ولكنها قتلت المتعة التي كنا نشعر بها زمان حتى في ظل الأخطاء التي كان يقع فيها الحكام، لأن تلك الأخطاء هي جزء أصيل من متعة اللعبة. وقال: توقف اللعب ثم اتخاذ قرار يجعل كثيراً من حلاوة اللعبة تموت، حيث نجد في بعض الأحيان أن هناك قرارات تصدر من الحكام بعد مدة قد تصل إلى 5 دقائق والكرة متوقفة، عكس ما كنا عليه في الماضي من اتخاذ القرار في جزء من الثانية، ليفرح الجميع أو يغضب، ولكنه قرار يعطي للعبة حلاوتها وإثارتها في الكثير من الأحيان. واستطرد بن ناصر: تقنية الفيديو أزالت أكثر من 90% من الأخطاء، ولكنها قتلت المتعة التي كنا نعيشها زمان مع القرار، حيث نجد حكما يحتسب هدفا أو ضربة جزاء، ثم يعود في قراره بعد دقائق وهو ما يصيب الكثيرين في الملعب بالخيبة والحسرة، بعد أن يعيشوا الفرحة والمتعة، ولو كانت تقنية الفيديو موجودة يوم مباراة الأرجنتين وانجلترا في مونديال 1986 لألغيت هدف مارادونا بكل تأكيد. ورفض علي بن ناصر السياسة الحالية في احتكار بعض القنوات لبث المباريات قائلاً: كرة القدم أصبحت تجارة واضحة حالياً، ولم تعد هي اللعبة التي عهدناها في السنوات الجميلة من أنها لعبة الفقراء، والدليل أن الاحتكار الحالي الذي نشاهده من إحدى القنوات في بث المباريات، حيث أصبحت مشاهدة المباريات للعبة التي كنا نلعبها في الشوارع والحارات غير قادرين على مشاهدتها في التليفزيون، لأننا لا نمتلك المبالغ المالية التي تمكننا من مشاهدتها على القنوات المحتكرة، وأنا ضد هذا الاحتكار الحالي الذي أصاب اللعبة في مقتل، وهذا أكبر دليل على أن كرة القدم أصبحت تجارة يمكن الثراء من ورائها، ولم تعد في كثير من الأحيان لإمتاع الفقراء، وعلى من يحتكرون هذه المباريات وإذاعتها يعلموا أن شعب كرة القدم وجماهيره يختلف عن لعبة الجولف أو التنس مثلا، وبقية الألعاب الخاصة بالأثرياء وأطلب منهم أن يتركوا لعبة الشارع للجماهير الفقيرة لكي تستمع بمشاهدتها بالمجان. وعن زيارة مارادونا له في بيته قال علي بن ناصر: شعرت بود كبير من جانب هذا الأسطورة الكروية العالمية التي لن تتكرر، ويمتلك روح جميلة ومحببة للغاية، وقلت له إنك أنت الذي حصلت على الكأس وليس منتخب الأرجنتين في مونديال 86، وضحك كثيراً لهذه المقولة. وقال: مارادونا أكد حينها أنني من ساهمت معه في تسجيل هدف القرن ويقصد به الهدف الذي راوغ فيه منتخب انجلترا من قبل منتصف الملعب حتى مرمى شيلتون، لأن مارادونا في أثناء مشواره بالكرة من قبل منتصف الملعب حتى راوغ بيتر شيلتون تعرض في الطريق لـ3 ضربات، وكان في مقدوري أن احتسب واحدة منها، ولكنني كنت خلف مارادونا وأمنحه الفرصة بعد كل ضربة حتى وصل في النهاية إلى شيلتون وراوغه ووضع هدفاً هو هدف القرن بالفعل، واعتراف مارادونا بأنني ساهمت معه في صناعة هذا الهدف أسعدني كثيراً بعد سنوات من تسجيله في مونديال المكسيك. وتابع: تعلمت الانضباط في كرة القدم وقيادتي لمباراة انجلترا والأرجنتين في مونديال 1986 واحدة من أصعب المقابلات، وما لا يعرفه الكثيرون أنني حصلت في إدارة هذه المباراة على نسبة 9.4 من 10 درجة، وهي درجة رسمية معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا». وقبل الخوض في هدف مارادونا الأول باليد قال بن ناصر: قبل انطلاق المونديال حينها كانت التعليمات من الاتحاد الدولي لنا جميعاً وكنا 42 جنسية مختلفة من كافة بقاع الأرض، وكان وقتها لا يوجد حكم مساعد فقط، والتعليمات أن الحكم المساعد هو حكم مثل الحكم المتواجد في أرض الملعب، ومن حقه أن يساهم في اتخاذ القرار، وعندما يكون قريباً من كرة وله قرار فيها فلابد للحكم المتواجد في وسط الملعب بأن يأخذ برأيه، فرأيه لم يعد استشارياً، ولو تمت مشاهدة هدف مارادونا بالفيديو تجدون أنني عندما كنت عائدا إلى منتصف الملعب كنت أنظر لزميلي البلغاري الحكم المساعد بوجدان دوتشيف، لأعرف قراره لعله يغير من قراري، لأنني فعلا شعرت بالشك في ذاك الهدف، ولكنه لم يخبرني بأي شيء. وأضاف: تعليقات لجنة الحكام حينها كلها أنصفتني تماماً حيث كنا 5 حكام من أوروبا، و4 من أفريقيا إضافة إلى آسيا وأميركا الجنوبية، وكانوا يقولون إنني طبقت تعليمات الاتحاد الدولي كما هي تماماً، ولكن الحكم المساعد البلغاري الأوروبي أخطأ، على الرغم من أن الإشكالية كانت أمامه، ولم ينفذ التعليمات. 9 حكام في المباراة انتقل بن ناصر إلى قضاة الملاعب قائلاً: الحكام حالياً لابد أن يتألقوا لأسباب مختلفة منها، التحضير الكبير والمتنوع الذي أصبح يركز عليه ويهتم به الاتحاد الدولي، وهناك تسخير الكثير من الأمور لكي ينجح الحكم في إدارة المباراة من خلال وجود مساعدين في كل مكان، على خطي الملعب بالعرض، وعلى خطوط المرمى، وفي مكان مكيف يتابعون الفيديو، ويصل عددهم إلى 9 حكام. إعجاب بألمانيا وكرواتيا أبدى علي بن ناصر إعجابه بمنتخب ألمانيا خاصة في مباراتهم ضد السويد قائلاً: ظلت الماكينات الألمانية تدور في الملعب حتى اللحظة الأخيرة، حيث سجلوا هدف التفوق في توقيت قاتل، وبمنتهى التركيز والقوة، وهناك كرواتيا، التي تمتلك مجموعة متميزة من اللاعبين، ومن المتوقع أن يذهبا كثيراً نحو لقب 2018 لما يمتلكانه من قدرات عالية. رحيل بوجدان أكد علي بن ناصر أن الحكم البلغاري بوجدان دوتشيف كان على تواصل مستمر معه قبل أن يرحل عن دنيانا منذ 4 أشهر، وكنا نستذكر معاً هدف مارادونا وحزنت كثيرا لوفاته، وكان معنا في تلك المباراة حكم كوستاريكي اسمه بيرني موريرا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©