سليمان يدعو إلى التضحية لإعادة بناء لبنان

أحيا لبنان أمس الذكرى الخامسة والستين لاستقلاله بعرض عسكري ضخم أقيم في وسط بيروت للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات· وحضر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاحتفال الوطني الكبير الذي أقامته قيادة الجيش اللبناني بهذه المناسبة · وأقيم الاحتفال في ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت بعد انقطاع دام عامين متتاليين نتيجة الظروف السياسية التي كانت سائدة آنذاك· وحضر الحفل الى جانب الرئيس اللبناني كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الدفاع وجمع غفير من الشخصيات السياسية وقادة الاجهزة الامنية · وتقدمت الوحدات المشاركة على وقع موسيقى عسكرية أمام المنصة الرئيسية التي فرشت بالسجاد الاحمر حيث وقف رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة لأداء التحية· واستمر العرض نحو ساعة وشاركت فيه فرق من الوحدات الراجلة والمؤللة تمثل الحرس الجمهوري وألوية المشاة وافواج المغاوير والمكافحة والمدفية· وقبل بدء الاستعراض بحضور نواب ووزراء وديبلوماسيين أجانب وعرب وضع الرئيس سليمان إكليلا من الزهور على قاعدة تمثال الشهداء الذي يتوسط ساحة العرض· وخلال العرض شاركت للمرة الاولى منذ انتهاء الحرب الاهلية نفاثتان قاذفتان من نوع هوكر هنتر· وأفاد بيان عسكري بأن الفنيين في الجيش أعادوا تأهيل هذه الطائرات، التي وصلت الى لبنان عام 1959 ، وتجهيزها بعد ان بقيت في مستودعاتها منذ اندلاع الحرب اللبنانية· كما حلق في سماء العرض تشكيل من الطوافات العسكرية يحمل الاعلام اللبنانية· وأطلقت مئات من البالونات بألوان العلم اللبناني· وكان آخر عرض عسكري للمناسبة قد جرى عام 2005 في وسط بيروت· وللمرة الاولى منذ انتهاء الحرب الاهلية غاب عن هذا العرض ممثلو القوات السورية التي انسحبت من لبنان في ابريل 2005 ·ففي عام 2007 تزامنت ذكرى الاستقلال مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق اميل لحود، وسط شلل المؤسسات وقطيعة تامة مع الحكومة التي استقال منها انصاره ومع قوى 14 مارس التي تمثلها الاكثرية النيابية المعارضة لهيمنة سوريا على لبنان· وفي عام 2006 اغتيل الوزير السابق بيار الجميل عشية ذكرى الاستقلال وجاء اغتياله في اطار سلسلة اغتيالات طاولت شخصيات معارضة لسوريا وبدات مع اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام 2005 · وكان الرئيس سليمان وجه عشية عيد الاستقلال رسالة الى اللبنانيين أكد فيها ان الوطن لا يبنى والاستقلال لا ينجز الا بالتضحيات، داعياً لان تكون تضحيات اللبنانيين اليوم من اجل اعادة بناء الدولة الجامعة والقادرة والعادلة بعيداً عن التجاذبات والمحسوبيات· وأشار الى ان العمل خلال الاشهر الستة الماضية تركز على تحديد الاولويات ورسم رؤية تحمي الاستقلال وعلى تغليب لغة الحوار والتوافق واحياء المؤسسات· ودعا الشعب اللبناني وخصوصاً الشباب الى مساءلة المسؤولين ومحاسبتهم، وان يوصل الى البرلمان من يأتمنه على أمنه وإنمائه وهناء عيشه ومصيره ومن يمكنه ان يخدم بالصورة الفضلى مقاصد الاستقلال ومراميه، وشدد على اهمية ما تحقق على صعيد كشف شبكات التجسس لصالح اسرائيل والخلايا الارهابية التي استهدفت الجيش وسلامة لبنان واللبنانيين·وأكد على السعي الدائم لقيام سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط على قاعدة قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية بكامل مندرجاتها ورفض أي شكل من أشكال التوطين· وتلقى الرئيس سليمان رسالة تهنئة بالعيد من نظيره الفلسطيني محمود عباس، أكد فيها حرص الشعب الفلسطيني على أمن واستقرار لبنان، وأشاد باحتضان لبنان للاجئين على أرضه وللقضية الفلسطينية