السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«العصافير» تنتزع الاعترافات في سجون الاحتلال

17 مايو 2013 00:19
رام الله (أ ف ب) - يلزم المعتقلون الفلسطينيون الحذر من عناصر استخباراتية يطلقون عليهم اسم «عصافير» زرعتهم إسرائيل بينهم في سجونها للحصول على اعترافات منهم بعد فشل محققيها في هذه المهمة. وروى الشاب عزام محمد «أنه اعتقد عندما أقر بإحراق حافلة إسرائيلية عام 1999، بأنه اعترف لمناضلين، لكنه اكتشف لاحقاً أنهم كانوا عصافير». وقال عزام الذي يبلغ من العمر 30 عاماً «كان عمري حينها حوالي 18 عاماً، واعتقلت من قبل جيش الاحتلال بتهمة إحراق حافلة إسرائيلية، وخضعت للتحقيق لدى الاستخبارات، لكنني لم أعترف بشيء»، وأضاف «بعد ثلاثة أيام من التحقيق تم نقلي إلى غرفة فيها معتقلون فلسطينيون منهم من أطلق لحيته، ومنهم من يؤدي الصلاة في مواعيدها». وتابع «بعد ساعات من دخولي الغرفة بدأ البعض بالحديث معي والتعرف إلي منهم من أخبرني بأنه قام بإطلاق النار تجاه أهداف إسرائيلية، وآخر قال بأن أخاه شهيد لدرجة اعتقدت بأنني في غرفة ثوار». وأضاف «اقترح أحد النزلاء في الغرفة عليّ طلب أي شيء لجلبه له على الفور، وقد طلبت قطائف (نوع من الحلوى) وأحضروه لي في اليوم التالي وكانوا يعاملونني بمنتهى الإنسانية».وأضاف عزام «بعد هذه المعاملة وما سمعته عن بطولاتهم ضد الاحتلال لم يكن أمامي سوى أن أخبرهم ما فعلت ورويت لهم كيف قمت أنا وصديقي بإحراق حافلة إسرائيلية، وبعد ذلك بثلاثة أيام نقل إلى محكمة إسرائيلية أصدرت بحقي حكماً بالسجن لثلاث سنوات استناداً إلى الاعتراف في غرفة العصافير». ويقع الكثير من الأسرى الفلسطينيين في قبضة «العصافير» على الرغم من انتشار القصة بينهم، وهنالك من يفلت منهم بسبب معرفته السابقة عنهم. وروى موسى حسن (50 عاماً) من بيت لحم جنوب «أنه دخل الغرفة عام 1998 في سجن رام الله، ولكنه خرج منها دون الإدلاء بأي اعتراف». وقال «يأتي إليك بعضهم عند دخول الغرف ويقومون بتعريف أنفسهم كممثلين عن الفصائل.. هناك من يقول إنه من فتح وآخرون يقولون بانهم ينتمون إلى حماس». وأضاف حسن «جاءني أحدهم بعد نقلي إلى غرفتهم بعد 10 أيام من التحقيق لدى الاستخبارات الإسرائيلية، وعرف عن نفسه بأنه مسؤول في القيادة العليا ويريد مني تقريراً عما فعلته لينقله إلى القيادة إلى الخارج كي يتم أخذ الحيطة والحذر». وأضاف «كنت على علم مسبق بغرف العصافير أو كما تسمى بغرف العار، وقلت له إنني لم أقم بشيء وتم اعتقالي بطريق الخطأ، ولكن حكم عليه بالسجن لعام واحد بناء على اعتراف أحد أعضاء التنظيم». واتهمت السلطة الفلسطينية مؤخراً إسرائيل باستخدام هؤلاء «العصافير» لقتل المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات الذي توفي في شهر فبراير الماضي في قسم «العصافير» في سجن مجدو. وقال المحامي جواد بولس رئيس الوحدة القانونية في نادي الأسير «إن العصافير في السجون الإسرائيلية موجودة في الغرف والأقسام وحتى يتم زرعهم بين الأسرى». وأشار إلى أن إسرائيل على الأغلب لا تقدم اعترافات المعتقلين لدى العصافير في المحكمة وإنما يتم استخدام اعترافاتهم لمواجهتهم مرة أخرى عند التحقيق بما اعترفوا به، ومن ثم ينتزعون اعترافات رسمية»، لافتاً إلى أن إسرائيل تفننت في استخدام «العصافير» داخل سجونها، للحصول على اعترافات الأسرى. من جهته، أكد المحامي كميل صباغ الذي كان يتابع قضية جرادات «على ما يبدو تم نقل المعتقل (جرادات) من معتقل الجلمة، وهو مركز تحقيق مع المعتقلين الأمنيين إلى القسم الخاص بالعصافير، وقد توفي هناك». وأضاف في تقرير آخر «لا يتم الاعتراف رسميا بوجود قسم العصافير لكن غالبية الأسرى الفلسطينيين الذين مروا في مراحل التحقيق يعرفون ذلك جيداً»، مشيراً إلى أنه في الغالب يتم انتزاع الاعترافات من المعتقلين في هذا القسم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©