السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام الأميركي: سياسات قطر «طائشة» ومتناقضة

الإعلام الأميركي: سياسات قطر «طائشة» ومتناقضة
18 أغسطس 2017 01:35
دينا محمود (لندن) «قطر التي لا تزال معزولة.. قد تختار ليبيا كمكانٍ للانتقام»، تحذيرٌ أطلقته وسائل إعلام أميركية تناولت بالتحليل السياسات الطائشة التي تنتهجها «الإمارة المارقة»، والمقامرات التي قد تُقْدِمُ عليها لمواجهة الموقف الحازم الذي تنتهجه حيالها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ أكثر من شهرين.  فمع دنو الأزمة التي تعصف بالخليج - جراء سياسات المكابرة والتعنت التي تنتهجها الدوحة - من دخول أسبوعها العاشر، رأت مجلة «واشنطن إكزامينر» الأميركية أن «الحرب الأهلية» التي تجتاح ليبيا منذ عام 2011 تشكل من نواحٍ عدة «حرباً بالوكالة تنخرط فيها قطر وحليفتها جماعة الإخوان» الإرهابية.  وفي مقال تحليلي كتبه جوزيف هاموند وصهيب قاباج، أشارت المجلة إلى أن «قطر ربما تختار - في ظل استمرار عزلتها ومحدودية خياراتها - ليبيا بقعةً تنتقم فيها.. وإذا حدث ذلك، فمن المرجح أن يطول أمد الحرب الطويلة من الأصل التي طالما جرى تجاهلها خطأً في هذا البلد». وفي المقال، يتهم هاموند - وهو كاتب غربي مخضرم في شؤون الشرق الأوسط وقاباج ذو الأصل الليبي - قطر بالتورط منذ وقتٍ طويل في الملف الليبي «وإقامة علاقات مع المعارضة الإسلامية (في ليبيا) منذ حقبة العقيد معمر القذافي». ويقولان إن الدوحة ساندت «منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي عام 2011 الإخوان» في ليبيا. وفي مؤشرٍ واضح على عمق التورط القطري في الحرب الدموية التي تزهق أرواح الكثير من الليبيين في الوقت الراهن، أكد الكاتبان أن «الإمارة المعزولة» كانت أول دولة تعترف بالمسلحين المناوئين لنظام القذافي «كما بدأت إرسال أسلحة لهم في وقت مبكر». ويبرزان ما أشارت إليه وسائل إعلام من «نشر قوات خاصة قطرية في ليبيا، وتوفير تدريب عسكري في قطر لبعضٍ من المتمردين الليبيين على الأقل».  وشدد المقال على أن محاولة قطر الاضطلاع بدورٍ أكبر من حجمها في ليبيا يعود إلى تراجع دور الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى حيال الصراع الدائر في هذا البلد، الذي يعتبره المقال «الأبعد عن أنظار الغربيين والذي ربما ثبت أنه الأكثر خطورة» مُقارنة بتلك الصراعات التي تدور رحاها في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية.  وتلمح «واشنطن إكزامينر» إلى الأطماع القطرية في ليبيا ما بعد القذافي، عبر الإشارة إلى كون هذا البلد موطناً لبعض آخر أكبر حقول النفط والغاز غير المُكتشفة في منطقة الشرق الأوسط.  أما الباحثة المتخصصة في الشؤون الخليجية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية كورتني فرير فقد رسمت في مقالٍ نشره موقع «فاير أوبزرفر» الأميركي خريطة للشخصيات التي تفتح لها قطر ذراعيها «وتحيط ببعضها الشبهات». وفي تأكيد على الطابع النفعي الذي يحكم العلاقة بين الدوحة وهذه الشخصيات ما يدحض المزاعم القطرية بأن توفير ملاذ لهم يرتبط بكونهم مضطهدين في أوطانهم، تشير فرير إلى أن استضافة «الإمارة المعزولة» لهؤلاء الأشخاص لا يرتبط بوجود «تقارب إيديولوجي» معهم وإنما برغبة قطر في توسيع نطاق «نفوذها إقليمياً ودولياً».  المفارقة التي يكشف عنها المقال تتمثل في أن قائمة الأشخاص المثيرين للجدل الذين توفر لهم السلطات القطرية المأوى، تتنوع ما بين إسلاميين مرتبطين بـ«جماعة الإخوان» الإرهابية، وبعثيين سابقين كان بعضهم يشغل مناصب رفيعة في نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.  من بين أفراد المجموعة الأولى - بحسب المقال - القيادي الإخواني يوسف القرضاوي بجانب «رجال دين مثيرين للجدل مثل الكندي ذي الأصل الجاميكي بلال فيليبس والأميركي (مصري الأصل) وجدي غنيم بجانب الليبي علي الصلابي والقيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر عباس مدني».  أما من المجموعة الثانية، فتذكر فرير اسم ساجدة طلفاح قرينة صدام حسين وآخر وزير خارجية في عهده ناجي صبري الحديثي بالإضافة إلى مرافق صدام لسنوات طويلة أرشد ياسين. وتلفت فرير الانتباه إلى مفارقة صارخة من مفارقات السياسة القطرية الحافلة بالتناقضات، تتمثل في أنه على الرغم من استضافة «الإمارة المارقة» لكل هذه الشخصيات الإسلامية المتطرفة، فإن ذلك لم ينعكس على السياسات الداخلية التي تتبناها حكومة الدوحة، وهي السياسات التي لم تصطبغ بالصبغة الإسلامية ذاتها. ورأت الكاتبة المتخصصة في شؤون الخليج العربي أن السعي القطري الدائب لتوفير ملاذ لشخصيات - لا تتردد فرير في وصف بعضها بأنها «مريبة» - يشكل «استراتيجية متبعة منذ عقود». وتشير إلى أن فتح الباب أمام هؤلاء قد يمثل محاولة لاستيراد «شخصيات ثقافية لدولة عادةً.. ما توجه إليها انتقادات بأنها تفتقر إلى الثقافة المحلية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©