الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيدلية المنزل ..أدوية للشفاء تتحول إلى سموم لسوء استخدامها

صيدلية المنزل ..أدوية للشفاء تتحول إلى سموم لسوء استخدامها
20 مايو 2011 20:17
في الوقت الذي حذر فيه الأطباء من خطورة تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، أكدوا أهمية وجود بعضها في المنزل، خاصة خافضات الحرارة للكبار والصغار، شريطة أن يتناوله المريض في الضرورة القصوى، ويتوجه فوراً إلى الطبيب، ليفحصه ويحدد له الدواء المناسب، كما أكدوا أهمية معرفة الجرعة، وأن مضاعفة مقدارها يزيد الأعراض الجانبية ولا يعجل بالشفاء. وبسؤال بعض أولياء الأمور عن المواقف التي تعرضوا لها، واضطرتهم إلى تناول الأدوية من صيدلية المنزل دون استشارة الطبيب، قالت هدى سعد (ربة منزل) إن وجود صيدلية بالمنزل من الأشياء المهمة، وخاصة للأسر ذات الأعداد الكبيرة ومن لديها عدد كبير من الأطفال، لأنه من المحتمل حدوث أي جرح أو إصابة مفاجئة، أو حتى ظهور ألم بسيط أو مفاجئ لدى أحد أفراد الأسرة، ما يستدعي وجود اسعافات أولية كاملة داخل صيدلية المنزل. ومن أهم هذه الاسعافات والمكونات للصيدلية التي تحرص عليها هدى سعد، مسكن عام للأمراض الشائعة مثل الصداع والمغص، مشيرة إلى أنه في حالة وجود أطفال بالمنزل، لابد من توافر أدوية خاصة بالانتفاخ والتقلبات المعوية، كونهم أكثر عرضة لذلك خلال فترة الرضاعة. وأوضحت أنه من الأدوية المهمة للأطفال داخل المنزل، خافضات الحرارة، لاحتمال تعرضهم لارتفاع مفاجئ في درجة حرارة جسمه، ما يتطلب سرعة التعامل مع ذلك، لما يسببه هذا الارتفاع من خطورة على الحالة الصحية العامة للطفل، أما في حالة وجود كبار السن في المنزل، فيجب توافر أدوية خاصة بالحموضة، وعسر الهضم، كون جهازهم الهضمي قد يعاني من مشكلات بسيطة في هذه السن المتقدمة. وسيلة إرشادية هناء الشامسي - مديرة تنفيذية في إحدى الشركات - شددت على أهمية الصيدلية المنزلية، مطالبة بضرورة إيجاد وسيلة ارشادية للأمهات وربات البيوت، يتعلمن من خلالها أهم مكونات الصيدلية، وأيضاً طرق الاستخدام المثلى لمحتوياتها من ضمادات الجروح، وأنواع العقاقير المختلفة، الشائعة بين الناس والمسكنات بمختلف أنواعها، وكذا تبيين مخاطر الافراط في أي من هذه الأدوية واستخدامها بشكل سلبي. ولفتت الشامسي إلى أنه على الرغم من أهمية الصيدلية المنزلية، إلا أن الكثير من البيوت تخلو منها، ومن هنا تزيد الحاجة لوجود حملات توعوية بأهميتها وضرورة توافرها في كل بيت باعتبارها من أساسيات الحفاظ على صحة وسلامة أفراد الأسرة، وبالتالي توفير عبء كبير على المستشفيات، وتخفيض أعداد المراجعين لها والمترددين عليها، بفعل حسن التعامل مع أعراض الأمراض البسيطة. وأوضح قاسم محمد محمود “يعمل في مجال العقارات”، أن الصيدلية المنزلية ضرورة لكل بيت، خاصة ما يتعلق بالاسعاف السريع للحروق والجروح، التي قد يتعرض لها أي من أفراد الأسرة، وخصوصاً ربة المنزل لكثرة وقوفها بالمطبخ وتعاملها لفترات طويلة مع آلات حادة وأواني الطهي الساخنة، كما لفت إلى ضرورة وجود عقاقير لمعالجة الصداع الخفيف، والتقلبات المعوية الطارئة، وأيضاً فوار للتعامل مع حالات الانتفاخ الناتج عن بعض الأطعمة. الاستخدام السيئ وقال إنه مع وجود الصيدلية داخل المنزل، إلا أنه يفضل الاسراع إلى المستشفى عند ظهور عارض غريب، على أي من أفراد الاسرة، حتى لا يتم التعامل معه بشكل خاطئ، ما يؤدي إلى تفاقم المرض. وانتقالاً إلى العاملين في الحقل الطبي، تحدث الدكتور عبدالله أحمد الشيخ اخصائي جراحة الوجه والفكين بأحد مستشفيات أبوظبي، مؤكداً أن الصيدلية المنزلية أساسية تماماً، مثل بناء جدران المنزل، يجب أن ترفق بها صندوق الاسعافات الأولية، وأهم مكوناتها (معقمات للجروح- لفائف “شاش”- كمادات خاصة بالحروق في حالة حدوثها والتعامل مع الأمر قبل أن يتفاقم). وشدد على أهمية عدم وضع أي أدوية أو مسكنات بغير نصيحة الطبيب داخل الصيدلية، لما قد ينجم عنها من استخدام سيئ لها، يضر بصحة أفراد الأسرة، وقال إن جميع مكونات الصيدلية بالأساس ليست تخصصية وإنما فقط للتعامل مع الحالات الطارئة. إلى ذلك أوضح أنه في حالة تناول أحد الأطفال أياً من تلك الأدوية الموجودة بالمنزل، يجب شرب كمية من الماء للتخفيف من أثر العقار، والإسراع بالطفل إلى الطبيب على أن يأخذ ولي الأمر علبة الدواء التي شرب منها الطفل معه. وتوجه نصيحة لأولياء الأمور، بضرورة أن يكون عندهم خلفية معرفية عن الاسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة للطفل، الذي قد يبتلع شيئاً يقف في الحلق، ولا يكون هناك متسع من الوقت للذهاب إلى المستشفى، ما يؤدي إلى آثار سيئة قد تنتهي بوفاة الصغير، على الرغم من سهولة التعامل مع الحالة في حال توفر أقل قدر من المعرفة بأساسيات الاسعافات الأولية، وهنا شدد على أن الاسعافات الأولية في كثير من الأحيان، يكون دورها الأكثر أهمية من الذهاب للطبيب، والتقليل من أثر الحوادث المفاجئة. ثقافة عامة من ناحيته أوضح الدكتور عبد الله جمعة الزحمي، أن الصيدلية المنزلية ضرورة لكل بيت، ويجب على الأسر ألا تكتفي بذلك، منادياً بضرورة وجود ثقافة عامة في المجتمع توضح للأفراد في مختلف مواقعهم كيفية التعامل مع الحالات الطارئة والقيام بالاسعافات الأولية، ويتم ذلك عن طريق عمل دورات للتعريف بأساسيات الاسعافات الأولية، والتي تعرف بـ (Basic Life Support)، وأكد أن معرفة شرائح المجتمع بتلك القواعد يساعد في التعامل مع الحالات الحرجة قبل وصول سيارة الاسعاف أو الذهاب للمستشفى، مشيراً إلى وجود حالات مرضية مثل الازمات القلبية المباغتة التي قد تصيب اشخاص صغار السن، غير أنه يمكن التعامل معها بسهولة ويسر مع قدر من المعرفة بأساسيات الاسعافات، ولكن قد تتدهور الحالة وتصل إلى الوفاة في حالة التأخر عن التعامل معها، وضرب الزحمي مثلاً بأحد أصدقائه الذي وافته المنية منذ ثلاثة اسابيع في عمر الثالثة والعشرين على إثر أزمة قلبية مفاجأة كان يمكن الخروج منها بسلامة لو توفر أي شخص في المكان المحيط به يعرف أقل القليل من مبادئ الاسعافات. وبالعودة إلى الصيدلية المنزلية، شدد الزحمي على ضرورة وجودها في أعلى مكان يمكن ان يصله الشخص البالغ بسهولة، حتى يكون بعيداً عن الأطفال، وطالب أيضاً بإعطاء ربات المنزل دورات متخصصة في الاسعافات الأولية كونها أكثر الأفراد تواجداً في المنزل وبالتالي أكثر عرضة لمعايشة حالات الطوارئ التي قد تصيب أي أسرة سواء تلك التي تتأتى عن طريق الجروح والحروق، أو الأعراض المرضية المفاجئة. غير بعيد عن هذا لفت الزحمي إلى ضرورة خلو حقيبة الاسعافات الأولية بالمنازل، من أي علاجات للأمراض المزمنة، مثل الأنسولين الخاص بمرض السكري، كون أن الامارات بها معدلات مرتفعة جداً من الأشخاص المصابين بالمرض، ومن ثم فالأنسولين موجود في كثير من البيوت، غير أن تناوله عن طريق الخطأ يؤدي إلى عواقب صحية سيئة، وأكد أيضاً على عدم استخدام أي مسكنات، بشكل عشوائي وأن يكون ذلك تحت اشراف الطبيب فقط، خاصة أن الامارات تجمع على أرضها ثقافات من كافة انحاء العالم، وهناك سلوكيات غير مرغوبة تستخدم فيها بعض أنواع المسكنات، ولذا يجب متابعة الصغار في سنوات المراهقة من استخدام المسكنات بشكل خاطئ وغير قانوني، ما قد يؤثر سلباً على سلوكياتهم ومن ثم مستقبلهم، ويؤدي إلى جنوح البعض للجريمة. الشفاء السريع ذكرت الصيدلانية هناء إبراهيم أن الصيدلية المنزلية من الأمور الحيوية لدى كل أسرة، نظراً لأهميتها في تيسير إسعاف المصاب في الدقائق الأولى من إصابته ما يساعد على الشفاء السريع، ويقلل من خطورة حدوث عاهات مستديمة نتيجة للتأخر في عملية الإسعاف، مشددة على أن الصيدلية المنزلية ليست رفاهية كما يعتقد الكثيرون، بل هي من ضرورات الحياة الآمنة، فضلاً عن ضرورة معرفة ربات البيوت بأساسيات الاسعافات الأولية ما يساعدهم على التخفيف كثيراً من حدة الحالات الطارئة التي تصيب أفراد الأسرة. معجون الأسنان يضر بالجروح أكد الدكتور ياسر الصاوي، أن أهم مكونات الصيدلية المنزلية، هي مخفضات الحرارة، مطهرات الجروح، ضمادات للحروق، خاصة العبوات شبه الثلجية التي تهدئ من اثر الحروق بشكل فعال، بدلاً من استخدام معجون الأسنان وغيرها من المواد الطبية التي تضر أكثر ما تنفع، كما يجب أن تضم أي مادة طبية لغسيل العين إذا حدث شيء مفاجئ يضر بها، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي ضرر منه على الاطلاق، فهو عبارة عن ماء معقم، وله قدرة على تضييع أثر الالتهاب بشكل سريع عند دخول مواد كيميائية، وهو بمجرد وضعه يخفف أثر وتركيز أي مواد غريبة تدخل العين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©