بذور التفاح

قال المرحوم تشارل ديجول محرر فرنسا من النازية ورئيسها لعدة دورات: كيف يمكنك أن تحكم بلداً فيها 246 نوعاً من الجبن؟ (يقصد طبعاً أن الأمر بغاية الصعوبة) حكم أناس لا يتفقون على نوع جبن محدد أو عدة أنواع على الأقل. ولوا أعدنا صياغة العبارة يمكنني القول: - كيف يمكنك أن تضحك شعباً بـ300مليون دماغ، ولا دماغ فيها يركب على الآخر تماماً؟ هذا هو السؤال الذي أطرحه على نفسي كلما اعددت مقالاً لهذه الصفحة هذه، إن الأمر من الصعوبة بمكان(وهي عبارة قالها القنفذ ليلة زفافه). ان تضحك العربين العاربة والمستعربة، إضافة الى المستغربة، دون أن يغضب أحد ويزعل آخر ويعتب غيره، ويضحك آخر. فالقضية مفرطة في النسبية لا يمكنك إضحاك هذا إلا إذا اغضبت ذاك، ولا تفرح ذاك إلا بإبكاء ذاك، وهكذا. إنها مشكلة لا أعرف كيف أحلها، إذا كان ثمة حل!! ??? «صفقوا لمدة 15 دقيقة يومياً كي تتمتعوا بالصحة والعافية»، هكذا يتحدث الدكتور الكوري (تشونج يونج تشون)، الذي ظل يجري بحوثاً في الفوائد العلاجية للتصفيق خلال الثلاثين عاماً المنصرمة. ويؤكد الدكتور بأنه إذا صفقنا بقوة وجدية، فسيمتد تأثير التصفيق من الرأس إلى القدم، لكأنه تدليك لكل أجزاء الجسم، بلا استثناءات، وبلا قافية. ويضع الرجل سبع طرق للتصفيق العلاجي، دون أن يهتم بمن نصفق ولماذا نصفق، المهم أن تصفق بيديك بطناً وظهراً، وأيضاً تصفق وهما مفتوحتان ومضمومتان، لا بل إن إحدى وسائل التصفيق العلاجي تقوم على أن تصفق خلف رقبتك، وهذه تخفف التعب في منطقة الكتف، وتساعد على فقد الدهون من اليدين، وكل طريقة لها فائدة ما للجسم. في الواقع لو كان ما يقوله الدكتور الكوري صحيحاً تماماً، لكان الشعب العربي من أكثر الشعوب صحة وعافية، وقلة دهون في اليدين والبطن والبنكرياس، لأنهم يجبروننا على التصفيق رغماً عنا، وأنت متهم إن صفقت وإن لم تصفق. يقال بأن يداً واحدة لا تصفق، ومع معرفتنا بحسن النوايا هنا، ومحاولة تسويق أهمية التعاون، إلا أن المثل ليس صادقاً تماماً، لأنهم يصفقون في العالم العربي بيد واحدة، ويحدث الصوت العلاحي عندما تصطدم أيديهم (بدون مصادفة) في وجوهنا وارقابنا وأقفيتنا، بطناً وظهراً. وأرجو أن تظلوا على حسن النية وتعتقدوا أنهم يصفقون (بواسطتنا) لأسباب علاجية تماماً، ولتخفيف فاتورة العناية بالصحة الجسدية على قاعدة: الوقاية خير من العلاج. ??? شاهد صاحبه وهو يأكل بذور التفاح ويرمي بقية التفاح، فاندهش من الأمر وسأله عن السبب، فقال: -بذور التفاح مقو ومنشط للدماع بشكل مذهل، وهي تزيد من نسبة الذكاء بشكل سريع، ويظهر مفعولها مباشرة. - أعطني عدة بذور لأتذوقها وأجرب نظريتك الغريبة هذه؟ - أعطيك كل بذرة مقابل دولار. وبعد المفاصلة والمحاورة اضطر الرجل إلى الشراء بالسعر المعروض تماماً بدون نقصان، يعني اشترى الرجل بعشرين دولاراً من بذور التفاح وشرع يأكلها. ثم تذكر أنه كان يستطيع أن يشتري أكثر من كيلو تفاح، ويأخذها الى البيت، ويأكل بذورها جميعها وهي كثيرة جداً، بدل شراء بذور تفاحة واحدة بعشرين دولار، فقال لصاحبه وهو يكاد يصرخ من القهر: - يا إلهي،، ما أغباني، لماذا لم أشتر التفاح، وآكل البذور بأقل من هذا السعر بكثير. قال الرجل: - ألم تلاحظ أنك أصبحت ذكياً فجأة مع أكل أول بذرة، فيكف بعد أن تأكل كل هذه البذور التي اشتريتها؟ يوسف غيشان ghishan@gmail.com