الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلِّحوا السنّة.. لدحر «داعش»

17 مايو 2015 23:41
من يريد أن يفهم الطريقة التي يمكن بها محاربة تنظيم «داعش»، يحتاج للتمعّن في رسالة نشرها عربيان من أهل السنّة عند زيارتهما واشنطن هذا الأسبوع، وهما سياسيان عراقيان جاءا بقصد التحذير من استحالة إلحاق الهزيمة بـ«داعش» ما لم تسارع الولايات المتحدة إلى تقديم المساعدات لأهل السنّة العراقيين، وهم الذين صمموا على طرد الجهاديين خارج العراق. أحد الزائرين المذكورين يدعى «رافع العيساوي»، وهو طبيب يجيد الإنجليزية، شغل ذات مرة منصب وزير المالية في العراق. إلا أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عمد إلى اعتقال الحرس الخاص للعيساوي عام 2012 وبدأ تحرياته بشأن مسؤولياته عن نشاطات إرهابية. وتحت حكم المالكي، دخل الألوف من أهل السنّة المدنيين السجون. وقال لي العيساوي: «عمدت حكومة المالكي إلى ترويع وإقصاء كل قادة السنّة الذين سعوا للمشاركة في صياغة السياسة العراقية». لكن رئيس الوزراء الشيعي الحالي «حيدر العبادي» أكثر ميلا للتفاهم والتوافق من سلفه. وهو الذي تابع مساعيه لإسقاط التهم عن العيساوي، لكنه فشل في ذلك بسبب معارضة الميليشيات الشيعية ذات النفوذ القوي. وقال العيساوي: «إنهم يُحكمون الخناق على أهل السنّة لأقصى الدرجات». وتنامت إلى مسامعي شكاوى مماثلة من «أثيل النجيفي»، وهو المحافظ المنتخب لمحافظة نينوى قبل أن يجتاحها تنظيم «داعش» في يونيو وينجح في احتلال عاصمتها الموصل. وقال لي «نجيفي»، عند زيارتي لأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بعد أن لجأ إليها عند وصول إرهابيي «داعش» إلى نينوى، إن العديد من أهل السنّة رحبوا بـ«داعش» في بداية الأمر باعتباره أفضل من حكومة المالكي. ولقد سئم معظم أهل السنّة من هذه الأوضاع ولم يبق أمامهم إلا مواجهة «داعش» إن أرادوا أن يكون لهم مستقبل في العراق. وقال في واشنطن: «إذا أردنا إشراك الناس في المهمة، فسيتعيّن علينا أن نمنحهم الأمل بحدوث بعض التغيير. ويأمل أهل السنّة ألا يروا الأمور وقد عادت إلى ما كانت عليه قبل 10 يونيو». لذلك فالشرط الأول لمجابهة «داعش» هو إقناع السنّة بأن مستقبلاً سياسياً ينتظرهم في العراق. وأشار النجيفي إلى أن السنّة يريدون الآن الحصول على ضمانات بحكم محافظاتهم، مثل الأنبار ونينوى. ويقضي الشرط الثاني بدعم مقاتلي العشائر السنّية الذين عبروا عن رغبة صادقة في مواجهة «داعش» في الأنبار ونينوى ولكنّهم يشتكون من عدم حصولهم على السلاح والتدريب الكافيين. وفي هذه النقطة بالتحديد، تقع المسؤولية الأساسية على الأميركيين. وقال العيساوي شاكياً: «لقد رفض المالكي والعبادي إعطاء السلاح للعشائر السنّية، لكنّهم جهّزوا الميليشيات الشيعية بأكثر من الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها الجيش العراقي ذاته». وركّز انتقاداته على «قوات الحشد الشعبي» المثيرة للجدل والتي تتألف من ميليشيات شيعية بعضها يمثل قوات عالية التنظيم تدعمها إيران. وأعرب العيساوي عن مخاوفه من أن يؤدي الدعم الذي يتلقاه الحشد الشعبي من إيران إلى استنساخ حالة جديدة من الحرس الثوري الإيراني الذي أصبح يشكل العمود الفقري للقوات المسلحة الإيرانية. ومما يؤجج هذه المخاوف أن قائد الحرس الثوري الإيراني «قاسم سليماني» كثيراً ما ظهر في العراق إلى جانب القادة الميدانيين للميليشيات الشيعية. وسألت العيساوي: «وهل يمكن اعتبار سليماني أقوى رجل عسكري في العراق؟»، فأجاب: «وهل يساوركم الشك في هذا؟». والآن، يعبر قادة السنة عن مخاوفهم من دخول الميليشيات الشيعية إلى الأنبار على خلفية ما حدث في السابق عندما قامت تلك الميليشيات بسرقة وتخريب الممتلكات السنّية. وبدلاً من حصر مهمات الميليشيات في قتال «داعش»، طالب العيساوي البرلمان العراقي بتشكيل وحدات للحرس الوطني يمكنها أن تحارب على مستوى المحافظات تحت إمرة الجيش العراقي. لكن هذا المطلب ووجه بالرفض بسبب المعارضة الشيعية القوية. *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون ميديا سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©