الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمن.. ومحنة المقاتلين الأطفال

17 مايو 2015 23:42
اختفى عبد الله علي (15 عاماً) من منزله صباح أحد الأيام قبل ثلاثة أشهر. وبعد مرور أسبوع، اتصل الصبي بعائلته المذعورة ليخبرهم بأنه انضم للمتمردين الحوثيين، ليصبح واحداً من العدد المتزايد من الجنود الذين يقاتلون في الحرب الأهلية باليمن وهم ما زالوا تحت السن القانونية. وقال والده علي (49 عاماً)، والذي يعمل موظفاً حكومياً: «إنه مجرد طفل، ولا يزال في الصف التاسع، وكان يجب أن يكون في مدرسته وليس في الجبهة». ووفقاً لجماعات حقوق الإنسان وعمال الإغاثة، فإن مئات وربما آلاف الصبية يقاتلون في صراع اليمن، والكثير منهم تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً. ويرى خبراء أن تفاقم الفقر في البلد يعد السبب الرئيسي لانضمام الأطفال للجماعات المسلحة. ويوجد الأطفال الجنود تقريباً في كل فصيل يقاتل في اليمن. ووفقاً لبعض التقديرات، فإن صبية أقل من 18 عاماً يشكلون نحو ثلث قوات المتمردين الحوثيين المقدر عددهم بنحو 25000 مقاتل. وخلال العام الماضي، اجتاح الحوثيون الجنوب، قادمين من معاقلهم الشمالية، ليسيطروا على العاصمة صنعاء، ويحاصرون مدينة عدن الجنوبية. ومنذ مارس، شن تحالف من دول عربية، بقيادة السعودية، هجمات جوية لدحر المتمردين وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي للسلطة. وبينما اشتدت وطأة الحرب، يُعتقد أن عشرات المقاتلين الأطفال قد لقوا مصرعهم. من جانبه، ذكر جوليان هارنيس، ممثل اليونيسيف في اليمن، أن الفصائل المتحاربة، ومن بينها فرع «القاعدة» في اليمن والانفصاليين الجنوبيين.. يبدو أنها تزيد من تجنيد القصر، من خلال تقديم المال والوجبات المنتظمة وغيرها من الفوائد. وأكد هارنيس: «أن تصبح مقاتلا فهذا ينظر إليه كوسيلة لكسب المال للبقاء على قيد الحياة بالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين يأتون من خلفيات فقيرة». وذكرت الأمم المتجدة وجماعات الإغاثة أن الطعام والوقود أصبح نادراً بالنسبة للعديد من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة، بسبب المعارك والحصار المفروض على البلاد. وقد أجبرت هذه الاضطرابات معظم المدارس على الإغلاق، ما عزز من إمكانية تجنيد الأطفال. من جانبه، أكد جلال الشامي، ناشط في مجال حقوق الإنسان في اليمن، أن الوضع الإنساني المتدهور يجبر المزيد من العائلات على تحويل الأطفال إلى معيلين. وأضاف: «لديك الآن مشكلة متزايدة، وهي أن الآباء يرفضون عودة أبنائهم من القتال لأن عائلاتهم باتت تعتمد على الأموال التي يجمعونها. وفي بعض الحالات، بإمكان الصبي كسب أكثر من 100 دولار شهرياً، وهو مبلغ كبير بالنسبة للسكان الذين كان نصفهم يعيش على أقل من دولارين يومياً قبل الاضطرابات الحالية». وأشار الشامي إلى مخاطر المشاركة في القتال على المدى الطويل بالنسبة للأطفال، ومنها حدوث صدمات نفسية قد تطاردهم حتى مرحلة البلوغ، ما يسبب الاكتئاب والسلوك المعادي للمجتمع. يذكر أن استخدام الأطفال المجندين قد بدأ يزداد في اليمن خلال سلسلة من الحروب بين الحكومة والحوثيين بدءا من عام 2004. وفي 2007، وقعت الحكومة البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، وهي اتفاقية دولية تنص على اعتبار الـ18 كسن أدنى للتجنيد. كما دخلت اليمن في اتفاقية مع الأمم المتحدة لوقف تجنيد الأطفال من قبل القوات المسلحة. بيد أن الحوثيين أطاحوا في فبراير بحكومة هادي التي تدعمها الولايات المتحدة. ويشجع هجومهم القوات المناهضة للحوثيين -ومن بينها عدد متزايد من القبائل السنية في الجنوب وفي مأرب الغنية بالنفط، شرق صنعاء- على اللجوء لتعزيزات من الأطفال للرد على القتال، وفقاً لندوى الدوسري، الخبيرة بشؤون القبائل اليمنية في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط في واشنطن. وقد أوضحت أن اليمن مجتمع قبلي ترتبط فيه الرجولة بالقدرة على استخدام السلاح، لكن الأطفال لم يكن يُسمح لهم بالقتال على مدار التاريخ، غير أن التوسع الحوثي غير ذلك. من جانبه، لم ينكر محمد البخايتي، عضو المكتب السياسي للحوثيين، أن الجماعة تستخدم الأطفال في أمور مثل العمل في نقاط التفتيش. إلا أنه ادعى بأنه ليس مسموحاً للأطفال دون 18 عاماً بالمشاركة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©