لم تكن الجولة التي نظمتها شركة أبوظبي لإدارة رياضات السيارات إلى حلبة مرسى ياس، مجرد جولة بين الإنشاءات والمباني التي تشهد عملا جبارا، يتسارع على قدم وساق، لكنها كانت جولة في أرجاء حلم كبير، يتشكل شيئا فشيئا، ليصبح مع أواخر العام القادم حقيقة تبهر العالم وعشاق رياضة الفورمولا،1 ولايمكن أن تحوي الكلمات تفاصيل ما يدور هناك على أرض الحلبة، لأن تفاصيل الصورة غنية بالتفاصيل المبهرة، والعمل الضخم، الذي يمثل حقيقة الإرادة الإماراتية التي من السهل أن تتحول معها الأحلام إلى واقع·
على أرض الحلبة سرنا، وفوق النقطة الأسرع والأعلى وقفنا، وفوق المبنى الذي من المحتمل أن يكون خاصا بفريق ماكلارين وقفنا، وتفقدنا الغرف والتجهيزات، ومن المارينا إلى مرسى اليخوت، والمركز الطبي ومنطقة التجهيزات، وموقع برج الشمس، والمركز الإعلامي والفندق، امتدت الجولة قرابة الساعتين، لكننا لم نشعر بالوقت، بعد أن خطفنا الإبهار من كل شيء، وأنسانا حرارة الشمس، ونحن بصحبة هيفاء الشكيلي وكلير فيرنيل مسؤولتي الإعلام بشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات·
ومن المقرر أن تشهد حلبة ياس الجولة السابعة عشرة من بطولة العالم للفورمولا1 في نوفمبر من العام القادم، والتي سوف تشهد الإعلان عن بطل العالم، وقد أكدت هيفاء الشكيلي أن العمل يسير وفق المعدل المرسوم له، وأن كل يوم هناك جديد على أرض الحلبة، التي سينتهي العمل فيها قبل الجولة، من أجل إجراء التجارب عليها، والتأكد من جاهزيتها التامة لاستضافة الحدث الكبير، وأن هناك منشآت لم يكن لها وجود منذ أسبوع مثلا، واليوم أصبحت واقعا، مثل المركز الطبي الذي يتم إنشاؤه بالقرب من مباني الفرق والمركز الإعلامي·
وخلال الجولة وقفنا على النقطة الأسرع والأعلى في السباق، والتي تطل على المدرجات، وأيضا على مركز الصيانة أو ''بيت سنتر''، وبالنسبة للمدرجات فهي تتناثر على الحلبة، وبعضها يسع 11 ألف متفرج، والبعض 7 آلاف، وهناك مدرج يسع 5 آلاف، وتصميم الحلبة يراعي إمكانية زيادة أعداد المدرجات في المستقبل إذا ما استدعت الضرورة ذلك، وتوجد بعض المدرجات المكيفة، وتتفرد الحلبة بميزة هي الأولى على مستوى العالم، كونها مغطاة، وفي برج الشمس الذي سينطلق منه السباق ويبلغ ارتفاعه 60 مترا، هناك أماكن لكبار الشخصيات·
ويمتد التميز في حلبة ياس إلى أكثر من شق ليجعلها متفردة بعدد من الخصائص عن مثيلاتها عالميا، فإضافة إلى كون المنشآت بالحلبة مستوحاة من الطرز العربية، فإنها أيضا صديقة للبيئة، كما أن برج الشمس سيتم تشغيله من الطاقة الشمسية، وأيضا سيتفرد فندق مرسى ياس بميزة لا مثيل لها في العالم، كون مجرى السباق سيمر من خلاله من خلال جسر يربط بين الفندق والحلبة، وهناك أنفاق بالقرب من منطقة التجهيز ستتيح للمتسابقين النزول لإجراء تجهيزاتهم، والعودة للحلبة من خلال هذه الأنفاق، إضافة إلى نفق آخر في أكثر النقاط خطورة في المسار، بحيث إنه في حالة عدم قدرة المتسابق على التيقظ لهذه النقطة أو عبورها بالشكل السليم، يصبح بإمكانه الهروب إلى النفق، والعودة منه إلى المسار·
كما امتدت الزيارة إلى المركز الإعلامي والذي يتسع لـ 600 صحفي وإعلامي، وهو منشأ بالقرب من مبنى الفرق ويطل على ثلاثة مسارات للسباق، كما أنه قريب من منطقة التجهيزات والفندق والمركز الطبي، الأمر الذي يمنح الإعلاميين فرصة القرب من كل مواطن الأحداث، وأيضا المدرجات التي ستمتد فيها شاشات العرض العملاقة ليتمكن عشاق الفورمولا من متابعة المسارات البعيدة عنهم·
وزار الوفد الإعلامي في الحلبة مبنى الفرق، واختار المرافقون من شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات المبنى الذي من المحتمل أن يكون مستقرا لفريق ماكلارين بطل العالم، وهو نفس طراز المباني الأخرى لبقية الفرق والمطلة على مرسى اليخوت، وتم تجهيزها لتوفير أعلى درجات الراحة للفرق والمتسابقين، وسيتم تجهيز السقف في كافة المباني ليكون ساحة للاستجمام ولقاءات الفرق مع الإعلاميين وعشاقهم من شتى بقاع العالم·
وبخصوص تجهيز الحلبة لتكون صالحة لإقامة جولة ليلية عليها، أكد مسؤولو شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، أنه وفق تعليمات الاتحاد الدولي، فإن أجندة العام الجديد لن تشهد سوى جولة ليلية واحدة في سنغافورة، وبناء عليه فإن حلبة ياس لن تشهد إقامة جولة ليلية في الموسم القادم، وأن تجهيز الحلبة للآن، يسمح بإقامة بعض السباقات الأخرى للسيارات ليلا، وليس الفورمولا،1 وأن هذه السباقات لن تقام إلا بعد جولة الفورمولا،1 وفي حالة الطلب مستقبلا إقامة الجولة ليلا، فإن ذلك ممكن بعد إجراء عدد من التجهيزات الأخرى، وإن بدا هذا الاحتمال ضعيفا، خاصة في ظل عدم وجود فارق كبير في التوقيت بين أبوظبي وأوروبا، وهو ما يتم بسببه اللجوء لإقامة الجولة ليلا·
وقد تم إنشاء حلبة مرسى ياس لتكون مجهزة دائماً للسباقات حيث يمكن إجراء السباقات فيها ضمن واحدة من ثلاثة تشكيلات، ويمتد المسار الكامل لحلبة سباق الفورمولا 1 على طول مسافة 5,55 كيلومتر (3,4 ميل) مع 21 منعطفا، 12 منها على اليسار و9 على اليمين، ليبلغ تقريباً زمن الجولة الواحدة دقيقة واحدة و40 ثانية، ويتجه خط سير الحلبة بعكس عقارب الساعة·
أما التشكيلان الثاني والثالث لمسار الحلبة فهما أقصر من التشكيل الأول، حيث يبلغ طول التشكيل الثاني مسافة 3,15 كيلو متر (1,9 أميال)، ويبلغ طول التشكيل الثالث مسافة 2,36 كيلو متر (1,46 ميل)، ويمكن السير على المسارين الإضافيين بشكل مستقل عن بعضهما البعض، مما يتيح إجراء سباقين منفصلين في آن معاً على أرض حلبة مرسى ياس·
وجاءت حلبة مرسى ياس كثمرة لتعاون عدّة جهات مختلفة، حيث قام المبدع ''فيليب جورجيان'' بتصميم المخطط المعماري للحلبة، وتتولى شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات إدارة الرؤية الشاملة للمشــــروع وتتولى أيضاً مســــؤولية الإشراف الإبداعي، وإدارة الاتصالات، ومرافق الحلبة، والدعاية والتسويق لسباقات السيارات و الفعاليات التي ستقام على الحلبة و مرافقها·
تجدر الإشارة إلى أن العمل في إنشاء الحلبة بدأ فعلياً في شهر فبراير ،2007 وتسير الأعمال على الحلبة وفق الجدول الزمني المخطط له وسينتهي العمل فيها خلال فترة زمنية مناسبة يسمح لفريق شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات باختبار كافة مرافقها قبل بدء السباق في بداية شهر نوفمبر، وتبدو الأطراف المعنية والهيئات الرياضية الإدارية واثقة من سير عمليات الإنشاء والتطوير بطريقة انسيابية على الحلبة كما هو مخطط لاستضافة سباق جائزة طيران الاتحاد للفورمولا·1
ويوجد في الوقت الحالي 4 آلاف عامل على أرض الحلبة، وسيبلغ أقصى عدد للعاملين في الحلبة إلى 5500 عامل مع نهاية العام الحالي، وبحلول نهاية سبتمبر عام 2008 سيكون العمل على هذا الموقع قد استغرق 7,9 مليون ساعة عمل·
شركة أبوظبي
لإدارة رياضة السيارات
شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، هي مشروع مشترك بين حكومة أبوظبي (جهاز الشؤون التنفيذية) وبين شركة الدار العقارية الرائدة في مجال التطوير العقاري في الإمارة، وقد تأسست الشركة في أبوظبي بهدف الإشراف على أعمال إنشاء حلبة مرسى ياس و إدارة مقر سباق جائزة طيران الاتحاد الكبرى للفورمولا 1 ·2009 وسوف تتولى شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات إدارة حلبة السباق وكافة المرافق الأخرى على أرض الحلبة متضمنة مضمار السباق وحلبة الكارتينج، ويتألف فريق الإدارة في الشركة من خبراء بارزين في هذا المجال، ويلتزم فريق الإدارة بإقامة حلبة حديثة و متطورة لسباقات السيارات بمستوى عالمي· ويعد طيران الاتحاد الراعي الأبرز لسباقات جائزة طيران الاتحاد الكبرى الأول في أبوظبي حتى عام ·2011
50 ألف مقعد في انتظار الجماهير
تتطلع شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات في أول سباق لاستقبال الجمهور الإماراتي والدولي من داخل الدولة أو خارجها لملء كافة المدرجات البالغ عدد مقاعدها 50 ألف مقعد وتهدف لزيادة هذا العدد بشكل ملحوظ عاماً بعد عام·
وبالنسبة للحصول على التذاكر أو ضيافة الشخصيات المهمة أو غير ذلك مما يتعلق بسباق جــائزة طيران الاتحاد الكبرى للفورمولا 1 فبالإمكان القيام بذلك من خلال الموقع الخاص بالبطولة، أو الاتصال بمركز الاتصالات الخاص بشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات·
وسيكون هناك برنامج مكثّف لسباقات السيارات المحلية والدولية التي ستقام في الحلبة كل عام، حيث تهدف شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات إلى توسعة الفعاليات، حتى لا تكون الحلبة مقراً لسباقات الفورمولا 1 الكبرى فحسب، إذ تطمح لجعل حلبة مرسى ياس مركزاً حيوياً على مدار العام·
وستكون حلبة مرسى ياس أكبر بكثير من مجرد حلبة للسباق، حيث إنها مع مرافقها الأخرى مجهزة لاستضافة العديد من الفعاليات الترفيهية الكبرى مثل الحفلات الموسيقية والعروض، فضلا عن توفير مكان مذهل للفعاليات الجماعية، ويعمل الفريق الرياضي جاهداً لوضع أفضل قائمة ممكنة للجدول الزمني لفعاليات عام ·2010
الحلبة الأكثر تقدماً في العالم
تقع حلبة مرسى ياس على جزيرة ياس الواقعة شرق جزيرة أبوظبي، وجزيرة ياس هي مجرد واحدة من الجزر البالغ عددها 200 جزيرة والتي تشكل مجتمعة العاصمة أبوظبي، وتبعد جزيرة ياس مسافة 15 دقيقة عن مطار أبوظبي الدولي، وسيصل طريق سريع من 12 حارة بين المطار وجزيرة ياس وجزيرة السعديات ومركز إمارة أبوظبي، وتبعد الحلبة حوالي 25 دقيقة بالسيارة عن مركز مدينة أبوظبي·
ولم يكن الدافع وراء هذا المشروع تطوير مركز للسباقات يفخر اتحاد الفورمولا 1 بزيارته فحسب، بل كان الدافع أيضاً إيجاد مركز متميز ورائد لسباقات السيارات يسلّط الضوء على المنطقة ويبرز الفرص الكثيرة الموجودة في الإمارات·
وعند اكتمالها، ستكون حلبة مرسى ياس إحدى أكثر الحلبات في العالم تقدماً من الناحية التكنولوجية، ومما يزيد من تفرّد الحلبة وخصوصيتها تجربة الزوار لمزيج من التراث والثقافة العربية وحفاوة الضيافة إلى جانب التمتع بمشاهدة مجريات الأحداث على مسار الحلبة·
وتضم حلبة مرسى ياس مبنيين للتوقف، ومضمارا مبتكرا للسباقات، وتشكيلا فريدا على شكل فراشة لحلبة سباقات سيارات الكارتينج، والمدرجات الأنيقة ومنطقة المرسى المتطورة متضمنة الفندق ونادي اليخوت·
وستجلب استضافة سباقات الفورمولا 1 معها العديد من الفرص، فعلى الصعيد المحلي- على سبيل المثال- ستجلب الفخر والتقدير ضمن المنطقة، وعلى الصعيد الدولي ستزيد الوعي العالمي بالدولة الإمارات، الأمر الذي من شأنه التأثير اقتصاديا على المنطقة بطريقة غير مباشرة، وبالإضافة لذلك، ومن خلال إنشاء مركز يميز رياضة السيارات، ستكون هناك فرص تجارية قوية في قطاع أبحاث وتطوير السيارات·
وتهدف شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات إلى وضع معايير جديدة مع سباق جائزة '' طيران الاتحاد الكبرى للفورمولا ''1لتجعل من أبوظبي إضافة فريدة على بطولة الاتحاد الدولي لرياضة السيارات ئةء للفورمولا 1 ·
وقد مُنح امتياز استضافة سباق الجائزة الكبرى لإمارة أبوظبي لمدة سبع سنوات قابلة للتجديد حتى عام ·2016
عدد اليوم
