بدأت المدن حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية، تنافس بعضها البعض في مضمار أطول العجلات الترفيهية في العالم. ومن عين لندن إلى سنغافورة فلاير ومن ستار في مدينة نانتشانج الصينية إلى هاي رولر في لاس فيجاس، تحتدم منافسة عالمية لنيل شرف لقب أطول عجلة ترفيهية في العالم.
وفي أميركا، يجري العمل حالياً في إنشاء عجلة نيويورك من قبل سلطات جزيرة ستاتن في مدينة نيويورك كواحدة من معالمها البارزة في المستقبل. ومن المخطط إنجاز أعمال العجلة بنهاية 2017، لتصبح الأعلى في العالم، لكن وعلى صعيد منافسة العجلات الترفيهية حول العالم، ربما يصعب على نيويورك الاحتفاظ باللقب طويلاً.
وتحدو المخططين ثقة كبيرة في تجاوز تصميمهم بسهولة للمنافسة الحالية، حيث تزيد عجلة نيويورك في طولها عن عين لندن بطولها البالغ 443 قدماً وسنغافورة فلاير بنحو 541 قدماً، كما تفوق عجلة نيويورك بطول 630 قدماً، هاي رولر في لاس فيجاس التي يناهز طولها 550 قدماً والمكونة من 28 كابينة مغلقة، والتي تعتبر الأطول في العالم في الوقت الحالي.
ومن المخطط أن تحتوي عجلة نيويورك 36 كابينة، ليبلغ إجمالي حمولتها 1440 شخصاً في الجولة الواحدة مع وزن من المتوقع أن يصل إلى 7 آلاف طن عند الانتهاء منها.
لكن وعلى الطرف الآخر من حلبة التحدي، تتأهب عين دبي للتربع على رأس قائمة المنافسة كأطول عجلة ترفيهية في العالم عند الفراغ من تشييدها. وبتصميمها الذي يشكل إنجازاً هندسياً غير مسبوق في جزيرة بلو واترز، من المنتظر أن تقف العجلة شاهقة عند ارتفاع يقدر بنحو 821 قدماً مكونة من 48 كابينة مكيفة الهواء، تتيح لمن بداخلها فرصة الاستمتاع بالنظر لأبرز معالم مدينة دبي.
ومن المخطط أن يحتوي مشروع الجزيرة الصناعية بكلفته البالغة 1,6 مليار دولار، مرافق أخرى بجانب مشروع عين دبي، ومن ضمن هذه المرافق، السوق العربية التقليدية ومطاعم ومركز تجاري وردهة طعام وفندق فئة خمس نجوم. ويضم المشروع كذلك، غابة استوائية مغلقة، تشابه لحد كبير الغابات المطرية الاستوائية الحقيقية، حيث تحتوي على أكثر من 3 آلاف من الفصائل النباتية والحيوانية. وتعكف شركة ميراس، على تنفيذ هذا المشروع بجانب فريق من المقاولين من بينهم مامويت، الشركة الهولندية الخاصة المشاركة في عجلة نيويورك.
وفي غضون ذلك، يبدأ مستثمرو نيويورك، استعدادهم لقبول المزيد من التكاليف وعمليات التأخير، أملاً في الاستحواذ على الذهب عند تحطيم رقم جينيس. وارتفعت ميزانية المشروع من 200 مليون دولار إلى 550 مليون لتصل في الوقت الحالي إلى 580 مليون دولار، ما جعلها أكثر العجلات تكلفة في التاريخ حتى الآن.
ورغم أن عين دبي ستكون الأطول في العالم، متجاوزة عجلة نيويورك بنحو 191 قدماً، لم يتم الإعلان عن أي تغيير في ميزانيتها المبدئية المقدرة بنحو 234 مليون دولار. ومن المؤكد تمتع سكان نيويورك بلقب المركز العالمي الأول، حال فشل دبي في الانتهاء من مشروعها، الحلم الذي لا ينبغي أن يعولوا عليه كثيراً.
ومن المتوقع أن تدر عجلة نيويورك، أرباحاً تزيد عن 166 مليون دولار سنوياً بحلول 2021، الأرقام التي يمكن تحقيقها في حال بلغ عدد زوارها 4 ملايين في العام المقبل ونحو 3,5 مليون سنوياً خلال الأعوام المقبلة.
وتقدير أرباح العجلات الضخمة، ليس بالمهمة السهلة. وفي حين أصبحت عين لندن من أكثر المواقع شهرة في المدينة، لم يحالف الحظ هاي رولر في لاس فيجاس، في جذب السياح بنفس القدر، وبينما توقع المستثمرون، أن يتراوح عدد زوار هاي رولر بين 8 إلى 11 ألفاً يومياً، لم يتجاوز العدد 5 آلاف بالكاد.
وبمقارنة عائدات كل من هاي رولر وعجلة نيويورك، تتوقع عين دبي، عائدات بنحو 100 مليون دولار خلال السنة الأولى، بنمو يصل إلى 200 مليون دولار سنوياً بعد 2020، كما من المرجح أن تضيف المرافق الأخرى الملحقة بعين دبي، ميزة أخرى تزيد من جاذبيتها وترجح كفتها على لاس فيجاس ونيويورك.
وفي طريقها لترى النور بحلول 2018، وعند الفراغ من المشروع، من المنتظر أن تتفوق عين دبي، على نيويورك ولاس فيجاس من حيث العائدات وعدد الزوار.
وتسعى كلتا المدينتين للاستفادة من مثل هذه المشاريع كمصدر لعائدات السياحة التي تدر مبالغ مقدرة لخزائنها، بيد أن إمكانية التنفيذ في الوقت المحدد تبقى رهن الانتظار.
*رئيس لجنة التبرعات في الحزب الجمهوري الأميركي
عدد اليوم
