الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

احتياطيات أذربيجان من الغاز تغري كبريات شركات الطاقة

20 مايو 2011 21:06
صممت محطة سنجا تشال في أذربيجان لتكون أول وصلة في سلسلة جديدة ستربط الاتحاد الأوروبي بمصدر آخر للغاز الطبيعي على نحو يقلل من اعتماد القارة على روسيا. تحت مياه بحر القزوين على مسافة قرابة 60 ميلاً من السهول القاحلة حول سنجا تشال يقع حقل شاه دنيز المحتوي على 1000 مليار متر مكعب من الغاز. وبحلول عام 2017 ستكون المرحلة الثانية من تطوير هذا الحقل قد زادت إنتاج غاز أذربيجان السنوي إلى ثلاثة أمثاله ليصبح 24 مليار متر مكعب الأمر الذي يتيح المجال لإمداد قارة أوروبا. يزعم جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية بأنه انتهز هذه الفرصة في شهر يناير حين قام بزيارة عاصمة أذربيجان باكو وبتوقيع اتفاقية استيراد غاز أذربيجان التي تعد منعطفاً مهماً في هذا المجال. خط أنابيب ويتوقف الأمر كله على بناء خط أنابيب يجمع بين غاز أذربيجان وعملاء في أوروبا. وهناك ثلاثة اتحادات شركات تدرس بناء هذه الوصلة وينتظر أن يصدر قرار نهائي في هذا الشأن خلال هذا العام. وقال مراد حيدروف كبير الاستشاريين في سوكار شركة الطاقة الحكومية في أذربيجان: “تعتبر 2011 سنة حاسمة، ونأمل في المستقبل أن يصل غازنا إلى ما بعد جيراننا ويتوجه إلى أسواق أوروبية”. وقال إن حدث ذلك فسوف يساعد على معالجة أحد نقاط الضعف الاستراتيجية الأوروبية. وتستورد الدول السبع والعشرون أعضاء الاتحاد الأوروبي نحو 60 في المئة من غازها وتعتبر روسيا أهم مورديها حيث تصدر إلى الاتحاد الأوروبي قرابة ربع احتياجاته، غير أن ذلك يخفي تفاوت اعتماد كل دولة أوروبية عن دول الاتحاد الأخرى، إذ تعتمد فنلندا واستونيا وليتوانيا ولاتفيا على روسيا في 100 في المئة من استهلاكها بينما تعتمد أربعة أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي على موسكو بنسبة 70 في المئة كحد أدنى. وتجلّت نقاط الضعف المحتملة في تلك الدول عام 2009 حين تسبب خلاف بين روسيا وأوكرانيا في قطع الإمدادات عنها. ومتى ينتهي العمل في توسعات حقل شاه دنيز سيكون لدى أذربيجان 10 مليارات متر مكعب من الغاز لتبيعه لأوروبا كل عام. وتعتبر بي بي شركة النفط البريطانية المشغل الرئيسي في اتحاد مؤلف من سبع شركات يرمي إلى استثمار نحو 20 مليار دولار في “حقل شاه دنيز 2”. ويعد اختيار مسار خط الأنابيب الصحيح أول عقبة خطيرة. ولا تخلو مثل هذه المشاريع الكبرى من تضارب بين الاعتبارات السياسية والحسابات الاقتصادية. ويعتبر خط أنابيب نابوكو أكثر المشاريع المرشحة طموحاً إذ تعتبره المفوضية الأوروبية أفضل خيارات توصيل القارة باحتياطيات الطاقة في حوض بحر القزوين بكامله شاملاً ليس أذربيجان فحسب بل جاراتها الغنية بالغاز أيضاً، خصوصاً تركمانستان. مشروع نابوكو ويهدف مشروع نابوكو إلى مد خط أنابيب طوله 2400 ميل من تركيا إلى النمسا يكفل إمداداً بديلاً لتلك الدول التي تعتمد اعتماداً كبيراً على روسيا. ربما يحصل نابوكو على تأييد سياسي أوروبي، ولكن تكلفته هي الأعلى مقارنة بمشاريع أخرى والتي يقدرها اتحاد الشركات بنحو 7.9 مليار يورو (11 مليار دولار). غير أن تقييم تكلفته الداخلية ارتفعت إلى 16 مليار دولار، بحسب مصادر عليمة بالأوضاع رغم وصف متحدث رسمي بأن ذلك مجرد تخمين. وهناك تقدير خارجي لتكلفة خط الأنابيب بلغ نحو 20 مليار دولار. وقال رينهارد ميتشيك مدير عام مشروع نابوكو: “ليس مهماً أن يكون الأرخص. المهم أن يكون الأكثر اجتذاباً. إذ أن نابوكو سيبلغ منتهاه في النمسا قلب مركز الغاز الأوروبي. وسيكون بوسعنا نقل الغاز الطبيعي إلى كل دولة في أوروبا بما يشمل المملكة المتحدة”. ومن المخطط أن تكون سعة نابوكو السنوية 31 مليار متر مكعب (أكثر من ثلاثة أمثال كمية الغاز التي تصدرها أذربيجان حالياً) وهو ما يعكس مدى طموح الخطة الأصلية التي تشمل نقل احتياطيات غاز إيران إلى أوروبا. أما الآن وقد باتت إيران خارج الخطة يسعى مشروع نابوكو إلى إعادة هيكلة ذاته لاستجلاب الغاز من مصادر أخرى في بحر قزوين أو منطقة الشرق الأوسط، بحسب رودولف اولارد مدير عام الموارد الطبيعية في بنك آي إن جي. ويحتاج نابوكو نحو 20 مليار متر مكعب غاز، ضعف الكمية المعروضة من أذربيجان ليتاح له تقديم رسوم تنافسية حسب ريكاردو وبوليتي رئيس قسم الطاقة في البنك الأوروبي. غير أنه لا يوجد غير دولتين اثنتين في مقدورهما إمداد هذا الفرق من الغاز - تركمانستان وشمالي العراق - وكلاهما ينطوي على مجموعة من المصاعب، إذ سيكون على حكومة العراق المركزية الموافقة قبل أن تتمكن المنطقة الكردية الشمالية من تصدير الغاز ومن غير المرجح أن يمنح هذا التصريح قريباً. أما بشأن تركمانستان فسيتعين بناء خط أنابيب آخر أسفل بحر قزوين ليصل إلى حقول الغاز، وتصر كل من روسيا وإيران على وجوب الحصول على موافقتهما أولاً. ويخشى مسؤولون كبار في اتحاد شركات شاه دنيز معنيون ببلوغ أفضل عرض رسوم لنقل غازهم إلى أوروبا من خطة تعتمد على إمدادات واردة من مصادر غير محددة. وبسؤال أحد المسؤولين عمّا إن كان نابوكو سيدرس تقليل سعته مع إمكانية زيادتها مستقبلاً قال هذا المسؤول إنه لم يدرس هذا الخيار بعد وأنه يتعين اتخاذ القرار من قبل المساهمين. وهناك مشروعات أخرى مرشحة وهي أقل تكلفة وأبسط غير أن خطوطها أقل ملاءمة. فهي تنتهي في إيطاليا وليس النمسا مركز الغاز الأوروبي. وهناك خطط أنابيب عبر الإدرياتيكي الذي يمكن أن يستخدم البنية الأساسية القائمة في تركيا واليونان ويبني وصلة تحت بحرية طولها 84 ميلاً من إلبانيا إلى إيطاليا بتكلفة 1,5 مليار يورو. أما خط اي جي اي بوسيدون فيقترح أن يتبع مساراً مماثلاً ينتهي بوصلة تحت بحرية أطول بتكلفة 1,3 مليار يورو. وسيكون لكليهما معاً نحو ثلث سعة نابوكو بحيث يستوعبان صادرات أذربيجان. وقد طلب اتحاد شركات شاه دنيز من خطوط الأنابيب المتنافسة إصدار عروض رسوم رسمية بحلول أول اكتوبر 2011. وسيتخذ الشركاء القرارات النهائية ولكن سيكون لحكومة أذربيجان القول الفصل. فهل سيتوقف الخيار النهائي على اعتبارات اقتصادية أو سياسية؟ يؤكد حيدروف على أن الجدوى التجارية هي التي ستكون العامل الفيصل. نقلاً عن: فايننشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©