الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطلب على الفنادق العائلية يحفز الاستثمار بقطاع الضيافة الإسلامية في دبي

الطلب على الفنادق العائلية يحفز الاستثمار بقطاع الضيافة الإسلامية في دبي
17 مايو 2013 22:23
حفزت مستويات الإشغال المرتفعة على الفنادق العائلية والملتزمة بقواعد الضيافة الإسلامية، المستثمرين ومشغلي الفنادق، على توجيه بوصلة استثماراتهم المستقبلية إلى هذا القطاع المتنامي في دبي، بحسب مسؤولين في فنادق. وأكد هؤلاء أن مبادرة دبي لأن تصبح عاصمة للاقتصاد الإسلامي وتركيز استراتيجيتها السياحية على قطاع السياحة العائلية ضمن رؤية الإمارة لتطوير القطاع السياحي، والتي تستهدف الوصول إلى 20 مليون سائح بحلول عام 2020، يشكلان حوافز إضافية لتوسيع مفهوم الضيافة الإسلامية في الإمارة. وأشار هؤلاء إلى تحقيق الفنادق الإسلامية والعائلية في دبي، والتي تحظر تقديم المشروبات الكحولية، نسب إشغال تراوحت بين 90 و9% خلال الربع الأول من العام الجاري، لافتين إلى أن نموذج دبي للفنادق الإسلامية جاء شاملاً لمختلف معايير الضيافة الإسلامية، من دون أن يقتصر على تقديم الطعام الحلال فقط. ويستهدف نموذج الفنادق الإسلامية النزلاء من الجنسيات والديانات كافة حيث تصل نسبة نزلاء بعض هذه الفنادق في دبي من غير المسلمين إلى 60%، فيما تفضل العديد من العائلات والأسر الغربية الإقامة في هذه النوعية من الفنادق الملتزمة بعدم تقديم الكحول خاصة مع اصطحابهم للأطفال. وارتفع عدد الفنادق التي لا تقدم المشروبات الكحولية في دبي إلى نحو 198 فندقاً، تشكل نحو 49,6% من إجمالي عدد الفنادق العاملة في الإمارة البالغ بنهاية العام الماضي نحو 399 فندقاً، بحسب الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري. وتتركز الحصة الأكبر من الفنادق التي تحظر تقديم الكحول للنزلاء في الفنادق من فئة النجمة الواحدة والنجمتين وثلاث نجوم، حيث تستحوذ الفئات الثلاث على نحو 77% من عدد هذه الفنادق، فيما تتوزع النسبة المتبقية على فنادق الخمس نجوم بواقع 5 فنادق وفنادق الأربع نجوم بواقع 28 فندقاً. ووفقا للبيانات تقدر حصة الفنادق الخالية من الكحول من إجمالي الغرف الفندقية في دبي نحو 24%، تعادل 13784 غرفة فندقية من الإجمالي المقدر بنحو 57?34 ألف غرفة بنهاية العام الماضي، فيما تبلغ حصة الفنادق من فئات النجمة إلى ثلاث نجوم من غرف الفنادق الخالية من الكحول بنحو 53?9%، بواقع 7435 غرفة، مقابل 5886 غرفة لفنادق من فئة الأربع نجوم والخمس نجوم. الاستثمارات الفندقية وتشير هذه الأرقام بحسب عمار كنعان المدير العام بمجموعة أوريس الفندقية إلى اتجاه بوصلة الاستثمارات الفندقية نحو الفنادق الإسلامية أو ما يعرف بالمفهوم العائلي للفنادق التي لا تقدم المشروبات الكحولية، مشيرا إلى أن المجموعة سجلت نموا يزيد على 624% في عدد الغرف خلال الفترة من عام 2008 عندما بدأت بنحو 180 غرفة لتصل هذا العام إلى 1303 غرف. وأكد كنعان أن المجموعة التي بدأت استثماراتها في قطاع الضيافة الصديق للعائلة في عام 2008، استفادت بشكل كبير من الطلب المتنامي على هذه الشريحة من الفنادق التي لا تقدم المشروبات الكحولية لنزلائها. ولفت إلى أن هذا القطاع جذب العديد من المستثمرين الذين لديهم سيولة عالية وكانوا يترددون في الاستثمار في القطاع الفندقي، مؤكدا أن الشركة واصلت الاستثمار في هذا القطاع رغم الأزمة المالية العالمية وخلال فترة الركود، الأمر الذي مكنها من زيادة محفظتها خلال هذه الفترة القصيرة. وأوضح أن الشركة بدأت استثماراتها في هذا القطاع بفنادق صغيرة الحجم من فئة 3 نجوم ثم توسعت بمشاريع أوريس بلازا فئة 5 نجوم حتى بات لديها حاليا نحو 1303 غرف، وبدأت الشركة في تلقى طلبات لإدارة وتشغيل فنادق مماثلة خارج دولة الإمارات لتتواجد في صحار بسلطنة عمان وفي عمان بالأردن، وتدرس عقود أخرى في الرياض والسودان. وعن نوعية جنسيات النزلاء في هذه الفنادق، أوضح كنعان أن الإشغال في هذه الفنادق لا يقتصر على المسلمين فحسب، بل يمتد إلى غير المسلمين كذلك ومن الجنسيات كافة، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال لدى فنادق المجموعة بلغت منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية أبريل الماضي نحو 96%. رؤية 2020 وترمي رؤية دبي 2020 إلى تطوير القطاع السياحي والوصول بعدد السياح إلى 20 مليون سائح بنهاية العقد الحالي، لزيادة جاذبية الإمارة كوجهة للسياحة، عبر ثلاثة محاور، أولها أن تصبح الإمارة وجهة رائدة عالمية للسياحة العائلية تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي أشار فيها سموه إلى أهمية أن تصبح دولة الإمارات وجهة رائدة عالمية للسياحة العائلية. وتعكف دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي على لعب دور محوري في تنسيق الأنشطة السياحية مع الشركاء في القطاع لتوسيع مناطق الجذب الحالية، والفعاليات والتجارب السياحية التي تلبي احتياجات العائلات، حيث يشمل ذلك ابتكار باقات مصممة خصيصاً للعائلات للاستفادة القصوى من المقومات السياحية لدبي تشمل المدينة، وصحاريها وشواطئها، وبيئتها البحرية، وذلك من خلال التسويق الفعال للمواقع التاريخية والتراثية، والمرافق والمنشآت الرياضية العالمية المستوى، والقدرات الكبيرة في قطاع الرحلات البحرية. ومن جانبه، قال وليد العوا، المدير العام لفندق تماني في دبي، إن الطلب القوي على قطاع الضيافة الصديقة للعائلة والملتزمة بعدم تقديم المشروبات الكحولية، في إمارة دبي يعكس ازدهار هذا المفهوم لدى المستثمـرين الباحثين عن عوائد متوافقة مع أحكام الشريعة من جهة، وعوائد مجزية من جــهة أخــرى في ظل مستويات الإشغال في هذه الفنادق التي بلغت خــلال الربع الأول من هذا العام أكثر من 95%، وبمتوسط للعام قدره 86%. نتائج مبشرة وأضاف العوا، أن العام الحالي يشير إلى نتائج مبشرة لفندق تماني، والذي يعد الفندق الوحيد في منطقة المارينا-دبي الذي يتميز بصبغته الإسلامية، حيث شهد الفندق عددا من الزيادات في نسبة الإشغال وتنوع الأسواق، بالإضافة إلى تحقيق زيادة في إيرادات الغرفة الفندقية المتاحة. وذكر أن الفندق سجل خلال الربع الأول من هذا العام زيادة في نسبة الإشغال تراوحت بين 4 و 5% ، ليس مقارنة مع الربع ذاته في العام 2012 ، ولكن مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة. وأوضح العوا أن نسبة الإقبال على حجوزات فندق تماني المارينا شهدت زيادة أيضا من قبل عدد من الأسواق الرئيسية مثل دولة الإمارات، المملكة العربية السعودية، ورابطة الدول المستقلة، وأوروبا ودول الخليج بشكل عام، مما يشير إلى انتشار قبول فكرة الضيافة الإسلامية العائلية، ويعكس بروز فندق تماني كعلامة تجارية لمفهوم الضيافة ذات الطابع الإسلامي. ولفت إلى أن النمو لم يقتصر على هذه الأسواق بل شهد زيادة في نسبة الإقبال من دول أخرى جديدة مثل الصين، والهند، واستراليا وجنوب أفريقيا. وأضاف أن هناك رضا كبيراً عن مفهوم الفنادق التي تدعم القيم الإسلامية والالتزام بالمعايير العالمية المعترف بها دولياً في السياحة والضيافة، وتقديم الخدمات الشخصية. بدوره اعتبر معين سرحان، المدير العام لفندق ميلينيوم بلازا دبي التابع لمجموعة ميلينوم آند كوبثورن، أن الاستثمار في قطاع الضيافة الإسلامية أحد المجالات الرئيسية التي تستقطب المستثمرين في القطاع الفندقي مستقبلا وذلك لأسباب عديدة أبرزها العائد المرتفع من قبل النزلاء وخصوصا العائلات، فضلا عن سهولة الحصول على تمويلات من البنوك الإسلامية. وأوضح أن نسب الإشغال بفندق ميلينوم بلازا دبي الذي يضم 413 غرفة، بلغت حتى الآن 88%، الأمر الذي يعكس مدى الإقبال على هذه النوعية من الفنادق التي لا تقتصر فقط على المسلمين، موضحا أن نسبة نزلاء الفندق من غير المسلمين تتجاوز 60%. وقال إن هذه النوعية من الفنادق التي لا تقدم المشروبات الكحولية وتقدم الأطعمة الحلال، تقدم خدماتها بمعايير الضيافة العالمية، وهو ما عكسه أحدث استطلاع رأي أجراه الفندق مؤخرا للنزلاء وبلغت فيه نسبه الرضا أكثر من 92%. وأشار إلى أن نوعية النزلاء تختلف باختلاف المواسم، حيث في فترات المعارض ترتفع نسبة النزلاء من رجال الأعمال والمشاركين في المعارض، وفي مواسم الأعياد والصيف تغطي فيه السياحة العائلية التراجع خلال فترات توقف المعارض، مما يجعل الإشغال متواصلاً على مدار العام. وأوضح سرحان أن «نزلاء سياحة الأعمال والمؤتمرات سيشكلون نسبة مرتفعة من معدلات الإشغال في الفندق، الذي سيستفيد من القاعات الكثيرة المخصصة للاجتماعات، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي مقابل محطة مترو أبراج الإمارات مباشرة على شارع الشيخ زايد». ولفت إلى أنه «على الرغم من حصول الفندق على تصنيف خمس نجوم وعلامة (فندق أعمال) من دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، فإنه يركز بشكل كبير على سياحة العائلات والترفيه». وتوقع سرحان أن تتزايد استثمارات قطاع الضيافة الإسلامية خلال السنوات المقبلة، وأن تأخذ حصة لا بأس بها من التوسعات المستقبلية للقطاع الفندقي بإمارة دبي، في حال تم اختيار الإمارة لاستضافة معرض إكسبو 2020، فضلا عن اتجاه دبي لأن تصبح عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي. بدورها قالت مروة مصطفى مديرة إدارة المبيعات في فندق تاج بالاس الذي يعد أول فندق إسلامي من فئة الخمس نجوم في إمارة دبي، إن نسبة الإشغال بالفندق خلال الربع الأول من هذا العام زادت على 82%، رغم التوسع الكبير في قطاع الضيافة الإسلامية في الإمارة، ودخول العديد من الفنادق الجديدة التي لا تقدم المشروبات الكحولية. ونوهت بأن ارتفاع نسب الإشغال يؤكد قوة هذا القطاع والفرص المستقبلية للنمو. وأوضحت أن القطاع السياحي في دبي يمتلك العديد من المقومات التي تدعم استدامة نمو الإشغال الفندقي عند مستويات مرتفعة، لاسيما على صعيد قطاع الطيران وحركة المسافرين عبر مطار دبي. وقالت مروة مصطفى أن غالبية نزلاء (تاج بالاس) من العائلات الخليجية ودول الكومنولث، فضلا عن الأوروبيين، والنزلاء القادمين من دول أميركا اللاتينية الذين يسجلون معدلات نمو سريعة في الفترة الأخيرة ويقصدون دبي للسياحة. وأوضحت أن الإشغال في الفندق، يشير إلى أن غالبية العائلات العربية ترغب في السكن بمكان هادئ ونظيف وملتزم، فيما تنظر نسبة كبيرة من الأجانب خاصة العائلات التي تضم أطفالا، إلى الكحول والتدخين على أنهما من العادات السيئة والضارة ويفضلون تجنبهما خاصة أمام الأطفال. 25% حصة الضيافة الإسلامية في الشرق الأوسط ? وفقاً لتقديرات شركات متخصصة في الاستشارات الفندقية يتوقع أن تبلغ حصة الضيافة الإسلامية من الفنادق بين 20% إلى 25% من إجمالي الفنادق في منطقة الشرق الأوسط والخليج خلال الـ 10 أعوام المقبلة. ويصل إجمالي عدد الغرف الفندقية المخطط لها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتشمل الغرف التي دخلت مرحلة التشييد والغرف في المشروعات الفندقية قيد الدراسة، وصل إلى 120 ألف غرفة تحتضنها 491 منشأة فندقية جديدة. ويبلغ عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء في دبي حتى نهاية فبراير الماضي نحو 16 ألف و588 غرفة فندقية من مختلف الفئات، لتتصدر المدينة المركز الأول في المنطقة وإفريقيا قائمة الوجهات الاستثمارية في القطاع، بحسب تقرير مؤسسة «إس تي آر جلوبال» المتخصصة في الأبحاث الفندقية. وتستحوذ مناطق شارع الشيخ زايد والفنادق الشاطئية في دبي الحصة الأكبر من عدد الغرف الجديدة في حين تتسارع السلاسل الفندقية العالمية على إدخال نحو 5 آلاف غرفة فندقية إلى الخدمة حتى نهاية العام الجاري. وتشير بيانات صادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي إلى أن إجمالي عدد الغرف الفندقية الجديدة التي ستدخل إلى السوق السياحية بدبي حتى نهاية العام 2015 يصل إلى 17 ألفاً و759 غرفة وشقة فندقية جديدة وتوقعت البيانات ارتفاع إجمالي عدد الغرف في الإمارة بنهاية 2015 إلى نحو 92 ألف غرفة فندقية وشقة، وهو ما يدل على الازدهار الذي يحققه القطاع السياحي في المدينة، والذي يستقطب العلامات الفندقية العالمية ويزيد من تنافسها على إدارة المنشآت الفندقية في المدينة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©