الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف السكوك الإسلامية في دبي

متحف السكوك الإسلامية في دبي
24 نوفمبر 2008 01:06
بماذا أصفه؟ أهو الصندوق الثمين الذي يحفظ بداخله أغلى الجواهر وأجمل الماسات؟ أم أنَّه ذلك الحصن المنيع الذي يحمل على أكتافه إرث حضارتنا الثمين؟ أم لعله المتحف الأثري الذي يضم بين محتوياته تراث أسلافنا وهو لا يقدر بثمن؟ إنَّه قصة تاريخية مجسمة تحكي لنا تاريخ النقد وتطوره من العصر الجاهلي إلى زماننا الحالي ترويها دار السكوك الإسلامية في دبي· أولت حكومة دبي أهمية كبيرة للحفاظ على التراث الإسلامي الذي يعد اللبنة الأساسية للمستقبل الواعد، فقامت بتخصيص أحد المباني التاريخية ليكون داراً للسكوك الإسلامية حيث يحتوي على مختلف أنواع النقود· يقع المبنى في منطقة البستكية بالقرب من مسجد الديوان، وقد بني في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من جريد النخيل، وفي عام 1944م تم بناؤه من الأحجار البحرية والجص· ويضم المتحف عدة غرف للعرض تمثل الأولى إدارة المتحف، والثانية تضم معلومات عن تاريخ النقود، أما الغرفة الثالثة فتشتمل على 16 قطعة نقدية من الدراهم الساسانية المعربة التي تُدُووِلت في عصر الخلافة الراشدة، وتسلط الغرفة الرابعة الضوء على الدراهم والدنانير في العصر الأموي حيث تجد فيها 64 قطعة نقدية من ذلك العصر بدءاً من عصر الخليفة عبدالملك بن مروان وحتى سقوط الخلافة عام 132 للهجرة في عهد آخر خلفائها مروان بن محمد· أما نقود العصر العباسي فنجدها ماثلة في الغرفة الخامسة حيث تحتوي على 115 قطعة من عهد مؤسسها الخليفة أبوالعباس السفاح حتى سقوطها في عهد المستعصم بالله· كما نجد في المتحف 45 قطعة من نقود مصر وبلاد الشام وتركيا استخدمت في عهد الدول الطولونية والإخشيدية والفاطمية والمملوكية والخلافة العثمانية جميعها معروضة في الغرفة السادسة من الدار· ويحتوي المتحف كذلك على 91 قطعة من نقود العراق والمشرق الإسلامي ونقود تعود إلى عهد الدولة البويهية والسامانية والسلجوقية والصفارية· وفي الغرفة الثامنة نشاهد 22 قطعة من النقود المتداولة في شمال إفريقيا والأندلس، منها نقود الدولة الأموية في الأندلس والأغالبة وبنوزيري· وفي الغرفة التاسعة 102 قطعة من نقود الجزيرة العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها الدولة الرسية التي تعد أول دولة تسك أسداس الدراهم، حيث تميزت النقود الرسية بجمال خطها وصفاء معدنها· أمّا الدولة الصليحية التي سكت نقودها في عدن وذي جبلة فقد كانت عملاتها سيئة الضرب، خاصة عندما أضاف صانعوها إلى الذهب بعض المعادن الرديئة· وقد تم استخدام العديد من العملات النقدية في منطقة ساحل عمان وبقية دول الخليج العربية منذ فجر التاريخ، منها المسكوكات اليونانية (الإغريقية) التي استخدمت في القرن الأول الميلادي، وكانت من الفضة والنحاس، أما درهم المهلب بن أبي صفرة فقد استخدم في العام 57هـ وهو درهم عربي على الطراز الساساني، واستخدم الدرهم الأموي منذ عام 81 حتى العام 90 للهجرة وقد ضرب في عمان، واستخدمت دنانير ودراهم بني أسامة في الفترة مابين 299-313 هجرية لكل من الحاكمين أحمد بن هلال وعبدالحليم بن ابراهيم· وتم تداول الدنانير والدراهم الوجيهية منذ العام 316-358 للهجرة، وحلت محلها الدنانير والدراهم البويهية حتى عام ،398 وبقيت إلى أن جاءت الدنانير المكرمية في عام 410 وحتى 426 هجرية، ثم تلتها الدنانير القلهاتية حتى عام 890 للهجرة، أما لارينات هرمز فقد تم تداولها كعملة تجارية بحرية استخدمت بين الموانى منذ العام 900 حتى 1200 هجري ثم جاء الريال النمساوي 1781م، وهو عملة تجارية تزن 28جم، وعرفت عند العامة بالريال الفرنسي· واستخدمت في نفس الفترة الدوكات البوهيمية الذهبية (المشخص) عملة تجارية من الذهب الخالص تزن 7 جرامات نظراً لصفاء معدنها نافست دوكات البندقية· أما الشاهيات والقرانات فعملات معدنية استخدمت كأجزاء للريال النمساوي· وأصبحت الروبيات الهندية منذ العام 1833م العملة الرسمية في إمارات الساحل ودول الخليج العربية بعد اتفاقية الهدنة مع بريطانيا حتى العام 1966م، وفي يونيو من العام نفسه استخدم الريال السعودي بعد سحب الروبية الهندية لفترة قصيرة لحين صدور ريال قطر ودبي· وتم استخدام الدينار البحريني في إمارة أبوظبي بعد سحب الروبية الهندية في الفترة مابين 1966-1973م، ثم حل محلها ريال قطر ودبي، حيث أصبح عملة رسمية في دبي وبقية الإمارات، ثم جاء الدرهم الإماراتي الذي سك عام 1973م، وهو أول عملة وطنية بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة· وقد خصص المتحف غرفة تضم العملات التذكارية لدولة الإمارات والتي تم إصدارها في مناسبات مختلفة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©