السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مايكروسوفت» تسعى إلى تطوير «ويندوز 8»

17 مايو 2013 22:27
تستعد مايكروسوفت أكبر شركة برمجيات في العالم، لإجراء مزيد من التطوير على نظام تشغيلها ويندوز 8، وأعلنت مؤخراً أنها تعتزم إصدار نسخة معدلة من البرمجية قبل آخر هذا العام. تشير النسخة المعدلة التي تحمل اسماً رمزياً هو بلو (أزرق) إلى مقاربة جديدة لمايكروسوفت تطرح بها إصدارات سنوية تواكب بها برمجيات منافسيها أبل وجوجل. صمم ويندوز 8 ليجمع بين العمل على أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت) ولكنه أثار الكثير من الانتقاد. وقال ريتشارد ودوهيرتي المحلل في انفجنييرنج شركة بحوث التكنولوجيا في نيويورك: «يشعر الناس بالحماقة حين يجلسون أمامه». وكشفت بحوث مستفيضة لاستخدامات نظام تشغيل 8 عن عدم رضا الكثيرين عنه، بحسب دوهيرتي، وسخر بعض الخبراء من محاولته مفرطة الطموح للجمع بين وجه استخدام جهاز الكمبيوتر الشخصي وبين أوجه استخدام شاشات اللمس في منتج واحد. مايكروسوفت مستعدة الآن للاعتراف بأن البرمجية أربكت بالفعل عملاءها. وواجه مستخدمو الكمبيوتر الشخصي على وجه الخصوص صعوبة كبرى في تعلم البرمجية، بحسب تامي ريلر رئيسة التسويق والماليات في قسم ويندوز، التي قالت إن التغييرات المصممة لتسهيل استخدام البرمجية تجرى الآن بكل جد. طالب كثير من المستخدمين مايكروسوفت بإطلاق شاشة ويندوز المعتادة عند فتح الجهاز بدلاً من إجبارهم على البدء بشاشة ذات مربعات ملونة مصممة للأجهزة ذات شاشات اللمس. كما واجهت مايكروسوفت بمطالبات إعادة زر البدء Start الذي طالما كان أداة إبحار مألوفة لمستخدمي الكمبيوتر الشخصي. وكان يخشى من الرضوخ لهذه المطالبات الملحة اعتباره اعترافاً صريحاً بأن العديد من المستخدمين ليسوا مستعدين بعد للتحول المفاجئ إلى حوسبة شاشة اللمس مع ويندوز. كما أعلنت مايكروسوفت مؤخراً أنها تعتزم إجراء تغييرات أخرى بجانب تغيير واجهة الاستخدام من أجل إنجاح ويندوز 8. كذلك كان إطلاق البرمجية في أكتوبر الماضي قد واجه مشكلة نقص تدريب موظفي مبيعات التجزئة وارتفاع أسعار الأجهWزة، بحسب ريلر. ويعتبر من الأولويات الآن خفض سعر أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لابتوب) ذات شاشات اللمس التي تعرض مزايا البرمجية على النحو الأفضل. ولذلك تقدم مايكروسوفت أقصى حوافز مالية لهذه الأجهزة وهو أمر كان من المفروض أن تفعله وقت إطلاق البرمجية، بحسب ريلر. كما أن مايكروسوفت تسعى إلى تشجيع مصنعي الأجهزة على إنتاج مزيد من الأجهزة الصغيرة الأقل تكلفة. وبذلك يمكن أن تنخفض الأسعار سريعاً إلى نحو 400 دولار ثم تتوجه نحو سعر 300 دولار، بحسب ريلر. لم يعان نظام تشغيل ويندوز 8 ما عاناه نظام تشغيل فيستا من مشاكل الجودة. إذ تجاهل العديد من مستخدمي الشركات تلك النسخة من ويندوز وانتقلوا مباشرة من نسخة إكس بي السابقة إلى ويندوز 7. وبالنظر إلى تحول نحو ثلثي مستخدمي الشركات بالفعل إلى ويندوز 7، فإنه من المنتظر أن تواجه مايكروسوفت لحظة فارقة حين يقرر عملاؤها من الشركات ما إن كانوا سيتجاهلون جيلاً آخر من البرمجيات متمثلاً في ويندوز 8. فإذا امتنع أولئك العملاء عن تبني ويندوز 8 ستكون مايكروسوفت قد فقدت فرصة اللحاق بالتطورات التي حققتها أبل وجوجل في مجال حوسبة شاشات اللمس. غير أن فشلا من هذا القبيل الآن لن يكون له على مايكروسوفت ذات التأثير لو كان حدث في الماضي. ذلك أن نشاط شركة مايكروسوفت الآن لا يتمحور حول نظام التشغيل كما كان الحال من قبل حسب مارك أندرسون محلل التكنولوجيا المستقل. حيث نهض قسم الخوادم والأدوات وأضحى ركيزة ثالثة للشركة فيما بات إكس بوكس أحد أهم ابتكارات الشركة، بحسب ما أثبته النجاح الذي حققه جهاز التحكم كاينكت المستجيب لحركة المستخدمين. وقال خبراء إن النمو التدريجي المستمر لبرمجية أوفيس - التي تم تطويرها من البداية بغرض العمل على ترسيخ الولاء لويندوز - حوّل تطبيقات الأعمال إلى أكبر أسواق مايكروسوفت، الأمر الذي جعل الشركة تواجه مأزقاً استراتيجياً: إما أن تنهي استراتيجية ويندوز المركزية وتطلق أوفيس لأجهزة تابليت التي لا تعمل على ويندوز والتي تتزايد حصتها على حساب سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، أو أنها تحتفظ بمجموعة التطبيقات المستخدمة على نطاق واسع كحافز لتعزيز مبيعات ويندوز 8. وقال أندرسون إن مهنية بالمر تكون بذلك على المحك. صحيح أنه نجح في بث روح إبداعية جديدة في الشركة محفزاً مديري المنتجات على الإقدام على مخاطرات أكبر من خلال إطلاق نسخ برمجيات جديدة. إلا أن اتخاذ قرار واحد وهو بلوغ نظام تشغيل قادر على إدماج أجهزة الكمبيوتر الشخصية مع أجهزة التابليت - من الممكن أن يشكل خطراً على كثير مما سبق أن أنجزه. منذ سنتين أثار المستثمر الناشط ديفيد آينهورن ضجّة حين ناشد أعضاء مجلس إدارة مايكروسوفت بإقالة مديرها التنفيذي. وقام مجلس الإدارة آنذاك بالضغط على بالمر لكي يسرع من وتيرة الابتكار ويعدل من تشكيل فريقه، حسب مصادر عليمة بالشركة آنذاك. وإذا أخفق إعطاء ويندوز 8 دفعة ثانية مطلوبة الآن، فإن ذلك قد يترتب عليه شن هجوم على بالمر مجدداً. يعتقد معظم المحللين أن وضع بالمر سيظل آمناً ما دام يحتفظ بدعم رئيس مجلس الإدارة بيل جيتس الذي كان هو نفسه مدير هندسة البرمجيات في السنوات الحرجة حين فقدت مايكروسوفت بعض قوتها مع ظهور أجهزة آبل ذات شاشات اللمس. وقال خبراء إن موروث كلا الرجلين الآن قد وضع على المحك. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©