الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع تكلفة استكشاف النفط في المياه العميقة

17 مايو 2013 22:28
بعد حادثة انفجار حفار شركة ترانسوشن (ديبو وتر هورايزون) وغرقه في خليج المكسيك في أبريل 2010، تمثلت إحدى العواقب في تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجهها عمليات استكشاف النفط البحرية. ورغم أن طفرة إنتاج النفط والغاز الصخري براً سيطرت على مناقشات التقدم التكنولوجي في مجال الطاقة، فإن ما طرأ من مستجدات بحرية في ذات المجال لا تقل أهمية. وكان الموضوع الاستراتيجي الرئيسي الذي شــغل اهتمام ستيف نومين رئيس تنفيذي ترانســوشن قبيل الكارثة، متمثلاً فيما إن كان معدل التــقدم سيســـتمر بتلك الوتيرة. وبالنظر إلى تناقص إنتاج الاحتياطيات السهلة من النفط والغاز، فإن شركات النفط توجــهت نحو مياه أعمق ونحو تكوينات صخـــرية أعقد ومكامن أكثر خطورة، وتتمثل مهمة ترانسوشن في توفير المعدات والأفراد لتمكين تلك الشركات من إجراء ذلك. كانت بئر ماكوندو قد حفرتها هورايزون لحساب بي بي في مياه عمقها ميل واحد واستكملت الحفر لعمق ميلين ونصف الميل أسفل قاع البحر، وأضحى من الشائع الآن الحفر في مياه فائقة العمق لما يزيد على 7500 قدم، كما أن بئر تايبر التابعة إلى بي بي والتي حفرتها هورايزون في عام 2009، كانت على عمق ستة أميال تقريباً تحت قاع البحر. لابد لهذه الصناعة من خوض هذه الأعمال بسبب وجود احتياطيات النفط والغاز الجديدة في تلك الأماكن، وحوالي 80% من الحقول التي اكتشفت العام الماضي عالمياً كانت في مياه عميقة - أكثر من 4500 قدم تحت سطح البحر - أو مياه فائقة العمق. تلك الآبار المتزايدة الصعوبة تشكّل متطــلبات أكبر على الحفارات، بما يشمل منــاولة أنابيــب أطول وأغطية للآبار وضــبط اتجاه الحفر بطريقة أدق وحمل مزيد من المعدات لمراقبة النفط والغاز في البئر. ونتيجة لذلك تتزايد أيضاً تكاليف الحفارات، إذ يبلغ سعر سفينة الحفر الحديثة القادرة على العمل في أعماق تصل إلى 12 ألف قدم ما تتراوح بين 700 مليون و750 مليون دولار. كما تتزايد تكاليف التشغيل والصيانة زيادة حادة تتراوح بين 50 و60% منذ عام 2008، حسب نيومان، هذا بالإضافة إلى عدم توفر العدد الكافي من مهندسي الحــفر المهرة ومصانع السفن القادرة على استــيعاب ســفن الحفر العملاقة التي يمكن أن يزيد طولها على ثلاثة ملاعب كرة قدم. وعلى الرغم من تزايد التكاليف، لاتزال هذه الصناعة مقبلة بقوة على المياه العميقة منذ سبع سنوات، لم يكن هناك سوى 25 إلى 30 سفينة حفر قادرة على العمل في مياه فائقة العمق، أما اليوم فهناك حوالي 110 سفن حفر، بالإضافة إلى أكثر من 55 سفينة حفر من المخطط تسليمها في خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة. وتتلخص رؤية نيومان مدعومة من مجلس إدارة ترانسوشن الحالي في أن تلك التوجهات تعني أن على الشركة الاستمرار في استثمار نحو 2.5 إلى 3 مليارات دولار سنوياً للحفاظ على أسطولها القائم وبناء حفارات جديدة أكثر تقدماً يطلبها عملاؤها. يختلف رأي كارل ايكان المستثمر الناشط الذي يمتلك حصة 5.6% في ترانسوشن، فهو يحتج بأن الشركة دأبت على الاستثمار لتحصل على كثير من العقود ذات الربحية المتدنية. ولكن نيومان اعترض على رأي ايكان وقال إن العقد لعشر سنوات الذي أبرم مؤخراً مع رويال دتش شل مثلاً سيكون له عائد جيد جداً وسيكون للشركة أصول تكفل للشركة 25 عاماً أخرى من التشغيل المجزي. من الذي سيثبت صوابه في هذا الجدل سيتوقف في نهاية المطاف على سعر النفط. قال نيومان إن شركات النفط تريد حقولاً بحرية في مياه عميقة ضمن محافظها وإنه سيكون هناك حاجة إلى تلك الحقول في الأجل الطويل لتفي بالطلب العالمي المتزايد. غير أن تراجع النفط مؤخراً ينبه الأوساط المعنية بأنه بالنظر إلى أن طفرة الولايات المتحدة الصخرية تزيد المعروض في السوق فإن تراجع الطلب ربما يخفض من أسعار النفط في الأجل المتوسط، وربما لسنوات عديدة. فإذا حدث ذلك فإن الحكمة وراء استكشاف المياه العميقة عالية التكلفة لن تكون صائبة تماماً، صحيح أن عقوداً لعدة سنوات ستساعد على حماية عائدات ترانسوشن ولكن رهانها على حفارات عالية المواصفات قد ينقلب سلباً. عن «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©