الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«صن تك» الصينية تواجه شبح الإفلاس

17 مايو 2013 22:28
منذ أربع سنوات حين كانت شركة صن تك باور هولدنجز أكبر مصنع ألواح طاقة شمسية في العالم، وكان زينجرونج شاي أحد أكبر أثرياء الصين، أبرم شاي اتفاقية ستسهم فيما بعد في هبوط هذه الشركة. وفيما وصفه محللون بأنها مجموعة معقدة من المعاملات، ساعد شاي في تمويل أداة استثمار تسمى صندوق الطاقة الشمسية العالمي الذي خلق طلباً على ألواحه الشمسية. ودخل شاي وغيره من موظفي صن تك بعد ذلك في دعوى قضائية بشأن الاشتباه في ممارسة تحايل وغش في الصندوق، إن هذه الأداة كان تم هيكلتها بغرض رفع أعباء الديون عن دفاتر صن تك. وقال شاي أمام المحكمة العام الماضي: «لم ترد صن تك أن تفرض سيطرتها على إدارة الصندوق المقترح». وأضاف: «لو كان لصن تك السيطرة لاضطرت إلى ضم بيانات الصندوق المقترح المالية إلى بياناتها». غير أنه في العام الماضي بدأ الصندوق ينحل على نحو منع صن تك من بيع الأداة، في الوقت الذي حان فيه تاريخ استحقاق تسديد سندات بقيمة 541 مليون دولار. صن تك الآن تواجه قضية إفلاس أمام محكمة صينية، وممنوع على شاي السفر من الصين بدون موافقة المحكمة. يعزى انهيار صن تك حسب محللين والشركة ذاتها إلى تدني أسعار الألواح الشمسية عالمياً. غير أن مستندات المحكمة ودلائل أخرى تشير إلى أن صن تك رائدة الطاقة المتجددة الصينية قد تضررت بقرارات إدارية فاشلة وقصور في حوكمة الشركة، وهي أمور يتحمل شاي المسؤولية الكبرى إزاءها. وقال شاي إنه سعى إلى حل مشاكل الشركة وأقر بأن ليس كل ما اتخذه من قرارات كان صحيحاً وأنه يتحمل بعض المسؤولية. كان أمام شاي مجال لضخ النقد اللازم في شركته. إذ أنه التقى الصيف الماضي بمندوبين من بنك اوف تشاينا وبنك الإنماء الصيني اللذين عرضا إنقاذ صن تك لو أن شاي ضمن الشركة بأمواله الخاصة. وتخطط صن تك لبيع بعض أصولها وتسريح أكثر من 100 موظف إداري ما يبلغ أكثر من 20 في المئة من قوة موظفيها الاداريين بحلول شهر يونيو المقبل في شركتها التابعة الرئيسية في ووكسي ضمن إجراءات إعادة الهيكلة. لدى صن تك حالياً حوالى 4000 موظف في ووكسي ونحو 2000 موظف آخرين في أنحاء العالم. وكان آخر تعداد رسمي للموظفين 17693 موظفاً في عام 2011. يذكر أن سهم الشركة أغلق على 61 سنتاً يوم الجمعة 3 مايو في بورصة نيويورك. ولا تزال المفاوضات جارية مع مسؤولين محليين حول ما إن كانت شركة حكومية محلية هي ووكسي جيوليان ديفلوبمنت جروب ستشتري حصة أغلبية في صن تك. وقالت صن تك مؤخراً إنها تعتزم الاجتماع قريباً مع الدائنين لمناقشة الحلول الممكنة. كان شاي الصيني الأصل والأسترالي الجنسية حالياً يطمح أن تصبح صن تك التي أسسها عام 2001 لاعباً دولياً. وكان قد قال لصحيفة وول ستريت جورنال في عام 2006 إن الوقت مناسب والأرض خصبة. يذكر أن صن تك جمعت 400 مليون دولار في اكتتاب علني ابتدائي عام 2005، وفي عام 2011 كانت تورد أكثر من 20 جيجاوات من الألواح الشمسية سنوياً ما جعلها أكبر مصنع ألواح شمسية في العالم. وحين تسببت الأزمة المالية العالمية في قطع التمويل عن المشاريع الشمسية حول العالم، بدأت صن تك في الاقتراض حفاظاً على نموها، فتضخم دينها من 841 مليون دولار عام 2007 إلى نحو 2,3 مليار دولار عام 2011. ولم تُجد بعض المساعي المكلفة بما شمل استثمارات في خلايا شمسية أرخص وحصصاً مالية في موردي البوليسليكون. غير أن محللين قالوا إن أكبر عثرة جاءت من صندوق الطاقة الشمسية العالمي الذي استخدمته صن تك في تمويل مشروعات طاقة شمسية تستخدم ألواحها في جنوبي إيطاليا. ساعدت صن تك في إنشاء هذه الأداة عام 2008 ولكنها سلمت الإدارة إلى شركة يتحكم فيها أحد شركاء أعمال صن تك السابقين جافييه روميرو. كانت صن تك تملك 79 في المئة من الصندوق وامتلك شاي 11 في المئة وامتلك روميرو الباقي، ومع انخفاض الطلب العالمي على الألواح الشمسية بات الصندوق والمشاريع التي يمولها مصدراً مهماً لأرباح صن تك. وتم تمويل صندوق الطاقة الشمسية العالمية بقرض بلغ 554 مليون يورو (726,6 مليون دولار) من بنك الإنماء الصيني، بصفته مقرضاً يمول أهداف السياسات الصينية شريطة أن تضمن صن تك القرض. غير أن ذلك تسبب في مشكلة تتمثل في أن تتحمل صن تك مسؤولية ضمان القرض. وتفادياً لذلك تعهد روميرو بضمان صن تك بسندات حكومية ألمانية استخدمتها صن تك في ضمان القرض. وفي العام الماضي حين اقترب تاريخ استحقاق السندات البالغ قيمتها 541 مليون دولار حاولت صن تك بيع حصتها في الأداة إلى اثنين من المشترين حسب شهادة رئيس تنفيذي صن تك ديفيد كينج. غير أنه سرعان ما اكتشفت صن تك أن السندات الحكومية الألمانية لم يكن لها وجود أصلاً، فانسحب المشتريان، ثم أقامت صن تك دعوى على روميرو أمام محكمة سنغافورية في يوليو عام 2012 متهمة إياه بالاحتيال. أثرت هذه القضية سلباً على صن تك وعلى أدائها وسمعتها. يذكر أن شاي كان مدرجاً في قائمة أثرياء الصين التي أصدرتها فوربس عام 2011. وتدهورت حصته في صن تك من 4 مليارات دولار عام 2007 إلى حوالى 31 مليون دولار حاليا. وقال شاي بعد إبعاده: إنه قَبِل التنحي كرئيس تنفيذي في شهر أغسطس، ولكن إقالته كرئيس مجلس إدارة صدمته في شهر مارس. عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©