لجين عمران: أعشق السباحة ضد التيار

إعلامية سعودية بارزة، ولدت في مدينة ''الجبيل'' وعاشت طفولتها في مدينة ''الخبر'' بالمنطقة الشرقية من المملكة، قبل انتقال الأسرة الى البحرين حيث اتجه والدها، الذى كان يعمل بقاعدة الجبيل البحرية الى الأعمال الحرة بعد التقاعد· أثارت بظهورها التليفزيوني كثيرا من الجدل لجرأتها و''مشاغباتها''، فضلا عن إصرارها وعزمها على النجاح وتحدي الأصوات التي تحاول أن تقلل من نجاح وإمكانية المرأة السعودية أو الخليجية في تحقيق ذاتها على الساحة الاعلامية· التقيناها في هذا الحوار: * كيف سلكت طريقك إلى الإعلام وأنت خريجة دبلوم برمجة الكمبيوتر بامتياز؟ ** لم أكن أتصور يوماً أن أكون مذيعة أو أعمل بالإعلام، وأدرك تماماً مقاومة التقاليد السعودية والخليجية المحافظة لهذا التوجه، في البداية عملت مديرة لمركز ترفيهي للأطفال خلال تواجدي في البحرين، وخلال شهر رمضان كنا ننظم برنامجاً للمسابقات يعرض على شاشة تليفزيون البحرين، حيث نستقبل العائلات، وينقل البرنامج على الهواء مباشرة، ومصادفة طلب مني المخرج محمد القفاص أن أخرج على الهواء دون سابق إعداد، وكانت مفاجأة ناجحة لي وللجمهور، بعدها أقنعني المخرج بالعمل كمذيعة بعد تردد وخوف من خوض التجربة· * ماذا كانت ردود أفعال الأسرة بعد هذا الاختيار الشائك؟ ** ترددوا كثيراً، رفضت والدتي الفكرة تماماً في البداية في الوقت الذي تحمس فيه والدي، وناقشني في الأمر بديمقراطية ووضوح، وساعدني في إقناع الوالدة، واتفقنا جميعاً على أن أخوض التجربة، وأنه في حالة نجاحي سيدعمني الجميع، وبالفعل تصادف تنظيم سهرة تليفزيونية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وقمت بإجراء عدة لقاءات في تقرير مصور للبرنامج، ونالت الحلقة استحسان المشاهدين الذين أثنوا على أدائي، وشجعوني، وحظيت بأصداء إيجابية واسعة، ومن ثم التحقت كمذيعة متعاونة في تليفزيون البحرين، وتلمست خطواتي وبداية نجاحي من تشجيع الأهل والأصدقاء· * لكن انتشارك الإعلامي كان من خلال قنوات ''روتانا''·· كيف كان ذلك؟ ** بعد أربعة أشهر فقط من العمل في تليفزيون البحرين، أجريت لقاء لإحدى المجلات البحرينية، وتصادف أن اطلع عليه الأمير الوليد بن طلال، وأوصى إدارة ''روتانا'' في بيروت بالاتصال بي، وكانت بداية رحلتي مع روتانا طرب، ومن ثم روتانا خليجية منذ أغسطس ،2004 وكان برنامج ''حول الخليج'' على قناة ''روتانا طرب'' هو الذي قدّمني إلى الجمهور العربي في كل مكان، وحقق لي الانتشار الإعلامي الواسع· وكان من إعدادي وتقديمي، ثم شاركتني في إعداده الزميلة ياسمين الفردان بعد ذلك· ومن ثم برنامج''كيف الحال مع لجين؟ على ''روتانا خليجية''· ضد التيار * ربما كان سيرك ضد التيار ومشاغباتك للنجوم السبب في بروز اسمك بسرعة ما؟ ** بالتأكيد·· ففكرة البرنامج كانت تدور حول تركيز الانتقادات، والاتجاه بشكل معاكس مع الشخصيات الإعلامية والفنية من ضيوف البرنامج، وكان البرنامج يمثل رصداً نقدياً لمسيرتهم، كما كان يحتاج إلى جهد كبير في الإعداد ومتابعة دقيقة لحياة النجوم· ولا يفترض أن يكون البرنامج سلبيا الى الحد الذي لا يخدم الأهداف المهنية· * يُقال إن البرامج التليفزيونية التي تهتم بمتابعة أسرار الناس، أو التشهير بخصوصيات النجوم، تلقى رواجاً إعلامياً سريعاً· ما رأيك؟ ** جائز··· لكن البرنامج لم يكن يسعى إلى ذلك، وإنما كان التركيز على النقد الهادف البنّاء· *كثير من النقاد أطلقوا عليك لقب ''المذيعة المشاغبة''·· لماذا؟ ** ''تضحك لجين ''·· هناك حدود مهنية للشغب الإعلامي أو الصحفي، وأحياناً يكون استفزاز الضيف لهدف مهني، ويرضي نهم المشاهد، ويثري الحوار، وأنا أحاول دائماً أن أغوص في الأبعاد النفسية من الشخصية لكشف المزيد، وغالباً ما أبحث عن الشخصيات الفنية أو الإعلامية المثيرة للجدل، وأحاول طرح تساؤلات تدور في أذهان الجمهور، أو يتوقعها الكثيرون، لكن لا أظن أن مشاغبتي الحوارية أغضبت الضيوف على الإطلاق· * أين تجدين نفسك بين البرامج؟ ** أميل كثيراً إلى البرامج الحوارية ''الدسمة''، وأحب أن أخوض في تفاصيل الشخصية غير المرئية، بمعنى أركز على الجوانب غير المعروفة للمشاهدين، وأستمتع بالحوارات المليئة بالأحداث والأبعاد والمعلومات التي تثير الفضول، وعادة ما أتوقع أو أفترض وجودها عند الناس· * نعود إلى موقف الأهل والأسرة من شهرتك·· ألم تزعجهم هذه الشهرة أو تثير حفيظتهم في مجتمع محافظ؟ ** أعترف بأن المجتمع السعودي بتقاليده المحافظة العريقة لم يستوعب أو لم ينظر إلى هذه الشهرة ببساطة، إطلالتي وجرأتي على الشاشة لفتت الكثير من الانتباه، لأن عدد المذيعات السعوديات اللاتي يظهرن على الشاشة قليلات نسبياً، لكن استمرار النجاح، وتمكني من أن أعكس صورة الفتاة السعودية بشكل إيجابي ساعدا على استمراري، وما لقيت من تشجيع من الأهل والأسرة والأقارب والأصدقاء دعمني تماماً· حيث كنت في أمس الحاجة إلى هذا الدعم، وأستطيع أن أقول إنني وجدت نفسي، أو أعدت اكتشافها من خلال عملي وحب الناس لي، وفي انتشار الإعلامي وإن كنت ما زلت أنتظر المزيد، وأطمح إلى المزيد من النجاح· * هل تسعدك الشهرة؟ ألا تقيّدك؟ ** الشهرة بالنسبة لي ''محبة الناس''·· ولا تقيّدني على الإطلاق، لأنني تعودت أن أتعامل مع الناس ببساطة وعفوية، وألا أخرج عن حدود المألوف والعادات والتقاليد، وأعيش حياتي بشكل طبيعي جداً، وأحب الاختلاط والاندماج مع الآخرين جداً، فقد عشت في بيروت، وأعيش الآن في دبي، ولم أشعر بالغربة هنا أو هناك تماماً كما هو الحال في السعودية أو البحرين· * أيهما أسبق في تحقيق شهرتك؟ جنسيتك·· جمالك·· عملك؟ ** بالتأكيد عملي، وربما نجاحي كفتاة سعودية، ورؤية البعض على أنني جميلة أسهم في شهرتي، لكن كل الأسباب كانت ستزول بسرعة لو لم أنجح في عملي بكل تأكيد· * لكن ثقافتك الشخصية ساعدتك كثيراً؟ ** نعم·· فالثقافة والشخصية في غاية الأهمية، ولعلها أهم مكونات الشخصية لاسيما لدى الإعلاميين· * هل تشعرين بأهم مميزاتك؟ ** هناك حكمة معروفة تقول: ''رحم الله امرأً عرف قدر نفسه''، وأهم ما أعرفه عن ذاتي أنني عفوية، أقتحم خلوة المشاهد، والأسرة العربية في أي مكان دون استئذان، وعفويتي وحبي لهم يشفعان لي ذلك· * هل تمارسين نجوميتك داخل البيت؟ ** لا·· على العكس من ذلك تماما، فمنذ طفولتي·· وفي فترة صباي، كانت والدتي تجبرني على دخول المطبخ فور عودتي من المدرسة، وحرصت على تعليمنا شؤون البيت، وعندما كبرت ظلت تقول لي دائماً: ''إنسي أنك مشهورة·· أنت أولاً وأخيراً ستكونين أماً وربة بيت، وستكون لديك مسؤوليات عديدة''· * إذن أنت طبّاخة ماهرة؟ **الحمد لله·· أحب المطبخ جداً·· وأستمتع بما أصنع، وأحب تعلم الأصناف الجديدة باستمرار· * كيف تتعاملين مع شقيقتك الصغرى ''أسيل''؟ ** أسيل شقيقتي وصديقتي وابنتي، وأحرص على دعمها ومساندتها وتشجيعها قدر استطاعتي، لا سيما في بداية مشوارها الفني، وشاركت في تصوير جزء من ألبومها الأول ''خجلانة'' حتى أكون بجانبها، والحمد لله هي تلقى النجاح بعد انطلاقتها القوية، وردود فعل الجمهور العربي في كل مكان تؤكد تألقها كمطربة خليجية واعدة، كذلك فإنَّ صوتها كسب احترام وإعجاب الناس بشكل ملموس· * يقال إنك مولعة بالفن؟ ** نعم ··· أنا أرسم، وأهوى الديكور وتصميم الأزياء وتطريزها، وشغوفة بأي شيء له علاقة بالفن، ولديَّ ورشة في البيت للرسم والتصميم، وأنوي استثمار هذه الهواية في المستقبل· برنامج صباح الخير يا عرب لم أتردد في الانتقال الى قناة m.b.c لمكانتها الاعلامية المتميزة والرائدة، ووقعت عقدا مفتوحا معهم بعد انقطاع عن الظهور دام أكثر من عام بعدما ردد البعض اعتزالي الإعلام· وأقدم برنامج ''صباح الخير يا عرب'' بشكل جديد، وهو موجه إلى العائلة العربية، وإلى المرأة تحديداً، ويناقش القضايا الجريئة التي تخص المرأة بشكل مهني محترم دون تسطيح أو إسفاف، والعمل مع m.b.c كان أحد أحلامي، وآمل أن أكون عند ثقة القناة وجمهوري العربي في كل مكان، دون أن أنسى أو أغفل فضل قنوات روتانا عليَّ، وعلى شهرتي ونجاحي