إبراهيم سليم (أبوظبي) - أنجزت شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، 75% من مشروع مركز الأطفال المتكامل لخدمة مرضى التوحد، بمدينة محمد بن زايد السكنية في أبوظبي، حيث من المتوقع اكتمال المبنى أواخر العام الحالي.
وسيحل المركز الذي سيتم تسليمه إلى مجلس أبوظبي للتعليم لتشغيله عند اكتماله وافتتاحه، محل المركز الحالي “نيو إنجلاند” في معسكر آل نهيان تحت المسمى نفسه، بحسب سيف بدر القبيسي رئيس مجلس إدارة الشركة.
وقال القبيسي إن المشروع مقام على مساحة 13 ألف متر مربع ومكون من مبنيين، “إداري” و”تعليمي”، ويتضمن المبنى 16 صفاً تستوعب 100 طالب، ومكون من 4 أجنحة، وكل جناح مكون من 6 غرف، بالإضافة إلى حدائق مزودة بالألعاب، ومكتبة وحوض سباحة، بالإضافة إلى غرف مخصصة للمشرفين داخل المبنى السكني.
يذكر أن إنشاء المركز الجديد يعد جزءاً ضمن خطة شركة “صحة” الاستراتيجية الرامية لتحسين البنية التحتية للرعاية الصحية في الإمارة، فضلاً عن تحقيق رؤيتها المتمثلة في توفير الرعاية الصحية ذات المستوى العالمي للمواطنين والمقيمين كافة في الإمارة.
كما يأتي في إطار تطوير المشاريع الحيوية وتوفير أرقى خدمات الرعاية الصحية العالمية في إمارة أبوظبي، وتقوم شركة صحة بإنشاء وتطوير مرافق صحية عدة والتي من المقرر افتتاحها خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة.
وتقدم سيف بدر القبيسي رئيس مجلس إدارة شركة (صحة)، بالشكر للمجلس التنفيذي على دعمه المتواصل لمشاريع شركة “صحة” التي تسعى إلى توفير الرعاية الصحية المميزة لسكان إمارة أبوظبي، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بتوفير كل ما يلزم من خدمات رعاية صحية وخدمات تعليمية متميزة للمواطنين والمقيمين في مناطق الدولة كافة.
وأكد القبيسي أن المجالين الصحي والتعليمي يحظيان بمتابعة دائمة ومباشرة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الذي أكد في أكثر من مناسبة حرصه على تقديم خدمات نوعية تواكب خطط التنمية والتطوير الشاملة، سواءً في المجال الصحي أو التعليمي.
وأشاد القبيسي بالاهتمام والرعاية التعليمية التي يتلقاها أطفال التوحد، مثنياً على الجهود المبذولة من قبل العاملين في مجلس أبوظبي للتعليم ومركز نيو إنجلاند للأطفال في إنجاح هذا المشروع.
وأضاف أنه في إطار رؤيتنا لتأسيس سلسلة متكاملة من الرعاية لمختلف أفراد المجتمع، فإن المركز يهدف إلى توفير مناهج تعليمية متخصصة متكاملة لأطفال التوحد والسعي إلى دمجهم في المجتمع وخلق الوعي لتقبل حالات التوحد ودمجهم في المجتمع.
وأضاف أنه سيتم تخصيص مدرس لكل طفل أو أكثر من مدرس لاختلاف احتياجات بعض الأطفال، والذين قد يحتاج بعضهم لأكثر من متخصص، مشيراً إلى أن الطلاب موزعون حالياً على ثلاث فيللات، وعقب الانتهاء من تنفيذ المشروع في أواخر العام الحالي سيتم دمجهم داخل المركز.
وتابع “تقوم حالياً شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” بتنفيذ أعمال إنشاء مشروع مركز الأطفال المتكامل لخدمة مرضى التوحد على مساحة إجمالية تصل إلى 13.000 متر مربع، والتي بدأت في أكتوبر 2010، وفقاً للجدول الزمني المحدد لتشغيل المشروع في نهاية 2012”.
ويشمل المركز مبنى تعليمياً يضم 4 طوابق، مع 3 مستويات لمواقف السيارات لاستيعاب 200 سيارة، وهو أكبر من المباني الأخرى، ويتكون المبنى من الإدارة التعليمية والفصول الدراسية وصالة للألعاب الرياضية، وعيادة، ومكتبة لدعم المعلمين، وحمام سباحة داخلي يقع في الطابق العلوي، كما تضم البناية بعض المطاعم والأنشطة للاستجمام، كما تضم مبنى سكنياً يتألف من طابقين وملعب رياضي.
كما تم تصميم المركز بأسلوب عصري وفقاً لأعلى المعايير الصحية العالمية من حيث التخطيط الطبي للمبنى والمساحات الداخلية وحركة الأطفال، وبعد مرحلة التخطيط واسعة النطاق تم الانتهاء من التصميم من قبل استشاريين دوليين وبدأ البناء خلال شهر أكتوبر 2010.
ويجري مركز نيو إنجلاند - أبوظبي أبحاثاً تطبيقية حول أفضل الممارسات في علاج التوحد، حيث تهدف هذه المشاريع البحثية في المركز إلى تحسين فعالية برامجنا العلاجية وتعليم الأطفال الذين يعانون اضطرابات التوحد المهارات اللازمة للتصرف باستقلالية وفعالية باستخدام مبادئ تحليل السلوك التطبيقي، بالإضافة إلى تعليمات فردية مكثفة يتم تزويدها بطريقة أكاديمية وبلغة اجتماعية وعبر المهارات والهوايات والمساعدة الذاتية.
وذكر القبيسي أن المركز سيتم تجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة المتطورة، إلى جانب تطبيق برامج متطورة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون التوحد، حيث يأتي إنشاؤه في إطار خطة واستراتيجية “صحة” نحو الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لمختلف فئات المجتمع.
وأوضح أنه سيكون عبارة عن تحفة معمارية متخصصة ويتماشى مع نظام تعليمي وبيئي داخل المركز، وتم تخصيصه من خلال استشاري متخصص من “بوسطن” بأميركا، والذين أشرفوا على التنفيذ، بالإضافة إلى مشاركة مديري المركز.
ولفت إلى أن الإحصائيات عالمياً بينت أن من بين كل 88 مولوداً يوجد مصاب بالتوحد، وزادت الأعداد المكتشفة من هذه الحالات.
ويعتبر التوحد أحد الاضطرابات التي تؤثر في سلوكيات الطفل، حيث لا يستفيد الأطفال المصابون بالتوحد من البيئة المحيطة بهم كما يفعل أقرانهم من ذوي النمو المعتاد، ما يؤدي إلى وجود خلل في نمو الطفل، ويعاني معظم هؤلاء الأطفال مشكلات لغوية، واضطرابات في السلوك الاجتماعي.
كما يقومون بسلوكيات نمطية متكررة أو غير معتادة، وحينما تتوافر لهؤلاء الأطفال بيئة تعليمية متناسقة ومنظمة تعمل على إشراكهم بشكل فعال في الأنشطة التعليمية، يتمكن معظمهم من تطوير قدراته التعليمية.
وبالإضافة إلى تقديم خدمات العلاج المباشرة للأطفال المصابين بالتوحد، يقدم مركز نيو إنجلاند للأطفال خدمات عديدة أخرى مشابهة لتلك التي يقدمها مقره الرئيس في الولايات المتحدة، والتي تشمل التقييم والتدخل المبكر للأطفال لتعزيز أفضل النتائج، ووضع برامج لمرحلة ما قبل المدرسة، وتوفير خدمات رعاية إيوائية للحالات الشديدة.
كما يوفر خدمات لدعم أهالي الأطفال المصابين بالتوحد، وبرامج للتدريب والتطوير المهني، وبرامج للبحث العلمي للوصول إلى أفضل الممارسات الاكلينيكية في عملية تعليم وعلاج الأطفال المصابين بالتوحد.
وتتضمن مهمة مركز نيو إنجلاند للأطفال - أبوظبي جزءاً مهماً يتعلق بنشر الوعي بالتوحد، وتقديم برامج التدريب والتطوير المهني للجهات الأخرى الراغبة في الحصول على أفضل طرق العلاج المتوافرة.
عدد اليوم
