الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

21 قتيلاً و97 جريحاً باعتداء إرهابي أمام كنيسة في الأسكندرية

21 قتيلاً و97 جريحاً باعتداء إرهابي أمام كنيسة في الأسكندرية
2 يناير 2011 00:16
فجر انتحاري نفسه أمام كنيسة القديسين ماري جرجس والانبا بطرس، بحي سيدي بشر في مدينة الاسكندرية في الساعات الأولى من فجر أمس، عندما بدأ مصلون بالمغادرة بعد قداس بمناسبة بداية العام الميلادي الجديد، موقعاً 21 قتيلاً و97 جريحاً بحسب تصريح متأخر لوزير الصحة المصري حاتم الجبلي الذي بين أن الموقف النهائي في الاعتداء “لم يتحدد بعد”، وكان مسؤولو الصحة في الاسكندرية أعلنوا في وقت سابق أن التفجير حصد 21 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم 8 من المسلمين، في حين أفاد بيان للكنيسة المصرية أن حوالي 25 شخصاً قتلوا مبيناً أنه “أسقط 20 شهيداً غير الأشلاء التي لم يتم التعرف عليها بعد والتي قد تكون لحوالي 4 أو 5 أشخاص آخرين”، وأضاف البيان الصادر عن مجمع كهنة الإسكندرية والمجلس الملي السكندري والأنبا يؤنس سكرتير البابا شنودة والأنبا كيرلس أسقف دير مار مينا بمحافظة الإسكندرية ومطران محافظة البحيرة الأنبا باخوميوس، أن هناك 80 مصاباً تحت العلاج “بخلاف الذين تم علاجهم وغادروا المستشفى”. وفيما اعتبر الرئيس المصري محمد حسني مبارك الاعتداء “عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية”، تعهد بتعقب المخططين والمتورطين في الحادث الإرهابي والقصاص منهم، مؤكداً أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر، وشدد بقوله “دماء أبنائنا لن تضيع وسنقطع يد الإرهاب والمتربصين بأمن مصر”. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي جاء بعد شهرين من تهديدات اطلقتها ما تسمى بـ”دولة العراق الإسلامية” الموالية لـ”القاعدة” في العراق ضد الاقباط في مصر، وأفاد مصدر أمني بوزارة الداخلية وكالة أنباء الشرق الأوسط أن “ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حالياً للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ”. ورجح أن يكون انتحاري وراء الانفجار وأنه أحد القتلى. وقال “فحوص المعمل الجنائي أكدت.. أن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات بسيارتين كانتا موضع اشتباه كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أي منهما مصدراً للانفجار”. وكانت مصادر أمنية قالت في وقت سابق أمس، إن سيارة ملغومة انفجرت لكن شهود عيان لاحظوا أن مكان الانفجار خلا من حفرة يتسبب فيها عادة انفجار قريب من سطح الأرض، وذكر شاهد أن السيارة المشتبه بها كانت أقل تضرراً من بضع سيارات احترقت بجوارها. وأضاف أن انقلاب السيارة المشتبه بها ربما كان السبب في توقع أن سيارة ملغومة استخدمت في الهجوم. ونقل التلفزيون المصري عن محافظ الإسكندرية عادل لبيب اتهامه تنظيم “القاعدة” بتدبير التفجير، لكن لبيب لم يدل بمزيد من التفاصيل. وقال كميل صديق من المجلس القبطي في مدينة الإسكندرية “الناس ذهبوا إلى الكنيسة ليصلوا لله لكن انتهى بهم الأمر كخراف شاردة.. هذه المذبحة مكتوب عليها القاعدة في كل شيء.. نفس النمط استعمل في دول أخرى”. وشدد الرئيس مبارك في كلمة وجهها إلى الشعب المصري أمس بعد ساعات من وقوع الحادث على “أن هذا العمل الإرهابي الآثم استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، ووجه ضربته الإجرامية ونحن نحتفل مع العالم بأعياد الميلاد والعام الجديد. ولقد هز هذا العمل الإرهابي ضمير الوطن وصدم مشاعرنا وأوجع قلوب المصريين مسلميهم وأقباطهم وامتزجت دماء شهدائهم وجراحهم على أرض الإسكندرية، لتقول لنا جميعاً إن مصر برمتها هي المستهدفة وإن الإرهاب الأعمى لا يفرق بين قبطي ومسلم”. وأضاف “لايزال الإرهاب متربصاً بمصر وشعبها ويطل علينا بوجهه القبيح يروع الآمنين، ويهدد أبناء شعبنا في أرواحهم وارزاقهم ولقد طالت يد الإرهاب ضحايا أبرياء بعملية ارهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما نراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها”، وأكد أن قوى الإرهاب لن تنجح في مخططاتها، وستفشل في زعزعة استقرار مصر أو النيل من آمال شعبها ووحدة مسلميها واقباطها وأن “أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الأولى لا أفرط فيه أبداً، ولا اسمح لأحد أياً كان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا”. وأضاف مبارك “وأقول بكل الثقة إننا سنتعقب المخططين لهذا العمل الإرهابي ومرتكبيه وسنلاحق المتورطين في التعاون معهم ممن يندسون بيننا، وأقول لأسر الضحايا والمصابين أقباطاً ومسلمين إن دماء ابنائنا لن تضيع هدراً وسنقطع يد الإرهاب المتربص بنا، وأقول لهؤلاء المتربصين لقد كسبنا معركتنا مع الإرهاب في سنوات التسعينيات وتخطئون خطأ فادحاً أن ظننتم انكم بمنأى من عقاب المصريين”. وقال “ان هذا العمل الآثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين الأقباط والمسلمين لكن الله رد كيد الكائدين في نحورهم فلقد أكد من جديد أننا جميعا في خندق واحد واننا جميعا سنقطع رأس الأفعى ونتصدى للإرهاب ونهزمه”. من جهته، كلف البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومرسى مطروح بتهدئة أقباط الإسكندرية ومنع تزايد التوتر وإجراء حوار هادئ مع كل الأطراف خاصة الأمن. وأكد البابا شنودة أن حادث الاسكندرية الإرهابي استهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها، وأن هناك قوى لاتريد خيراً لمصر ارتكبت هذا العمل الإجرامي في ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. وقال “ان الشهداء الذين سقطوا جراء هذا العمل الإجرامي الغادر، لم يرتكبوا جرماً ضد أحد، بل كانوا يؤدون الصلوات ويقيمون الاحتفالات لكنهم سقطوا ضحية هذه الجريمة الغادرة”. وقال إن الذين يستهدفون أمن مصر هم أعداء للمسيحيين والمسلمين على السواء، وهم لا يريدون خيراً لهذا البلد ويسعون إلى إثارة الفتنة على أراضيه. وأكد أن كل من يحاول إثارة الفتنة على أرض مصر لن يجد سوى جسد منيع قوي يأبى الانهيار، وهو قادر على التصدي لكل هذه المؤامرات وكشفها ودحرها. مسيرة لمسيحيين ومسلمين تدعو للوحدة الوطنية الإسكندرية (د ب ا) - نظم المئات من المسيحيين والمسلمين مسيرة بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية أعربوا فيها عن استنكارهم للانفجار وطالبوا بتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد. في حين نظم نحو ألف مسيحي تظاهرة أمام كنيسة القديسين احتجاجاً على التفجير الذي وقع بعد منتصف الليلة قبل الماضية. اتهم المحتجون الأمن بعدم توفير الحماية المناسبة للكنائس وعدم أخذ تهديد تنظيم “القاعدة” مأخذ الجد، في إشارة إلى التهديد الذي أطلقه ما يسمى بـ”دولة العراق الإسلامية” في 31 نوفمبر الماضي باستهداف الكنائس القبطية المصرية ما لم يتم الإفراج عن مسلمات “مأسورات في سجون أديرة” بمصر. ورشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة مما دفعها إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©