الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ورشة التأليف المسرحي في الشارقة تصقل قدرات المشاركين الإبداعية

ورشة التأليف المسرحي في الشارقة تصقل قدرات المشاركين الإبداعية
20 مايو 2011 22:26
في سياق توصيات لجنة تحكيم “أيام الشارقة المسرحية” لدورتها الأخيرة التي أقيمت في مارس الماضي، ومن أجل الارتقاء بكتاب المسرح الحاليين، والذي يؤدي بدوره إلى الارتقاء بالعملية المسرحية في الدولة، نفذت إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ورشة حول التأليف المسرحي، أقيمت خلال الفترة من العاشر وحتى التاسع عشر من الشهر الجاري وأشرف عليها الكاتب والمخرج المسرحي السوري المعروف فرحان بلبل، وشرك فيها عشرة من كتّاب المسرح المحترفين من الإماراتيين والعرب المقيمين بالدولة. “الاتحاد” تواجدت في تلك الورشة وتحاورت مع المشرف عليها والمشاركين حول مناهج الورشة وكذلك مدى أهميتها ومدى استفادة المشاركين منها، حيث قال فرحان بلبل المشرف على الدورة إن مناهج الدورة تتمحور حول”دراسة وتلخيص كتابي “النص المسرحي.. الكلمة والفعل” ودراسة تطبيقية تحليلية لمسرحيتي: “لكل عالم هفوة” لألكسندر نيكولايفيتش ستروفسكي، و”تأخرت يا صديقي” التي قمت بإعدادها عن مسرحية لجيروستراد جريجورين ثم مناقشة لما أنجزه الأعضاء المشاركون في الدورة في ضوء ذلك”. ملاحظا أن استجابة الكتّاب المشاركين كانت كبيرة جدا إذ قاموا بتلخيص مادة كتابه ومناقشته في ما بينهم دون تدخل منه والاكتفاء بالإشراف وتوجيه النقاش في جو تفاعلي حميم وصادق وصريح، بحسب ما وصف المسرحي فرحان بلبل ذلك. وقال “إنني مسرور جداً بهذه الورشة، وهذا السرور نابع من أثر الاستجابة الحقيقية للمشاركين، ولولا هذه الاستجابة لكانت هذه الورشة عبارة عن عقوبة لي، إلى حدّ أنه قد لا أكون دقيقا إن قلت بأنني أتمنى أن لا تنتهي لشدة ما تعلقت بالمشاركين ذلك إنني لو لم أكن مدركا لحقيقة هذه الاستجابة لتمنيت أن تنتهي الورشة بسرعة”. وأضاف “إن إقامة مثل هذا النوع من ورشات العمل الجادة في توجهها نحو الكتّاب المسرحيين يدل على أن دولة الإمارات جادة فعليا في بناء حركة مسرحية متقدمة وليس ناشطة فحسب” موضحا أنه سيتواصل مع المشاركين عبر الانترنت حتى سبتمبر المقبل موعد عودته ثانية إلى الشارقة لاستكمال الخطوة الأخيرة في الورشة والتي تتمثل بقراءة ومناقشة نصوص نهائية من المفترض أن يكون قد أنجزها المشاركون حتى ذلك الحين. من جهته، قال الممثل والكاتب والمخرج المسرحي عبد الله صالح “إننا نتعلم وسنبقى نتعلم، فكيف سيكون الأمر إذا كنا نتعلم من أستاذ كبير سمعنا عنه الكثير مثل فرحان بلبل. ولا يتوقف الأمر هنا عند جاذبية الاسم بل يتجاوزها إلى الاستفادة العميقة من تجربته في النقد المسرحي وتحليل النص المسرحي، وقد شجعنا فرحان بلبل أيضاً على كتابة نصوص مسرحية نختبر من خلالها ثقافتنا خصوصاً عندما نتيح لما تعلمناه منه أن يترك أثره في نصوصنا، أي أن نعمد إلى تحليل النص قبل عرضه على صديق أو زميل قبل عرضه على الخشبة، ما يعني أن الورشة تفتح لنا أبواباً جديدة”. وأضاف “في ظلّ غياب معهد مسرحي متخصص فإن ورشات عمل من طراز هذه الورشة تمثل متنفساً يستمر أثره في ذاكرة مسرحنا، مع ذلك أتمنى أن تتحول مجمل هذه الورش إلى معهد قادر على احتضان المواهب المسرحية وتحويلها إلى كوادر متخصصة الأمر الذي يسهم في تواصل تطور الحركة المسرحية الإماراتية”. داعيا الفنانين المسرحيين الإماراتيين أن لا يضعوا عراقيل أمام التحاقهم بمثل هذه الورش المجانية التي يتم تنظيمها من أجلهم بين حين وآخر، وكذلك دعا الكتّاب المسرحيين الذين كان من المفترض أن يشاركوا في الورشة إلى بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه وتحفيز مخيلاتهم الإبداعية على إنجاز نصوص أدبية مسرحية ومواكبة العصر عبر مواكبة تقنيات الكتابة المسرحية التي “ينبغي أن لا نتخلف عنها بمجرد تقاعسنا عن الالتحاق بورشة من مثل ورشة التأليف المسرحي هذه”. أما الممثل جمعة علي، فأكد أن حاجة الممثل إلى المشاركة في مثل هذه الورشة “تنبع من ضرورة أن يكون ملما بتفاصيل العمل الذي يشارك به إجمالاً ومقدرته على تحليل مقولته الكبرى ومن ثم تفاصيل الشخصية التي يقدمها” مشيرا أن لديه محاولات سابقة في الكتابة المسرحية وصفها بأنها “بسيطة”. ولاحظ في هذا السياق “بوصفي كاتباً مسرحياً قد تغيب عني بعض التفاصيل وهي ما أوضحها لنا الفنان فرحان بلبل الذي قدم جهداً مهماً جعلنا أكثر مقدرة على التخلص من الثرثرة عندما نريد نقل فكرة ما عبر العمل المسرحي بإيجاز واختزال على مستوى الحركة والملفوظ، ولو قدّر لي الآن إعادة صياغة بعض المواقف والشخصيات وتحليها سواء تلك التي قدّمتها أو كتبتها لظهرت على خلاف ما ظهرت عليه بالتأكيد”. أما القاص محسن سليمان فأكد أن هذه الورشة “قد تعلمنا منها الاعتماد على النفس في تحليل العمل المسرحي أو كتابته” حيث رأى أن طريقة فرحان بلبل في الحديث عن موضوع الورشة لم يكن تقليدياً إلى حد أنه يمرّ لأول مرة بمثل هذه التجربة، وكذلك أشاد بالاختصار في عدد المشاركين “الذي أتاح الفرصة أمامهم لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من الورشة”.أما الشاعر محمود نور فاعتبر أن هذه الورشة تمثل بالنسبة إليه الانطلاقة الحقيقية في عالم الكتابة المسرحية ذلك أنها “تعنى بصقل أدوات الكتابة مثلما تنمي لدى المشاركين مهارات خاصة عدة يفوق ما اكتسبوه في ورش سابقة تخصصت في التأليف المسرحي تحديداً”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©