التطبيل الإعلامي

كثيراً ما توجه سهام النقد إلى الإعلام بشكل عام، والصحافة بشكل خاص، مع كل إخفاق آسيوي لأنديتنا، ودائماً ما تكون التهمة هي “التطبيل الإعلامي” لفرقنا المشاركة، والبعد عن النقد البناء، والذي من شأنه أن يساهم وبقوة في رفعة الفرق، من أجل تحقيق التمثيل المشرف للدولة في المحفل الخارجي الآسيوي الكبير. والواقع يقول إن ما يحدث مع أنديتنا من قبل الصحافة قبل المشاركات الخارجية ليس بتطبيل، بقدر ما هو دعم لها قبل مشاركتها، فمن غير المنطقي أن نتحدث عن مشاكل وعيوب فرقنا وهي على وشك البداية، ومن الطبيعي أن نتغاضى عن ذلك بمزاجنا وليس بفرض قوة علينا. كما أن الواقع يقول إن هذه الفرق، وللأسف الشديد لم تدعم نفسها بقدر ما دعمناها نحن، فإني شخصياً لا أعذر أي فريق شارك في البطولة الآسيوية، سواء كان الإمارات “أقوى فرقنا في الآسيوية وأضعفها في المحلية”، أو الجزيرة “أقوى فرقنا في المحلية وأضعفها في الآسيوية”، فجميع الفرق كان بإمكانها تحقيق نتائج أفضل من التي حققتها، وكان من الأجدر بها أن تتواجد في الدور الثاني، لو أنها أولت هذه البطولة القليل من الاهتمام. وقد يكون فريق الإمارات هو الوحيد المعفى من تهمة “عدم الاهتمام” بهذه البطولة، فكان الوحيد في الدولة الذي تعاقد مع لاعب آسيوي، وكلف خزينة النادي مبالغ طائلة من أجل الاستفادة من خدمات اللاعب الآسيوي، في المقابل “طنشت” فرق الجزيرة والوحدة والعين هذه الميزة، وفضلت المشاركة بلاعبيها الأجانب الذين شاركوا معها في البطولة المحلية، ليوجهوا رسالة واضحة وصريحة، مفادها أننا غير مهتمين بهذه البطولة. وخلال جلسة شخصية بيني وبين أحد مدربي أندية دورينا، سألته عن سبب تدني نتائج أنديتنا في البطولة الآسيوية، فأحرجني برده عندما قال إن الأندية الإماراتية على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي لديها إلا أنها تفضل البطولات المحلية، ولا تفكر في الآسيوية على الرغم من قدرتها على تحقيق نتائج مذهلة فيها، وخير دليل على ذلك فوز العين ببطولة 2003، ووصول الوحدة إلى نصف نهائي بطولة 2007، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي. البرازيلي آبل براجا وعدنا كجماهير إماراتية بتقديم صورة مغايرة للجزيرة خلال البطولة الآسيوية خلال العام المقبل، خاصة بعد أن تمكن الجزيرة من تحقيق الثنائية المحلية لأول مرة في تاريخه، وأمني النفس بأن أسمع الوعد نفسه من بقية مدربي الفرق المشاركة في البطولة الآسيوية في الموسم المقبل، حتى يكون الحساب عسيراً في حال الإخفاق لا قدر الله. ومضة الأسبوع: فوز “الاتحاد” بجائزة الصحافة العربية، إنجاز يضاف إلى إنجازات الصحيفة، ولكنه لن يكون الأخير، فالسؤال الآن: ما هي الجائزة القادمة؟ Mohamed.alsabaa@gmail.com