الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استئصال ورم في العمود الفقري لمواطنة

19 أغسطس 2017 17:19
تماثلت المواطنة الإماراتية وفاء البالغة من العمر 40 عاماً إلى الشفاء الكامل بعد خضوعها لجراحة في العمود الفقري لاستئصال ورم خطير، وتمكنت من السير على قدميها في اليوم التالي للعملية، والخروج من المستشفى بعد الجراحة بيومين، والعودة إلى ممارسة حياتها الطبيعية، وفقاً لما أعلنه مستشفى الجامعة بالشارقة. وسبق للمواطنة وفاء، وهي من الشارقة، التردد على العديد من الأطباء لعلاج آلام في الظهر وتنمل في الساقين مع بعض الصعوبة في المشي، وتم تشخيص حالتها على أنها آلام اعتيادية في الظهر، ووصف بعض الأدوية المسكنة لتخفيف حدة الألم، إلا أن حالتها تدهورت، لتقوم بمراجعة مستشفى الجامعة بالشارقة واستشارة الدكتور نيتن يوجش، استشاري جراحة الأعصاب والعمود الفقري في مستشفى الجامعة بالشارقة. وقال الدكتور يوجش: «وجدنا من خلال الفحوصات بعض المؤشرات غير الطبيعية، وأجرينا تصويراً بالرنين المغناطيسي على الفور، وأظهرت نتيجة هذا التصوير وجود ورم في العمود الفقري يشمل الأعصاب التي تسمح بحركة الساقين والسيطرة على إفراز البول». ويقع الورم في عمق الحبل الشوكي ضمن العمود الرأسي، وكان صغيراً بحيث لم يتجاوز 2 سنتمتر، بيد أنه يقع في المناطق الرئيسية والحيوية من العمود الفقري. ورغم صغر الورم، إلا أن المريضة كانت عرضة لعواقب خطيرة. ووصفت فاطمة حالتها قائلة: «أصبت بالذعر عندما أطلعت على عواقب ورم العمود الفقري، وكنت أخشى من أن أواجه صعوبة في المشي مستقبلا». وأوضح الدكتور يوجش: «نصحنا بضرورة إجراء الجراحة وأبلغنا المريضة حول المخاطر، وكانت مستعدة لذلك. واستغرقت الجراحة ثماني ساعات، تم خلالها استئصال الورم من العمود الفقري باستخدام طريقة التدخل الجراحي البسيط باستخدام المجهر الجراحي. ولم تظهر أي مضاعفات وبالتالي كللت الجراحة بنجاح كبير، وتمكنت المريضة من السير في اليوم التالي». وتتطلب هذه الجراحة عند استخدام الطرق التقليدية إحداث شق كبير يؤدي إلى نزف الكثير من الدماء، كما تستغرق وقتاً أطول وتؤدي إلى حدوث الكثير من المضاعفات، وهذا ما يؤدي إلى تخوف المرضى من جراحات العمود الفقري، حيث لم تكن الجراحة باستخدام معدات متطورة، مثل المجهر الجراحي، متاحة قبل عدة سنوات، وبالتالي كان من الشائع حدوث تلف أعصاب خلال هذه الجراحات. وقد أدت التطورات والتقنيات الحديثة إلى الحد من هذه المخاطر بشكل جذري. وتابع الدكتور يوجش: «كانت جراحات العمود الفقري تسبب الذعر للمرضى وحتى الجراحين نظراً لعدم اليقين حول النتائج. فقد نتمكن من إزالة الورم بنجاح، ولكن المريض لن يتمكن من السير على قدميه مرة أخرى. أما الآن، فقد أصبح بالإمكان استخدام نظم رصد الأعصاب التي تخبرنا عن أماكن الأعصاب بدقة، وتحذر الجرّاح من حدوث أي شق أو تلف في الأعصاب. وتُسهم المعدات والمناظير المتطورة التي نستخدمها في الحد بشكل كبير من حجم الشقوق، وجعل هذه الجراحة آمنة جداً. كما يعتقد المرضى بأنهم بحاجة إلى عدة أسابيع للشفاء التام من جراحة العمود الفقري، ولكن هذا الأمر بات من الماضي». وتُعتبر آلام الظهر والرقبة من الحالات الشائعة التي قد تؤثر على أي فرد في المراحل المتقدمة من العمر. كما تصيب هذه الآلام الشباب، حيث يستقبل الدكتور يوجش الكثير من الشباب الذين يعانون من الألم أو الضغط والإجهاد الناجمين عن وضعية جلوس خاطئة خلال العمل المكتبي أو خلال استخدام الهاتف المتحرك أو أجهزة الكمبيوتر. وهذه الأمثل من المشاكل الأكثر انتشاراً والتي تختلف عن الأورام. وتوجهت المريضة ببالغ الشكر إلى الكادر الطبي وكافة العاملين في مستشفى الجامعة بالشارقة والدكتور يوجش، وقالت: «كنت أعلم بأن آلم الظهر لم يكن طبيعياً لأنني بدأت أفقد الشعور بالساقين، ولحسن الحظ فقد اكتشف الدكتور يوجش الورم، ونصحني بالخضوع لهذه الجراحة، وقد هدأت مخاوفي عندما أكد لي بأن هذا الإجراء بات آمناً الآن. وأود التوجه بالشكر للدكتور يوجش وجميع العاملين في المستشفى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©