الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ريسيرتش إن موشن» والصراع على ملكيّة الأسرار

«ريسيرتش إن موشن» والصراع على ملكيّة الأسرار
5 أغسطس 2010 21:46
لا شك أن شركة “ريسيرتش إن موشن” الكندية التي تصنّع الجهاز ذائع الصيت والمثير للجدل “بلاك بيري”، لم تكن تنتظر أن تتصاعد الحملة العالمية المضادة للإباحية المعلوماتية التي ينطوي عليها، عندما أطلقت أحدث نسخة منه يوم الثلاثاء الماضي تحت اسم “بلاك بيري تورش 9800” Blackberry Torch 9800. ولأول مرة في تاريخها القصير العامر بالنجاح، عمدت إلى تزويد جهازها الجديد بخاصية الشاشة التي تعمل باللمس، وأضافت إليه لوحة مفاتيح منزلقة من طراز “كويرتي”. وفيما كانت الشركة منشغلة بإطلاق جهازها الجديد في مؤتمر صحفي صاخب نُظم في مدينة نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، كانت أخبار وتداعيات منع استخدام أجهزة “بلاك بيري” في إرسال الرسائل النصّية في الإمارات تقضّ مضاجع مسؤوليها بعد أن تصدّرت هذه الأخبار واجهات الصحف ووسائل الإعلام العالمية. وبدأت “ريسيرتش إن موشن” تتخوّف من انتقال هذه العاصفة العاتية إلى دول أخرى خاصة بعد أن بدأت العديد من دول العالم تتساءل عن مدى خطورة الجهاز. وما لبثت هذه الأخبار السيئة أن ازدادت سوءاً عندما فشلت الشركة في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الهندية بشأن تحديد الجهة التي تمتلك الحق في تخزين الرسائل النصّية لمستخدمي الجهاز. وهددت الهند الشركة بإيقاف تشغيل خدمات “بلاك بيري” ما لم تتمتع بحق الدخول إلى نظام إرسال واستلام الرسائل التي يتم تبادلها عن طريقه. ونشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” في عددها الصادر أول أمس الأربعاء تقريراً بقلم مراسلها في مومباي جيمس فونتانيللا خان قال فيه إن مسؤولاً بارزاً في شركة “ريسيرتش إن موشن” أكد له غياب أي مؤشرات للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الهندية بعد أن رفضت الشركة الطلب الهندي بتشغيل “خادم وطني للمراقبة” domestic proxy server، كما رفضت السماح للفنّيين الهنود بالاطلاع على التكنولوجيا التي تعمل بموجبها أنظمة التراسل النصّي للجهاز بدعوى أن من شأن هذه الخطوة أن تتيح المجال للحكومة الهندية بمراقبة مراسلات مستخدميه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في شركة “ريسيرتش إن موشن” قوله: “إن الأمر هنا أشبه بأن تسأل شركة كوكا كولا عن سرّ تركيبة المواد التي تصنع منها شرابها الغازي. ولا يجهل أحد أن شركتنا تعتمد على السرّية المطلقة. ولو تخلّينا عن هذه الصفة، فإننا نغامر بفقد الكثير من عملائنا وخاصة أولئك الذين يعملون لصالح المؤسسات الحكومية والشركات”. ويعود الخلاف بين الحكومة الهندية وشركة “ريسيرتش إن موشن” إلى السنة الماضية عندما أعلنت الهند أن الإرهابيين استخدموا أجهزة من نوع “بلاك بيري” في هجوم مومباي عام 2008 والذي راح ضحيته 166 قتيلاً. واشتكت السلطات الأمنية هناك من أن نظام كتابة الرسائل على “بلاك بيري” الذي تستخدمه شركة “ريسيرتش إن موشن”، يمنعها من الاطلاع على محتوى تلك الرسائل. وتصاعدت حدّة الأزمة بين الطرفين الأسبوع الماضي عندما حذّرت الهند من أنها سوف توقف خدمات “بلاك بيري” تماماً. ثم ما لبث رئيس شعبة الأمن الداخلي في الهند أن أعلن أن الحكومة ستشرع في مفاوضات مع شركة “ريسيرتش إن موشن” للوصول إلى حل. واتضح فيما بعد أن كلاً من الطرفين متمسك في رأيه حتى النهاية وليس من المحتمل أن يتفقا على شيء طالما أنه لا توجد حلول وسطى في مثل هذه الحالات. وتكمن خطورة هذه المشكلة في أن الدول الأخرى قد تتخذ مواقف مشابهة لتلك التي اتخذتها الإمارات والهند وبما قد يترك أبلغ الأثر على شركة “ريسيرتش إن موشن”. عن صحيفة (فاينانشيال تايمز)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©